2. الانتفاضة الشعبية المسلحة وسيلة لتحقيق هدف سياسي فى الأساس، وفُرض علينا حمل السلاح نتيجة للممارسات القمعية والدموية التى مارسها النظام منذ انقلاب يونيو 1989 ضد أبناء الشعب السوداني من مدنيين وعسكريين، ونعود الآن لمواصلة النضال السياسي السلمي من أجل بناء السودان الجديد. لم تتغير أهدافنا وإستراتيجياتنا لأنها ممهورة بدماء المئات من الشهداء والجرحى، ولا نسعى للمساومه فى ذلك ولكننا نطور من وسائلنا وفق المتغيرات السياسية التى ساهمنا فى تفاعلاتها بتضحياتنا الغالية ومن حقنا بالتالى الإستفادة من ثمارها للدفع بنضالنا للامام وليس للبحث عن مواقع فى السلطة او تقاسمها، فهذه من ممارسات السودان القديم التى أدخلت بلادنا فى دوامة عدم الإستقرار السياسي والإنقلابات العسكرية ونفرت الأجيال الجديدة من الإنخراط فى العمل التنظيمي السياسي.
3. مررنا فى الفترة الأخيرة بتجربة خرجنا منها اكثر صلابة وتصميماً، فقد تآمرت علينا مجموعة من الرفاق رهنت نفسها لأجندة أخرى، وأعتقدت أن بوادر السلام هو الوقت المناسب للقفز لمراكز السلطة والثروة على حساب دماء وتضحيات المقاتلين، وتقوت هذه المجموعة بالآخرين وأرادوا فرض أجندتهم على مقاتلينا بالخداع والحصار والتجويع وحرمانهم من خطوط الإمداد، وكان من الطبيعي أن يرفض المقاتلون من أجل الحرية ذلك إلتزاماً منهم بالأجندة الوطنية، ولهذا فضلوا العودة للوطن ونتمنى أن تتمكن البقية من الإفلات من الحصار والعودة لمواصلة نضالهم داخل أرض الوطن، وندعو جماهير شعبنا ومنظمات المجتمع المدنى الوقوف معنا من أجل إطلاق سراح المقاتلين المحتجزين والمحاصرين فى السجون والمعسكرات، وتأمين عودتهم لذويهم وإعادة تأهيلهم للإنخراط فى الحياة المدنية وتأمين أوضاعهم إجتماعياً، هذا أقل ما نقدمه لهؤلاء الأبطال.
لكم شكرى
وعاشت ثورة الحرية والتجديد
على محمد يسن
رئيس دائرة التأمين الاجتماعى وإعادة التأهيل
التحالف الوطني السوداني
الخرطوم – 16 سبتمبر 2004.