بيان من أسرة الدكتور الأمين محمد عثمان
قامت مجموعة مسلحة من جهاز الأمن السوداني في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء 14 سبتمبر 2004 بالدخول بغير إذن لمنزل الأسرة بضاحية المنشية بالعاصمة السودانية الخرطوم وتفتيشه من دون إبراز ما يخول لهم ذلك. وقد شوهدت هذه المجموعة تراقب المنزل من الخارج لقرابة الساعة قبل دخولها إلي المنزل.
وقد أشهروا أسلحتهم في وجه زوجة الدكتور الأمين محمد عثمان مطالبين بمعرفة مكان الأخ صهيب الأمين محمد عثمان الطالب بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الذي لم يكن متواجداً لحظتها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلي مسائلة الأطفال عن مكان شقيقهم حيث قام اثنان من أفراد المجموعة بمطاردة الأبن حمزة البالغ من العمر أربعة عشرة سنة إلي الطابق العلوي من المنزل وإستجوابه عن مكان شقيقه. وحينما لم يجدوا أثراً له في المنزل قاموا بإعتقال صديقه الزائر الأخ عبد اللطيف عبد الرازق ساتي وأخذه معهم قائلين للأسرة أنه لن يتم إطلاق سراحه حتى يسلم الأخ صهيب نفسه للأمن.
وقد ظلت سيارتهم ترابط خارج المنزل قرابة النصف ساعة من قبل أن ينصرفوا ومعهم الأخ عبد اللطيف الذي تعرض فيما بعد للضرب علي وجهه ومن ثم إطلاق سراحه في الثانية صباحاً من فجر اليوم.
إننا إذ نخاطبكم بهذا البيان التوضيحي نؤكد أن هذه التحرشات التي تعرضت لها أسرتنا بالأمس ليست سوي إمتداد لمسلسل إستفزازي عبثي غير أخلاقي أمتد عبر السنوات الأخيرة بطله الأول ومحركه السيد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية والذي تولي لوحده من قبل كِبر إعتقال والدنا الدكتور الأمين محمد عثمان وحبسه من غير مسوغ قانوني ومن دون محاكمة في يونيو 2002 ومن ثم عملية عزله قسراً عن منصبه في منظمة طوعية شهد له الكل فيها بالنزاهة والإستقامة والتفاني في خدمة الضعفاء والمساكين والمستضعفين داخل وخارج بلادنا مما أضطره للخروج من البلاد مهاجراً إلي الله تعالي من بعد ما أصابته عملية الإعتقال والحبس بإنفصال في شبكية العين وتآكل في الفقرات السفلية للظهر مما أضطره للصلاة جالساً منذ ذلكم الوقت وحتى الأن.
إننا إذ نحمد الله أن الأيدي الآثمة لزبانية علي عثمان محمد طه لم تطال الأخ صهيب إلا أننا ندرك تماماً مدي الإستهداف الآثم الذي يحيط به في شخصه ومَن وراءه من أسرة أبت إلا أن تصمد وتصبر وتصابر وترابط في وجه الظلم والبغي والعدوان. ونحن إذ نرفض تماماً هذا الإستهداف وتوابعه نؤكد علي خشيتنا علي حياة وسلامة الأخ صهيب الأمين خاصة مع تواتر الأنباء عن إستشهاد إثنين من الشباب المعتقلين خلال الأيام الخمسة الماضية.
ونتوجه بندائنا هذا لكل منظمات حقوق الإنسان والعمل الطوعى وكل أصحاب الضمائر الحية في كل مكان للتدخل من أجل حماية الأخ صهيب الأمين وأسرتنا من هذه المضايقات والتحرشات المستمرة والتي ألقت بظلالها علي أطفالها فما كادوا يتجاوزون تجربة إعتقال وهجرة والدهم والتفتيش القسري المسلح لمنزلهم وحاجياتهم من قبل حتى عاد أولئك البغاة من جديد ينشرون في البيت الفوضي والفزع والخوف.
ونختم بالتأكيد علي إحتفاظنا بحق الرد بكل الوسائل المشروعة علي هذا الإستهداف ونرفع أيدينا بالدعاء لرب العالمين أن يزيح الظلم والبغي عن أسرتنا وأهلنا وشعبنا وبلادنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
د/محمد الأمين محمد عثمان
نيابة عن أسرة د/الأمين محمد عثمان
بريطانيا
الأربعاء 15 سبتمبر 2004