كشف علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني عن ان السودان يواجه هجمة صهيونية كبري من خلال قضية دارفور ، واعلن ان هذه القضية اضحت محاولة مستمرة لتنمرير الاجندة الاسرائيلية المتمثلة في تحقيق الحلم الصهيوني القديم بإنشاء دولة اسرائيل الكبري الممتدة من الفرات الي النيل .

وقال طه في مؤتمر صحفي امس ان الصهيونية العالمية التي اخترقت الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الامريكية لم تأل جهدا من اجل تحقيق اهدافها الاساسية خاصة بعد ان خيل لها انها وضعت يدها علي الفرات باحتلال العراق ، مضيفا ان النيل لا يعني سوي مصر والسودان وان مصر ليست مستهدفة وحدها في هذا المخطط الكبير ، موضحا ان الصهيونية العالمية وجدت ضالتها في حركات التمرد في دارفور وفي حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي ولم تجد لها مبررا للتدخل الكنسي لان دارفور اقليم مسلم بنسبة 100% وليس به مسيحي واحد .

وشن النائب الاول للبشير هجوما عنيفا علي حزب المؤتمر الشعبي المعارض وزعيمه د / حسن الترابي وحمله مسئولية ما يجري في دارفور واتهمه بتنفيذ اجندة اسرائيلية في الاقليم وزعزعة الامن والعصيان في الخرطوم وهدد باجراءات قانونية حازمة وحاسمة في مواجهة الحزب وملاحقة قياداته في الخارج وفق البيانات ومسار الحقيقة في المحاولة التخريبية ، واتهمه بزعزعة الامن واحداث فوضي والدعوة الي العصيان والاضراب ، واعلن عن فشل المخطط التخريبي في الخرطوم .

وجدد طه اتهامات الحكومة لحزب المؤتمر الشعبي بإعداد وترتيب ومحاولة تنفيذ المخطط الاخير مشيرا الي ان حزب الترابي لم يدع بابا من ابواب المواجهة مع الحكومة الا طرقه وسلكه وعندما لم يجد ذلك كله لجأ للاستعانة بالصهيونية العالمية وممثليها في المنطقة عبر قضية دارفور التي صورها للعالم كأنها مهدد للامن القومي العالمي . وقال طه ان قضية دارفور اصبحت الان واحدة من اوراق في انتخابات الرئاسة الامريكية التي اصبحت تزايد عليها من اجل كسب اصوات الناخبين وتحقيق مكاسب سياسية ، وكشف طه عن محاولات الترابي المستمرة لحث الشعب السوداني علي الثورة والقيام بإنتفاضة ضد السلطة مستشهدا بالحديث الصحفي الذي اجرته معه احدي الصحف العربية قبل فترة قصيرة وتم نشره في الخارج .

كما اتهم الحزب بتمرير اجندة اسرائيلية وصهيونية في دارفور وحمل الترابي ونائبه د / علي الحاج مسئولية تعطيل مفاوضات الحكومة مع متمردي دارفور في ابوجا بارسال اشارات خاطئة عن تغيير مرتقب في الخرطوم وتحريض متمردي دارفور ودعمهم بعناصر سياسية وعسكرية ، واتهم طه المؤتمر الشعبي بتصعيد ازمة دارفور دوليا والبحث عن غطاء للتدخل الاجنبي وفرض وصاية علي السودان وقال طه ان حزب الترابي تجاوز الخطوط الحمراء والمحظورات وسعي الي اشاعة روح الضغينة وتهييج العواطف والفتنة ، محذرا من ان ذلك سيؤدي الي حروب اهلية .

وقال ان اللجان الفنية المشتركة حسمت 90% من القضايا المتعلقة بترتيبات وقف اطلاق النار الدائم وتبقت ثلاث او اربع مسائل ستحسم في جولة المفاوضات المقبلة وتوقع طه استئناف المفاوضات نهاية الشهر الجاري او بداية الشهر المقبل موضحا ان المشاورات بين وسطاء الايجاد والقيادات في الحكومة والحركة لا تزال جارية لتحديد موعد محدد لبدء الجولة . ورهنت الحكومة احراز اي تقدم سريع يمكن ان تحدثه المفاوضات بينها والحركة الشعبية بتوضيح موقفها الداعم لحركات التمرد في دارفور ، وقال طه ان الدور الذي لعبته الحركة الشعبية في دعمها المعلن وغير المعلن لما يحدث في دارفور ستكون له اثاره السالبة علي المفاوضات موضحا ان هذه تحتاج الي توضيح وموقف ثابت في هذا الشأن بإعتباره سيؤثر كثيرا علي صدقية وسرعة تحقيق ما يتوقع انجازه في نيفاشا . واوضح انه من الممكن ان يكون للحركة الشعبية موقفها ووجهة نظرها مما يحدث ولكن ما لا يمكن الاقدام عليه هو ما نصت عليه اتفاقية الترتيبات الامنية والتي تنص علي عدم القيام بأي اعمال من شأنها اضعاف الطرف الاخر في شراكة الاتفاق السياسي .

وقال نائب البشير انه وتحت هذه الاجواء وفي ظل الضغوط الدولية تم الاعداد لنقل هذه المعركة من دارفور الي المركز وتم نقل السلاح الي العاصمة الخرطوم الا ان يقظة اجهزة الامن والشرطة ابطلت ذلك المخطط التخريبي وكشفته قبل ان تبدأ كوادر حزب الترابي في تنفيذه الامر الذي دعا بعض الاصوات المعهودة الي التشكيك في ما اعلنته الحكومة . وقال طه ان هذه القضية ليست قضية امنية صرفة وان الحكومة والسعب سوداني بازاء قضية سياسية في المقام الاول ، مضيفا ان الحكومة الان لا تتحدث عن مصالحها او عن مصالح حزب او شخص بل تتحدث عن مصلحة السودان مؤكدا ان ذلك لن يجعل الحكومة تتراجع عن سياساتها المعلنة في مجالات السياسة او الاعلام او الاقتصاد .

من جهة أخري أعلن احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني ان مؤتمر النظام الاهلي بدارفور الذي يتبناه البرلمان السوداني يبدأ اعماله السبت المقبل بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ، وقال الطاهر ان المؤتمر يستمر ليومين ويناقش عددا من اوراق العمل ، وقال الطاهر في مؤتمر صحفي امس ان الهدف من قيام المؤتمر الاهلي هو اعطاء الادارة الاهلية دورا جديدا يساعد في عملية رتق النسيج الاجتماعي وجمع السلاح ونفي الطاهر ان يكون هذا المؤتمر بديلا للمؤتمر الجامع الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير كافة ابناء دارفور للوصول الي حلول سياسية للمشكلة ، واكد الطاهر انه تم توجيه الدعوة لعدد من قادة العمل الديني في السودان وقيادات دارفور السياسية منها والتشريعية والتنفيذية ومثلي الاحزاب المختلفة في دارفور وعدد من الشخصيات خارج السودان من الدول المجاورة والامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني . وحدد الطاهر خيارين امام الدولة حال عدم تمكن البرلمان في دورته الاخيرة التي تبدأ في شهر اكتوبر وتنتهي في ديسمبر من اجازة دستور الفترة الانتقالية والموازنة العامة وهما اما الدعوة لانتخابات عاجلة وهو ما يزعج الحركة الشعبية او تعديل الدستور بتمديد اجل المجلس . وقال الطاهر ان هناك ثمانية مواقع للسلاح يجري البحث عنها مشيرا الي ان المؤتمر الشعبي ظل مصمما علي مواجهة الحكومة ، واكد علي ان الحكومة ستدفع بهم الي المحاكم التي وصفها بالعادلة والعاجلة .

من جهة اخري جدد د / نافع علي نافع وزير ديوان الحكم الاتحادي نائب الامين العام للحزب الحاكم موقف الحكومة الرافض لقوات حفظ سلام دارفور وقال ان حفظ السلام من مهام الحكومة واضاف اذا كان هناك ما يستدعي زيادة قوات مراقبة وقف اطلاق النار سينظر في الامر ، واستنكر نافع خروقات حاملي السلاح لاتفاق وقف اطلاق النار وقال هذا لن يكون الاخير لان هؤلاء همهم اجهاض السلام وعدم الاستقرار والتعمير في دارفور وسيظلون يصطنعون ذلك مشيرا الي ان تعثر مفاوضات ابوجا يعود لعدم رغبة الحركات المسلحة في الوصول الي سلام . مؤكدا ان خطة الحكومة الاساسية تجاه الاوضاع في دارفور احلال السلام علي الارض واعادة الحياة الي طبيعتها واعادة توطين النازحين والاجئين الي قراهم .