بريطانيا وألمانيا تعدلان موقفهما من دارفور ليتوافق مع واشنطن والخرطوم ترفض الاتهامات الأميركية بوجود «إبادة جماعية» في الإقليم

سودانيز اون لاين
9/10 11:28pm

غيرت بريطانيا وألمانيا موقفهما من أزمة دارفور (غرب السودان)، ليصبح قريبا من موقف الولايات المتحدة التي باتت ترى وجود «ابادة جماعية» في الانتهاكات التي شهدها الإقليم السوداني خلال الـ 18 شهرا الماضية، اثر تقرير قدمه وزير خارجيتها كولن باول أول من أمس أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ، دعا فيه أيضا الى فتح تحقيق في الأمر أمام الأمم المتحدة.
ويقول مراقبون ان هذا التغيير في المواقف الاميركية والبريطانية والالمانية قد يجعل الخرطوم في مواجهة «عقوبات دولية» حتمية، في مجلس الأمن الدولي الذي بدأ بدراسة القضية حاليا على مستوى الخبراء. لكن الحكومة السودانية أعلنت أمس «رفضها القاطع» لوجود «ابادة جماعية» في دارفور، وأرسلت رسالة احتجاج الى الخارجية الاميركية، وقالت ان الاتهامات الاميركية «حيلة لخدمة حملة بوش الانتخابية»، مؤكدة في الوقت نفسه انه ليس هناك إجماع دولي على هذا التوصيف الاميركي.
وفي لندن قال كريس مالين، وهو وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف ملف أفريقيا، ان لندن ستؤيد الموقف الاميركي في مجلس الأمن الداعي الى تقصي أعمال «الابادة العرقية» المفترضة، كما انها لا تستبعد القيام بعمل عسكري بسبب النزاع. وأشار الى احتمال حصول هذه الانتهاكات، غير انه حذر من امكان فشل مجلس الامن في التوصل الى موقف مشترك حول النزاع. وكانت لندن قد نفت قبل أسابيع تعرض السودانيين الأفارقة الى «الابادة العرقية» حين أطلق الكونغرس الاميركي هذا الادعاء. بيد أن مالين تردد أمس في نفي او تأكيد هذه التهمة. وقال في مقابلة أجراها معه أمس «راديو فور» التابع لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، «من المؤكد حقاً انه ربما حصلت ابادة جماعية وسنؤيد في مجلس الأمن دعوة (وزير الخارجية الاميركي) كولن باول الى فتح الأمم المتحدة تحقيقاً عاجلاً بالأمر». وأضاف «ليس هناك شك في ان جرائم خطيرة ارتكبت» في دارفور من قبل ميليشيات الجنجويد التي تتهم حكومة الخرطوم بتسليحها. وفي هذه الإثناء قلل مصدر دبلوماسي بريطاني من متانة هذا التقارب بين لندن وواشنطن. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان لندن لا تؤيد واشنطن في اتهام الخرطوم بارتكاب عمليات ابادة عرقية، الا انه لفت في الوقت نفسه الى إن حكومته لا تعارض الزعم الاميركي.
وفي برلين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية فالتر ليندنر امس، ان الحكومة الألمانية التي ترغب في الوصول الى إجماع في مجلس الأمن بالنسبة لأزمة دارفور ترى بان هذه الأزمة تنطوي على «امكانية الابادة». وأضاف ليندنر ان الحكومة الالمانية ترى في هذه الازمة «مأساة من الناحية الانسانية ومن ناحية حقوق الانسان مع امكان التحول الى ابادة».
من جهة اخرى قال المبعوث السابق للامم المتحدة الى السودان وزير الداخلية الالماني السابق غيرهارد باوم، ان المشروع الاميركي «مناسب جدا». وانتقد باوم بشدة في حديث اذاعي المعارضة الروسية للمشروع الاميركي. وقال «انه امر مؤسف من قبل روسيا التي توجهت الى مجلس الامن بسبب كارثة المدرسة في اوسيتيا الشمالية بينما هي تمنع بالفيتو (حق النقض) اي تدخل انساني في السودان». وفي الخرطوم أعلنت الحكومة السودانية «رفضها القاطع» للاتهامات الاميركية، ووصفها وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل بأنها حيلة لخدمة حملة إعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش. وقال اسماعيل ان ادارة بوش تستغل الأزمة الإنسانية في المنطقة لتحويل الانتباه عن إعداد القتلى الاميركيين في العراق. وأضاف «يجب ألا يستغلوا أزمتنا الإنسانية لخدمة أجندتهم السياسية».
وقد أصبح الوضع في دارفور احد موضوعات الجدل في الحملة الانتخابية الاميركية، إذ أكد المرشح الديمقراطي جون كيري من جهته ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تقبل بان يتكرر في دارفور ما حصل من مجازر ابادة في رواندا عام 1994. وقال السفير السوداني في واشنطن خضر هارون ان الحكومة السودانية «ترفض رفضا قاطعا» الاتهامات الاميركية بوقوع «ابادة» في دارفور، موضحا انه ابلغ الخارجية الاميركية بهذا الموقف رسميا. إلى ذلك جدد الرئيس السوداني المشير عمر البشير الاتهام لدولة اريتريا، بمحاولة فتح جبهة جديدة معادية لحكومته في شرق البلاد، بالتزامن مع اتهامات أطلقتها الخرطوم خلال اليومين الماضيين، تقول ان أسمرة متورطة في «مؤامرة تخريبية» كشفتها في مهدها. وقال البشير عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي في الخرطوم، ان «اريتريا في سعيها لزعزعة الأمن في المنطقة شنت حرباً على إثيوبيا التي كانت أول من اعترف باستقلالها بدلاً من رد الجميل، وتنكرت لمواقف السودان التي دعمت القضية الاريترية».
واعتبر البشير الحدود الشرقية بأنها «مشكلة مزمنة». وبينما وصف العلاقات السودانية ـ الإثيوبية بأنها تمر بأفضل حالاتها في المجالات كافة، اعتبر البشير، الحكومة الاريترية بأنها غريبة الأطوار، وأشار الى انها «ظلت تعمل باستمرار على زعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار وحول مشكلة الحدود بين السودان وإثيوبيا، قال الرئيس السوداني ان «لجنة مشتركة شكلت لإعادة ترسيم الحدود منذ وقت بعيد»، وذكر ان مشروعات التعاون بين السودان وإثيوبيا تسير بخطى طيبة. وقال «منحنا إثيوبيا تسهيلات في ميناء البحر الأحمر وانتهت المرحلة الأولى من طريق القضارف ـ دوكة ـ القلابات، الذي يربط البلدين، ونسعى للربط الكهربائي والسكة الحديد». وأشار الى ان تحرك 300 شاحنة يومياً، بين البلدين يوضح بجلاء حجم التبادل التجاري. وقال البشير ان الأوضاع في دارفور تشهد تطوراً ايجابياً بشهادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والمراقبين وانه لا توجد اي أحداث لانتهاك حقوق الإنسان في دارفور. وبرأيه ان الأوضاع متحركة نحو الأفضل والحياة تعود لطبيعتها في الولايات الثلاث بعكس ما يقول الآخرون. وقال البشير ان «التطورات فاجأت أعداء السودان وستقود الى السلام».
من ناحيته قال زيناوي ان بلاده تدعم جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار في دارفور والوصول الى اتفاق السلام النهائي. وأضاف ان «الأمل معقود في ان تقضي مفاوضات ابوجا التي يرعاها الاتحاد الأفريقي الى حل مشكلة دارفور. ورأى ان مشكلة الحدود الشرقية تتمثل في احتكاكات بين المزارعين». وتناولت مباحثات البشير وزيناوي العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في دارفور.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved