ولم يحدد قرار البشير أسباب عزل مساعده الذي كان يعمل من داخل القصر الرئاسي. لكن مصادر في القصر ذكرت انه أعفي من منصبه لعمله خارج الأطر المؤسسية للدولة, واعتبرت ان إقالته لا تعني فض الشراكة السياسية مع مجموعة "تيار الاصلاح والتجديد في حزب الأمة" التي يقودها. وبثت "وكالة الانباء السودانية" الرسمية أن مبارك الفاضل "بدأ تعاملاً خارج المؤسسات", وأن قرار اعفائه "يصدر باعتبار أن العمل المؤسسي هو صمام الامان لحكومة البرنامج الواحد, ويحض على احترام المؤسسات واتباع القنوات".
لكن مسؤولاً في مجموعة مبارك أبلغ "الحياة" انه عزل بسبب مبادرته التي طرحها أخيراً بعنوان "خريطة الطريق حول الحل السياسي الشامل وحل أزمة دارفور" التي دعت الى عقد مؤتمر قومي وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة, واجراء انتخابات عامة الأمر الذي أغضب دوائر متنفذة في السلطة, فاعتبرته "تغريداً خارج السرب". وكشف المسؤول ان مبارك الفاضل رفض طلباً من النائب الأول للرئيس خلال لقاء لمدة ساعتين ليل الاثنين - الثلثاء عدم السفر الى الولايات المتحدة. وأبلغ مبارك الفاضل موقفه الى البشير وتمسك بسفره الى واشنطن بصفته الحزبية حتى إذا أدى ذلك الى عزله من منصبه الرسمي.
وقال مبارك الفاضل في بيان أمس انه دخل في شراكة مع الحزب الحاكم من تموز (يوليو) 2002 وقبل بمنصب رسمي الى جانب رئاسة حزبه, لكن تبايناً في وجهات النظر بدأ مع حلفائه في السلطة بسبب ارتباطاته الحزبية والرسمية.
وأوضح ان الموقف انفجر أخيراً بسبب زيارته المرتقبة للولايات المتحدة, مما أدى الى اعفائه من منصبه. ورحب بالقرار معتبراً أنه جاء "نتيجة لإصراري وتمسكي بحرية القرار والحركة السياسية. نرحب بقرار اعفائي من موقعي الرسمي الذي يؤكد استقلال قرارنا السياسي, وسنواصل جهودنا من أجل التحول الديموقراطي والسلام مع كل القوى السياسية في الحكم والمعارضة".
وعلم ان "تيار الاصلاح والتجديد في حزب الأمة" سيعقد اجتماعاً في وقت لاحق لتحديد مستقبل علاقته مع الحكومة واستمرار وزرائه في الحكومة أو الانسحاب منها.
واسند الى مجموعة مبارك منصبان في المؤسسة الرئاسية وثلاث وزارات ومناصب وزراء دولة ووزراء في حكومات الاقاليم, لكن بعض مسؤولي المجموعة اختلفوا معه ما دفعه الى محاولة اقالتهم من مناصبهم غير أن قادة الحكم لم يتجاوبوا مع طلبه.
وراجت في الخرطوم أخيراً معلومات عن ان مبارك الفاضل دخل في ملاسنة حادة مع وزير مهم عقب اجتماع لمجلس الوزراء في شأن مبادرته للحل السياسي باسم حزبه من دون مراعاة لوضعه الرسمي. وظل مبارك يدعو الى جبهة عريضة برئاسة البشير باعتباره ممثلاً للمؤسسة العسكرية, الأمر الذي لم يكن يرضي بعض الاسلاميين من صناع القرار في الدولة.