عبر الرئيس السوداني عمر البشير عن تقديره لدور بريطانيا الداعم للحكومة لتحقيق السلام في الجنوب وتعزيز الاستقرار والامن في دارفور واكد خلال لقائه امس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والذي يعد اول بريطانى بهذا المنصب يزور السودان منذ الاستقلال جدية الحكومة وصولا بمسارات التفاوض لسلام دائم وعادل في السودان . واشار الرئيس البشير الي حرص السودان للارتقاء بعلاقاته الثنائية مع بريطانيا ودعم التعاون المشترك بين البلدين وقال د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية ان مباحثات بلير مع الرئيس البشير ونائبه الاول كل علي حدة تركزت حول مفاوضات السلام في نيفاشا وعودة الاوضاع الانسانية والامنية والسياسية لطبيعتها في دارفور . واضاف وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي بالقصر الجمهوري امس عقب المباحثات ان هناك اتفاق كامل بين الطرفين لاهمية العمل معا وصولا لمباحثات نيفاشا الي غاياتها المنشودة عبر الجولة التي تبدأ غدا برئاسة النائب الاول للرئيس السوداني وجون جارانج رئيس الحركة الشعبية واكد د/ مصطفي علي لسان بلير التزام الحكومة البريطانية بالدعم الممكن وحث المجتمع الدولي للاسهام بفعالية في عمليات اعادة الاعمار والتاهيل والتنمية بجانب تقديم العون المطلوب للمواطنين .
واعلن وزير الخارجية السوداني اشادة الحكومة البريطانية بالحل المتكامل الذي تطرحه الحكومة لمعالجة قضايا السودان والتزامها بالتعاون مع الاتحاد الافريقي لزيادة عدد المراقبين وتوسيع مهامهم وحرصها للوصول لحل سياسي عبر مباحثات ابوجا التي يرعاها الرئيس اوباسانجو علاوة علي التزامها بتوفير الامن في دارفور ومحاصرة كل المجموعات المنفلتة التي تؤثر علي الامن وانسياب المساعدات الانسانية واوضح د/ مصطفي ان مباحثات الرئيس البشير ونائبه الاول مع توني بلير تطرقت الي مكافحة الارهاب وضرورة عودة الاوضاع لطبيعتها في العراق والاهتمام بالوضع في فلسطين وضرورة ايقاف الماساة فيها اضافة الي التعاون في منطقة القرن واضاف وزير الخارجية ان هذه القضايا فضلا عن انها تمثل العمادة الاساسية للاستقرار فانها تشكل جذورا للارهاب يجب معالجتها وصولا بالمنطقة للاستقرار والسلام المنشود .
بلير يؤكد اهمية زيادة قوات الرقابة الافريقية ويطالب الحكومة بتحديد اماكن قواتها
توني بلير يؤكد علي ضرورة الوصول لاتفاق سلام شامل في جنوب السودان بنهاية هذا العام
الخرطوم – هيام الإبس
طالب توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الحكومة السودانية باتخاذ خطوات جادة والالتزام بقرارات الامم المتحدة حول دارفور ، وقال ان من الاهمية زيادة قوات الرقابة الافريقية بارسال الاف الجنود لحفظ وقف اطلاق النار ولضمان وصول معلومات صحيحة عن الوضع في دارفور . وشدد بلير في مؤتمر صحفي عقده امس بمنزل السفير البريطاني في ختام زيارته التي استغرقت يوما واحدا - علي اهمية موافقة الحكومة السودانية علي زيادة حجم القوات الافريقية . وطالب الحكومة السودانية ان تحدد اماكن وجود الجيش السوداني والمليشيات الموالية للحكومة ، مشيرا الي موافقة الحكومة علي سحب قواتها الي ثكناتها وتبديلها بقوات الشرطة . ونفي بلير رغبة اي من الدول الاوربية ارسال قوات لاقليم دارفور وقال ان قوات الاتحاد الافريقي هناك كافية لاحتواء الموقف ، وان المجتمع الدولي سيوفر الدعم المادي واللوجستي لقوات الاتحاد الافريقي في المنطقة . ووصف محادثاته مع المسؤولين السودانيين بالبناءة والهادفة ، مشددا علي اهمية ان تلتزم الحكومة وحاملي السلاح في دارفور بالعهود خلال اسبوع او شهر . وقال بلير انه من المفترض ان يجتمع في اديس ابابا بالرئيس النيجيري اوباسانجو الذي تراس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الافريقي للتباحث حول كيفية ايجاد حل سريع بهدف ارسال القوات الافريقية لأن الحالة سيئة في دارفور ولاتحتمل الانتظار واكد توني بلير ضرورة الوصول لاتفاق سلام شامل في الجنوب بنهاية هذا العام مبينا ان اتفاقية سلام الجنوب ستكون بمثابة مفتاح لحل ازمة دارفور لانها توفر حكومة قومية متوازنة ونزيهة ودعا الحكومة للالتزام من جانب واحد بالبروتوكول الانساني وبذل مافي وسعها للمساعدة في وصول المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب بدارفور وقال رئيس الوزراء البريطاني ان زيارته للسودان تعتبر تاكيدا بان الامم المتحدة والمجتمع الدولي يولي قضية دارفور اهمية قصوي مضيفا انه بحث مع شركائه في الاتحاد الافريقي والرئيس الامريكي الاوضاع في دارفور واهمية معالجتها باسرع مايمكن وقال انه من المهم ان يشعر سكان دارفور بان المجتمع الدولي يعمل علي مساعدتهم للخروج من محنتهم واوضح بلير انه طالب المنظمات الطوعية خلال لقائه بضرورة تقديم مساعداتها لبؤر الصراع الاخري بالسودان .