وبلير -الذي استقبله في الخرطوم وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل في إطار زيارة رسمية مدتها خمس ساعات- هو أرفع مسؤول بريطاني يزور السودان منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1956 .
ونقل المتحدث باسم بلير، الذي لن يزور دارفور على غرار وزير الخارجية الأميركي كولن باول، عنه أنه أبلغ البشير أن هناك مقدارا من المعاناة الإنسانية في الإقليم والتي يتوجب إنهاؤها. وأضاف المتحدث أننا موجودون هنا لنقل رسالة من الأمم المتحدة إلى السودان.
ونقلت رويترز عن مسؤولين بريطانيين يرافقون بلير أن رسالته إلى الخرطوم تتلخص في دعوتها للتفاوض لتحقيق تسوية مع متمردي دارفور, والسماح بدخول غير مقيد لعمال الإغاثة, وقبول دور موسع لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام.
دولة دارفور
وكانت وكالات الإغاثة وبينها أوكسفام البريطانية قد دعت بلير -الذي يقوم بأول زيارة خارجية له عقب إجراء جراحة في القلب- لاتخاذ موقف متشدد خلال محادثاته مع المسؤولين السودانيين.
وذكرت أوكسفام في بيان أن الوضع في دارفور لا يتحسن بعد ما يقرب من ستة شهور من وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هناك تقارير يومية عن العنف وانعدام الأمن.
من جهته وصف الأمين العام لمجلس الإعلام الخارجي السوداني الرشيد خضر زيارة بلير الذي سيزور أيضا إثيوبيا بـ"التاريخية".
واعتبرا المسؤول السوداني أن زيارة بلير لا تندرج في إطار الضغط الدولي على السودان، مشيرا إلى أن الخرطوم استقبلت سابقا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو.
وكان برلمانيون من دارفور قد حملوا في تصريحات مشكلات الإقليم إلى بريطانيا بوصفها المستعمر السابق للسودان.
وقال إدريس يوسف أحمد وهو عضو في البرلمان عن ولاية جنوب دارفور إن المملكة المتحدة مسؤولة عما يحدث الآن في دارفور لأنها كانت "البلد الذي وجد دارفور دولة مستقلة وغزتها وضمتها للسودان دون الحفاظ على أي من حقوقها الدستورية".