نظام الخرطوم كعادته دائماَ يتملص من التزاماته نحو المواطنيين السودانيين. ويعتمد سياسة الهروب الى الأمام وإخفاء الحقائق وتزويرها، وإفتعال الأحداث والمسرحيات الإنقلابية حتى يبعد الأنظار تماماَ عن الكوارث والمآسى التى يتعرض لها الشعب السودانى . و يشغل الراى العام المحلى والدولى بأحداث لا وجود لها. شعبنا في شرق السودان وخاصة في ولايتى كسلا والبحر الأحمر على مشارف مجاعة طاحنة ونقص خطير في إمدادات المياه، وتفشى رهيب للأؤبئة والأمراض الناتجة عن نقص الغذاء وفقدانه بالأحرى ، وإنعدام مصادر المياه تماماَ في بعض المناطق . إذ أن مدنية سنكات تنقل لها مياه الشرب بالمقطورات من كسلا ناهيك عن حوجة المواطنيين للمياه في الأستخدامات الحياتية الأخرى ... شعبنا في شرق السودان يموت ... شعبناَ في شرق السودان يتعرض لعمليات أبادة وتصفية هادئة والفاعل هو حكومة الخرطوم .
وزير مالية النظام وصفها بفجوه غذائية وأمر بتوزيع 35 ألف جوال ذره للولايتين ـ الوزير معذور لانه لايعرف السودان جيداَ. أن منظمة البجا للإغاثة توزع 135 ألف جوا ل ذرة في الشهر الواحد في الأراضى المحررة . 35 ألف جوال ذرة لاتكفى لجوعى مدينة وأحده . ثم عادة الوزير وقال أنها خطة إسعافية . الى متى يعيش مواطنو شرق السودان على الخطط الأسعافية التى تظل حبراَ على ورق من موسم لأخر؟ ماهذا التلاعب والاستهتار بحياة المواطنين ؟ مواطنو شرق السودان في الظروف الطبيعية يعيشون تحت خط الفقر. أربعة ملايين نسمة في شرق السودان يعانون الجوع والعطش وتفتك بهم أمراض انعدام التغذية وسوءها إن وجدت. نظام الخرطوم مطالب اليوم وليس غداَ أن يعلن عن هذه الظروف الإستثنائية. وأن يعترف أمام المجتمع الدولى بما يحدث في
شرق السودان. ويعلن عن فشله في اطعام مواطنيه. وأن يدعوا المنظمات الأنسانية ومنظمات الأغاثة الدولية الى المنطقة .
أننا في مؤتمر البجا نحذر النظام من مغبة حجب المعلومات الحقيقية وأخفاء الأزمه المستفحلة قبل فوات الأوان . كما أننا ندعوا المجتمع الدولى الى الإنتباه الى هذه الكارثة القادمة والمتسارعة ـ أن نظام الخرطوم يتحمل وزر هذه الجريمة الجديده التى تضاف الى سجلة الأجرامى الزاخر . وعلى النظام أن يفتح حدود شرق السودان المغلقة لتدفق الإغاثات والعمليات الأنسانية العاجلة سلماَ وبهدوء دون ضجة ومكابرة .
أننا في مؤتمر البجا ندعو من خلال هذا البيان كل فروعنا في دول المهجر ونهيب بكل مواطنيننا في تلك الدول وبالضمير الأنسانى . على الجميع العمل وبسرعة من أجل توفير الغذاء والمياه والدواء والمال اللازم لتجاوز هذه المحنة الأنسانية الوشيكة .
إعلام مؤتمر البجا
4/10/2004م