الفولة – الولايات المتحدة الامريكية2004-10-01
نجا بأعجوبة أمس الاول الموافق 30 سبتمبر 2004 و الى غرب كردفان الجديد سلمان سليمان الصافى و عدد من الوزراء الاتحاديين و الاقليميين الذين كانوا برفقته من محاولة اغتيال اثر ثورة جماهير مدينة الفولة العاصفة و رفضها التام لتعيينه و اليا لولاية غرب كردفان و استنكارا لوصاية المركز المستمرة على الولاية و احتجاجا على استفادة المركز المستمرة من ثروات الولاية وخاصة البتروليه والحيوانية وتهميش الاقليم تنمويا وانفراد المركز بتعيين القيادات و من خارج الاقليم و خاصة فى شركات البترول وا لوظائف الاخرى . و باستخدام المركز بعض الافراد لتأجيج الصراع بين المجموعات الاثنية فى المنطقة.
و يأتى تعيين الصافى الذى كان يعمل وزير دولة بوزارة ديوان الحكم الاتحادى واليا فى اطار الخطة الامنية التى تنتهجها الحكومة المركزية قبل انفاذ اتفاق السلام النهائى بين الحكومة و الحركة الشعبية و خاصة فى ولاية جنوب كردفان التى عين لها قبل شهر العميد امن محمد مركزو (وستضم اجزاء كبيرة من ولاية غرب كردفان التى سيتم حلها وفقا لاتفاق السلام لولاية جنوب كردفان).
و قد صحب الوالى الجديد عدد من الوزراء الاتحاديين و على رأسهم وزير السياحة عبدالجليل الباشا الذى ينتمى لحزب الامة الاصلاح و التجديد و العميد امن محمد مركزو والى جنوب كردفان و وزير مالية الامير عبدالرحمن كمبال بجانب عدد من الوزراء الاقليميين فى صورة لافتة لتأكيد التنسيق التام بين هذه المجموعة التى تم تعيينها خصيصا لتحويل ولايات كردفان الكبرى الى ساحة للصراع الاقليمى على غرار ما يجرى فى دارفور الان حتى تضمن هذه الحكومة عمرا جديدا خاصة بعد ان اصبح حل مشكلة دارفور وشيكا بعد تدخل المجتمع الدوالى، و ربما الوصول الى اتفاق نهائى مع الحركة فى الاشهر القليلة القادمة. و لان الحكومة تعلم بأن اى اسقرار فى السودان يعنى رحيلها المبكر رأت ان تفتح جبهة جيدة فى كردفان حتى تستمر فى الحكم لبعض الوقت مرة اخرى عسى و لعلها تستطيع فيه نهب اكبر كمية من اموال البترول من الولاية المنكوبة، و لكن العزاء الوحيد ان انسانها اصبح يعى الدرس جيدا.
و الجدير بالزكر ان ان جماهير غرب كردفان الواعية قد رفضت هذا الوالى المفروض عليها انطلاقا من خبرات سابقة مع هذا الوالى عندما كان يعمل وزيرا للتربية بالولاية و الذى اتهم وقتها بالفساد المالى و الادارى لنهبه العديد من المعدات و الاثاثات و لا سيما المواد التى احضرها اليونسف للتعليم بصورة عامة و تعليم الرحل بصفة خاصة من معدات تعمل بأشعة الشمس و مكاتب متكاملة و ميزانية التعليم. هذا بالاضافة الى تورط كل من سليمان الصافى و محمد مركزو فى الملف الدولى للارهاب بأعتبارهما من المنفذين لمحاولة اغتيال الرئيس مبارك بأديس ابابا، كما ان الصافى هو احد قادة تنظيم قريش السرى الذى يعمل بتوجهات من الاجهزة الامنية لتأجيج الصراع بين المجموعات الاثنية المختلفة فى المنطقة لصالح المركز.
هذا و قد عين الصافى تحت برنامج امنى مثله كصديقه الحميم محمد مركزو لوقف ثورة المسيرية بالمطالبة بحقوقها كاملة من عائدات البترول الذى ينتج على اراضيها، و قد استقبل الصافى الاسبوع قبل الماضى مهامه بهجوم مسلح على مدينة غبيش لم تدرى سلطاته حتى الان الجهة التى نفذته.
و قد اتت ثورة الجماهير فى اللحظة التى اعتلى فيها الوالى الجديد سلمان الصافى المنصة لمخاطبة جماهير الفولة و ما ان بدأ حديثه حتى انهالت عليه الجماهير و من معه بالحجارة من الزوايا الاربعة للميدان تعبيرا من الجماهير عن عدم رضائها، و قد لاذ الوالى و عدد من الوزراء بالفرار.
ومن طرائف عملية الرجم التى تعرض لها الوالى و الوزراء، جلس شيخ مسن من شيوخ المسيرية متكأ على سور مستشفى الفولة الحميره و بدأ يضحك بصورة هستيرية و يضرب يدا بالاخرى تأكيدا للتعجب، و حينما سأله بعض المارة من الشباب من اسباب ضحكه اجابهم بلغة بقارية بسيطة " كن الله نعلك ترجم ذى ما نحن رجمنا الشيطان فى مكة، و ل الصافى الحرامى و الوزراء الشياطين المعاهو الله نعلهم تب، و الناس كن دارو قتلهم بالكلاشات كان قتلوهم، والله الشيطان ربنا خلاهو لحكمه، و ول الصافى و الناس المعاهم هم شياطين البشر و ربنا خلاهم عشان يتعذبوا بفضيحتهم و يكونوا عبرة للحرامية الاخرين".
الجدير بالذكر ان هذا الثنائى الشرير محمد مركزو و سليمان سلمان الصافى قد ارسلتهم الحكومة المركزية للشر و ذلك بتأجيج الصراع فى المنطقة و ليس لاستقرارها. فقد قامت الحكومة المركزية بتخصيص مبلغ 60 مليار دينار سودانى لوالى جنوب كردفان الجديد لاستخدامها لتأجيج الصراع فى المنطقة و ذلك برشوة بعض القادة المؤثرين من ابناء النوبة فى الحركة و استخدامهم بضرب الحركة و افشال الاتفاق. و على ضوء ذلك حركت الحكومة 16 دبابة مزودة بمعدات حربية لمنطقة هيبان فى المنطقة الشرقية من الجبال و هنالك اكثر من ثلاثة الف من المقاتلين تجهزهم الحكومة لتنفيذ ذلك المخطط الاجرامى و ذلك بهدف فصلها من بقية اجزاء الولاية الاخرى. خاصة من المنطقة الجنوبية ذات الدائرة الحمراء لدى الاجهزة العسكرية و الامنية.