الخطاب الحكومي أتى هزيلا و يفتقر للمنهجية السياسية ... وتأسف الحركة لتحييد وفدها في مفاوضات التجمع ، و تأمل أن لا تكون الأيدي الحكومية قد وصلت إلى دواليب التجمع.
إبتدأت مفاوضات أبوجا في جولتها الثانية صباح اليوم السبت الموافق 25/10/2004 ، في تمام الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي ، و بحضور كل الأطراف ، و كذا الرقابة الدولية ، ممثلة بالحضور الشخصي لممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد / يان برونك و ممثلو كل من الولايات النتحدة الأميريكية و الإتحاد الأروبي و الجامعة العربية و دول الجوار ، و ذلك تحت رئاسة الإتحاد الأفريقي .
و فيها تقدم وفد حركة / جيش تحرير السودان الذي ترأسه رئيس الحركة عبدالواحد محمد نور، و فيها قدم تقيما شاملا لمجريات الأوضاع في إقليم دارفور مبرزا الكراهية التي تنفذها أجهزة الحكومة الدركية تجاه شعب دارفور منذ نهاية الجولة السابقة و إلى يومنا هذا ، مفندا في الوقت ذاته كل أكاذيب النظام في في التوصل إلى سلام يمكن شعب دارفور من نيل حقوقه و مكتسباته الوطنية في الثروة و الأمن و السلطة و المعرفة و الإنسانية الكريمة . معلنا في السياق ذاته إلى ضرورة عدم توقيع البرتوكول الإنساني الذي سبق أن تم الإتفاق على بنوده في الجولة السابقة دون الوصول إلى أليات و ضمانات أمنية واضحة تضمن تنفيذ البرتوكول الإنساني ، مع العلم أن أرشيف النظام في الإلتزام بالتعهدات الدولية ليست محل ثقة و أمامنا شواهد كثيرة تثبت عدم مسؤلية النظام تجاه إلتزاماته أو تعهداته ، حيث مازالت الإعتداءت و الخروقات مستمرة لوقف إطلاق النار ، و حتى هذه اللحظة مازال الطيران الوحشي يقصف مدينة " اللعيت جار النبي" بقنابل الموت بشكل لا إنساني ، مما أدى إلى مقتل العديد من المواطنيين و إجهاض إمراة حامل و يأتي هذا الفعل الإجرامي ضدا على القرارات الدولية و إتفاق أنجمينا الموقع في الثامن من أبريل الماضي. موضحا ضرورة الإتفاق على إعلان مباديء قبل الولوج إلى الحديث عن البرتوكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية .
أما ماتفضل به رئيس الوفد الحكومي ، و هو وفد أمني ، كان هزيلا و محلا للسخرية و يفتقر للمنهجية السياسية و الرؤى الوطنية ، حيث مازال النظام يكابر و يراوغ و يبتعد عن النقاط المفصلية للأزمة ,أهمها بالنسبة لحركة تحرير السودان حماية مواطنيينا من أي غدر و إضطهاد و تمييز عرقي ظلت تمارسه العقلية الحاكمة تجاه شعب دارفور. و إضافة إلى ذلك قام رئيس الوفد الحكومي برفع كتيب للحاضرين قائلا كرئيسه أن " بها كل الإنجازات التي نفذت في دارفور" و كأننا في محاضرة أكاديمية نتلقى فبها الدورس و العبر الكاذبة ، فكان من الأجدي أن يضعها مقررا للدراسة حتى يستوعبه التلاميذ بالتلقين عوض فضح فشلهم بحيل لا يصدقها أحد.
كما تحدث عن مسؤلية الدولة السودانية في حماية مواطنيها ، نعتقد ذلك هراءا سياسيا ، و عديم المعنى و يستعصي على الفهم . الدولة السودانية قتلت المواطن و عمدت إلى إبادته بطريقة منهجية ، وهي اليوم تعمل على نبش المقابر الجماعيه و فق الأدلة التي بحوزتنا، و دارفور الآن موضوعيا هي تحت الحماية الدولية كمطلب أساسي ظللنا نطالب به منذ نشوب الأزمة.
و تمت في الجلسة المسائية وفق إقتراحات الوساطة الأفريقية إلى تشكيل لجان لبحث البرتوكول الأمني بشكل مباشر مع الوفد الحكومي ، إلا أن الحركة رفضت الجلوس مباشرة مع الوفد ، لأن هذا الموضوع سابق لأوانه ، و بيننا دم كثير ، و إقترحنا علي الأتحاد علي أن يستلم إقترحاتنا ويفيدنا بإقتراحات العدو لنبدي ملاحظاتنا ، و هي خطوة لم تكتمل بعد.
إلى جانب ذلك ، تأسف حركة تحرير السودان لتحييد وفدها من مفاوضات التجمع الوطني الديمقراطي الجارية الأن في القاهرة ، علما أن الحركة عضوا كاملا في التجمع ، و نأمل أن لا تكون أيدي الحكومة وصلت إلى دواليب مؤسسة التجمع ، حيث كل المؤشرات تفيد بذلك .
محجوب حسين
الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان
حرر في أبوجا في 25/10/2004