سودانيز اون لاين 10/26 2:16am
بدأت الحكومة السوادنية وجماعتان متمردتان امس جولة جديدة من محادثات السلام في محاولة لانهاء صراع أثار غضباً دولياً وواحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم. وتأخرت المحادثات التي كان مقرر أصلاً أن تبدأ يوم الخميس الفائت بسبب فوضى في الانتقال مما ادى الى عدم وصول كثيرين من مندوبي المتمردين الى ابوجا إلا مطلع هذا الاسبوع. وامتدت المفاوضات السابقة في العاصمة النيجيرية ثلاثة أسابيع لتنهار دون التوصل الى اتفاق ولكن وسطاء دوليين قالوا انهم يأملون هذه المرة أن يكون الامر مختلفا في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على الجانبين لتخفيف معاناة 1.5 مليون من المدنيين شردهم الصراع. وقال يان برونك الممثل الخاص لكوفي انان الامين العام للامم المتحدة في السودان ان "الناس أكثر رغبة هذه المرة في المناقشة". واكد احمد محمد تقد كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة احد فصيلي التمرد في دارفور والذي يتهم الحكومة باستمرار قصف احدى المناطق في شرق دارفور "انهم بالفعل يستعدون للحرب". وقال ابراهيم محمد الناطق باسم الحكومة ان المتمردين هم من بدأ بالهجوم في شرق دارفور وان القوات الحكومية ردت عليهم واضاف ان الحكومة تلتزم شروط وقف اطلاق النار. وزادت الامور تعقيدا عندما كشف مسؤولون من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في ابوجا عن ظهور فصيلين جديدين في صفوف المتمردين في دارفور. واعرب خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي الاحد عن قلقه بشأن أعمال عنف جديدة. ووعد الاتحاد الاوروبي بتقديم ما يزيد على مئة مليون دولار لتمويل نشر قوات اضافية قوامها ثلاثة الاف فرد من مراقبي وقف النار التابعين للاتحاد الافريقي في دارفور والتي يقول مسؤولون من الاتحاد الافريقي ان من المقرر ان تبدأ يوم الخميس بعد تأخير عزته رواندا التي تشارك في هذه القوات لأسباب فنية. وقال مفوض الاتحاد الافريقي للامن والسلام سعيد جينيت "ابلغنا النيجيريين انه سيتم نشر قواتهم في 28 من تشرين الاول وسيتم نشر القوات الرواندية في 30 تشرين الاول وهذا ما سيحدث". وينتشر في دارفور حاليا 300 جندي من الاتحاد الافريقي يقومون بحماية 150 من مراقبي وقف النار الهش في المنطقة التي تعادل مساحة فرنسا. وبدأت الجماعتان المتمردتان ثورة في غرب السودان في بداية عام 2003 بعد اعوام من المناوشات بين المزراعين واغلبهم من أصول أفريقية وبين العرب البدو على الارض. وتتهم الجماعتان الحكومة بتسليح جماعة مسلحة عربية تعرف بالجنجويد لسحقهم او لسحق المتعاطفين معهم من المدنيين وهو الاتهام الذي تنفيه الخرطوم. وادى الصراع الى نزوح 1.5 مليون شخص من ديارهم وتقدر الامم المتحدة ان نحو 70 الف شخص ماتوا بسبب سوء التغذية والمرض في الشهور السبعة الاخيرة وحدها. ووصفت الولايات المتحدة حملة القتل والاغتصاب والنهب التي شنتها ميليشيا الجنجويد بانها ابادة جماعية وهدد قرار للامم المتحدة بفرض عقوبات على الخرطوم ان لم توقف العنف وتنزع أسلحة الجنجويد. ويقول كل من الحكومة والمتمردين انهم ملتزمون المحادثات التي يرعاها الاتحاد الافريقي ولكن انعدام الثقة بين الطرفين عميق. واعلن المراقبون ان الحكومة التي تعرضت لانتقادات كثيرة بشأن الأزمة تهدف الى تحجيم الإدانة الدولية من خلال اظهار رغبتها في التفاوض أملاً في صرف الانتباه الدولي. وقال شتين رايلاندر وهو مبعوث من وزارة الخارجية السويدية من فريق الوساطة "اننا نحاول غرس الانطباع بضرورة الاسراع هنا لأن الوضع في دارفور لا يتحسن انه يسوء ويجب أن يكون هذا هماً لنا جميعاً".
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com