الحكومة السودانية ترفض طلبا أميركيا يسمح لطائراتها بنقل القوات الأفريقية إلى دارفور

سودانيز اون لاين
10/26 12:37am

الخرطوم: إسماعيل آدم ابوجا:
رفضت الحكومة السودانية طلبا أميركيا للسماح لطائراتها بنقل القوات الافريقية الى دارفور، واشترطت قبول الطلب عبر الاتحاد الافريقي، ووفق ضمانات محددة ولأيام محددة، كما لوحت الحكومة امس باتخاذ اجراءات «تدخل في طائلة المعاملة بالمثل» مع السفارة الأميركية بالخرطوم في حال عدم تمكن الادارة الأميركية من حل مشكلة فتح الحساب للسفارة السودانية بواشنطن.
وابغ الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني الصحافيين امس ان وزارته تلقت اخيرا طلبا من السفارة الأميركية بالخرطوم، لإعطائها اذونات لطائراتها التي حددتها لنقل القوات الافريقة الى دارفور، وقال «رددنا الطلب من حيث أتى، وأوضحنا ان القضية ليست بين الخرطوم وواشنطن، وان الحكومة في مسألة القوات الافريقية في دارفور، تتعامل مع الاتحاد الافريقى وفق اتفاق محدد وضمانات محددة ولأيام محددة»، واضاف «قلنا لهم لن نقبل طائرات أميركية لا عبر الاتحاد الافريقي، وتابع «لقد ابلغنا الاتحاد الافريقي موقفنا الرافض الى التعامل مع الادارة الأميركية مباشرة، في هذا الامر، وان الاتحاد ايدنا». وقال اسماعيل «بمجرد وصول الضمانات التي حددناها من الاتحاد فإننا سنتعامل معها»، واضاف على الاتحاد الافريقي الالتزام بها. ووصف وزير الخارجية السوداني التصريحات الأميركية حول تحرك طائراتها لنقل الجنود الى دارفور من الدول الافريقية بأنه تقع في باب التضليل الاعلامي تجاه الاوضاع في دارفور، وقال «هى اشبه بحديثهم عن الاوضاع في العراق»، وكشف الوزير ان حكومته طلبت من الاتحاد الافريقي ان تكون القوات التي ستصل الى دارفور اقرب الى عادات اهل البلد وثقافتها، كما كشف ان اغلب القوات ستصل من دولة غامبيا.
ووصف وزير الخارجية مسارات المفاوضات السودانية في «القاهرة، وابوجا، وكارن الكينية» بين الحكومة والمعارضين والحركات المسلحة في الجنوب ودارفور وشرق البلاد بأنها تسير بصورة جيدة، وركز الوزير على مسار ابوجا، وقال انه يمضي بحذر الى الامام.
وحول استمرار الحديث في الخرطوم عن خروقات للهدنة في دارفور من قبل المسلحين، قال اسماعيل ان الحكومة لن تقف مكتوفة الايدي، وهي ترى المتمردين يهاجمون المواطنين في دارفور، واضاف «سنرد على اي محاولة للهجوم على المدنيين»، ولكنه مع ذلك قال ان الحكومة عملت على تخفيف العنف في دارفور بدرجة مقدرة، واضاف ان الوضع الآن تحت السيطرة ويسير الى الافضل.
وحول ظهور حركتين مسلحتين جديدتين في دارفور حملتهما الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مسؤولية تدهور الامن في دارفور، قال: ظل العالم الخارجي لا يعلم بما يجرى في دارفور لوقت طويل، ولكن الآن عرف ان في الاقليم متمردين «مراهقين»، ومجموعات لا بد ان من ضبطها. وقال انه في حاجة إلى المزيد من المعلومات حول الحركتين الجديدتين في دارفور. وكان الجنرال فستوس اوكونكو قائد بعثة الاتحاد الافريقي لمراقبة وقف اطلاق النار في دارفور، ويانك والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في الخرطوم اعلنا لأول مرة اول من امس في ابوجا، حيث تدور المفاوضات بين الحكومة وحركتي التمرد في دارفور، عن ظهور فصيلين جديدين يحملان السلاح وحملهما تدهور الاوضاع في الاقليم.
من ناحية اخرى، قال اسماعيل ان مشكلة فتح الحساب للسفارة السودانية في واشنطن قد حلت جزئيا، واضاف ان الايام المقبلة ستثبت ما اذا كانت ستحل بصورة نهائية، واضاف «نحن لا نرغب في توتر العلاقات مع واشنطن فهي اصلا متذبذبة»، ولكن الوزير اسماعيل قال «اذا لم تحل مشكلة السفارة السودانية في واشنطن فإن الامر سينطبق بلا شك على السفارة الأميركية في الخرطوم».
فى غضون ذلك، اتهمت الحكومة مسلحي دارفور بشن هجوم على معسكر لشركة «شريان الشمال» التي تنفذ الطريق بين (الفاشر ـ وام كدادة) عند بلدة «جديد السيل» شمال الفاشر اسفر عن مقتل شخصين واصابة آخر بجانب اختطاف 10 اشخاص، ونهب بعض الآليات التابعة للشركة. وقدمت الشركة شكوى الى مكتب الاتحاد الافريقي للتحقيق في الحادث. وقالت مصادر في الخرطوم ان المسلحين قاموا باطلاق 10 اشخاص من المختطفين، بينما لقي عثمان ابراهيم عبد الله، ومحمد رجب حتفهما في الهجوم المسلح وأصيب يحيى عكاشة بجروح خفيفة.
وفي ابوجا، رفض المتمردون امس عقب الافتتاح الرسمي لمحادثات ابوجا، التوقيع على بروتوكول انساني طالما لم يحصلوا من حكومة الخرطوم على ضمانات في المجال الامني. وقال كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة أحمد محمد تقد، الذي حظي بدعم حليفته حركة تحرير السودان «ان الاتحاد الافريقي يريد ان نوقع على بروتوكول بشأن المسائل الانسانية، لكننا نرفض». وأضاف «لن نوقع حتى يتم بحث مسألة الأمن في العمق». ورد وسطاء الاتحاد الافريقي عبر انشاء لجنة منفصلة مكلفة ازالة الوجه العسكري للنزاع.
وبقي بروتوكولا الاتفاقين في المجالين الانساني والامني حبرا على ورق في ختام المفاوضات الاولى، التي جرت من 23 اغسطس (آب) الى 18 سبتمبر(ايلول). ويعتبر توقيع واحترام هذين البروتوكولين اساسيين بنظر وسطاء الاتحاد الافريقي، خصوصا بالنسبة لاتاحة المجال امام انتشار قوة حفظ السلام الافريقية.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved