سودانيز اون لاين 10/20 10:29am
xبقلم محمد علي سعيد الخرطوم - ا ف ب يتعين على الحكومة السودانية المهددة بعقوبات دولية ان تصارع على ثلاث جبهات في وقت واحد وذلك في مواجهة المعارضة الداخلية وحركة التمرد في دافور وحركة تحرير السودان بقيادة جون قرنق في الجنوب. وعلى الرغم من الدعم القوي الذي حصلت عليه الحكومة السودانية من القمة المصغرة التي عقدت في طرابلس الاحد والتي اعتبرت قضية دارفور "افريقية" بحتة ورفضت اي تدخل اجنبي في هذا الاقليم الواقغ في غرب السودان، فان نظام الرئيس عمر البشير يواجه ضغوطا دولية متنامية. ويطالب مجلس الامن الدولي الحكومة السودانية بان تنزع سلاح ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب تجاوزات في حق سكان دارفور الافارقة مهددا بفرض عقوبات نفطية في حال لم تمتثل الخرطوم لهذا المطلب. ويحاول البشير منذ عدة اسابيع ان يعقد مصالحة مع المعارضة الشمالية لدعم موقفه في مواجهة الضغوط الدولية ولخوض المفاوضات مع متمردي دارفور ومع الجنوبيين من موقع اقوى. وكان الرئيس السوداني جمد نشاط الحزبين الرئيسيين في شمال السودان بعد وصوله الى السلطة بانقلاب عسكري دعمه الاسلاميون عام 1989 وهما حزب الامة بزعامة الصادق المهدي والحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني. ومن المقرر ان تستانف المفاوضات غدا الخميس في القاهرة مع الحزب الاتحادي بينما تجرى مفاوضات مباشرة مع حزب الامة. كما تستانف الخميس في العاصمة النيجيرية ابوجا المحادثات مع حركتي التمرد في دارفور وهما حركة العدالة والمساواة وحركة تحرير السودان في محاولة للتوصل الى تسوية سياسية للحرب الاهلية الدائرة هناك منذ فبراير 2003 والتي ادت الى مقتل ما يراوح بين 30 الف و50 الف شخص وفق تقديرات الامم المتحدة. وقالت منظمة الصحة العالمية ان 70 الفا قتلوا منذ مارس الماضي بسبب الامراض وسوء التغذية الا ان السلطات السودانية شككت في صحة هذا الرقم. وينتمي متمردو حركة العدالة والمساواة وحركة تحرير السودان الى قبائل افريقية بينما ينتمي الجنجويد الموالين للحكومة الى قبائل عربية. ولكن المحلل السوداني عثمان الميرغني يرى ان حركتي التمرد وان كانتا تتفاوضان معا في مواجهة الحكومة السودانية الا انه لكل منهما استراتيجية مختلفة عن الاخرى. فحركة العدالة والمساواة ذات التوجه الاسلامي تعتبر امتدادا في اقليم دارفور للمؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي الذي ابعده البشير عن السلطة عام 1999 والمعتقل منذ مارس الماضي. اما حركة تحرير السودان فهي اقرب الى الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق وهي تامل مثل الحركة الشعبية في الاستقلال باقليم دارفور عن السودان. وكانت الخرطوم توصلت الى اتفاق مع حركة قرنق على ستة بروتوكولات تتعلق بصفة خاصة بتقاسم السلطة والثروة الا انه لم يتم بعد التوقيع على اتفاق سلام نهائي بسبب استمرار المفاوضات حول بعض القضايا التفصيلية العالقة.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com