البيت الأبيض يوجه البنتاغون بتوفير طائرات أميركية لنقل قوات أفريقية إلى دارفور ويخصص 20 مليون دولار كمساعدات
سودانيز اون لاين 10/19 11:50pm
دخلت أزمة دارفور بقوة في دائرة المساجلات الانتخابية الاميركية بين مرشحي الرئاسة جورج بوش، والسيناتور الديمقراطي جون كيري. وبعد انتقادات وجهها الاخير، اتهم فيها الاول بـ«العجز» في حل ازمة دارفور بالسودان، أعلن البيت الابيض امس ان الرئيس بوش أمر البنتاغون توفير طائرتين عسكريتين لمدة اسبوعين، مع نهاية اكتوبر (تشرين الاول) الجاري، للمساعدة في نقل القوات الافريقية الاضافية التي تم الاتفاق على ارسالها الى دارفور لمراقبة وقف اطلاق النار وحفظ الامن. ولم ينف البيت الابيض احتمال زيادة عدد الطائرات في المستقبل اذا دعت الحاجة لذلك. وكانت استراليا عرضت ارسال طائرتين من نوع «هيركيوليز سي 130»، لنفس الغرض. وقال بيان البيت الابيض، ان الدفعة الاولى من القوات وعددها نحو الف جندي ستكون من رواندا ونيجيريا، وستركز على مراقبة وقف اطلاق النار، وستنضم الى ثلاثمائة جندي افريقي موجودين الآن في دارفور. ويتوقع ان يصل عدد القوات الافريقية الى أربعة آلاف جندي تقريبا. وقال ان «الولايات المتحدة تعمل مع شركاء دوليين آخرين لمساعدة الاتحاد الافريقي على زيادة قواته، ومن بين هؤلاء استراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا وهولندا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي». وأشار البيت الابيض الى رصد مبلغ عشرين مليون دولار لتوفير مساعدات لوجستية للقوات الافريقية في دارفور. وقال ان الرئيس بوش «يقدر الدور الذي يقوم به الرئيس النيجيري اوليسايغون اوباسانجو، رئيس الاتحاد الافريقي لهذه الدورة، في حل ازمة دارفور، ويقدر خاصة رغبة الاتحاد الافريقي في مواجهة تحدي زيادة عدد قواته في دارفور». وقال البيت الابيض انه سيتابع اجتماع لجنة السلام والامن التابعة للاتحاد الأفريقي الذي سيعقد غدا لدراسة زيادة عدد القوات. وكرر نداءه الى حكومة السودان ومقاتلي دارفور للالتزام بوقف اطلاق النار، والسماح بحرية الحركة لمنظمات الاغاثة، والعمل «بحسن نية نحو حل تفاوضي». وانتقدت وزارة الخارجية الاميركية مساء اول من امس الانتقادات التي وجهها المرشح الديمقراطي الى البيت الابيض جون كيري واتهم فيها الرئيس جورج بوش بـ«العجز» في حل ازمة دارفور (غرب السودان). وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر «أريد أن أتحاشى السياسة الانتهازية، ولكن اي شخص ينظر الى ما فعلناه سيرى ان الولايات المتحدة، وخصوصا وزير الخارجية (كولن بول)، كانت على وشك التحرك لتغيير الوضع في دارفور». واضاف ان الولايات المتحدة في عهد بوش «كانت على رأس تحرك من اجل تقديم المساعدة والامن لشعب دارفور»، معتبرا ان «الولايات المتحدة هي المساهم الأكبر» في المساعدات لهذا الاقليم الذي يشهد ازمة انسانية خطيرة منذ اكثر من عشرين شهرا. وكان كيري انتقد بشدة الاحد السياسة التي تنتهجها ادارة بوش حول دارفور. من جهة ثانية، رفض السودان بشدة الانتقادات التي وجهها المتمردون في دارفور اثر القمة الافريقية المصغرة في طرابلس والتي اعتبروها بمثابة محاولة لتفادي فرض عقوبات دولية ضد الخرطوم. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لدى عودته الى الخرطوم مساء اول من امس في ختام القمة التي عقدت في طرابلس بدعوة من ليبيا «ان كل من كان حريصا على معالجة الاوضاع بدارفور وعلى الانتقال بالمباحثات الى مربع متقدم قطعا سيرحب بهذه القمة والنتائج التي خرجت بها». وأكدت حركتا التمرد في دارفور، ان القمة المصغرة بين قادة ليبيا ومصر ونيجيريا وتشاد والسودان وقفت من دون تحفظ الى جانب الحكومة السودانية. واعلن المتحدث باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين آدم «ان البيان النهائي كان لمصلحة حكومة الخرطوم واعتمد وجهة نظرها». ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن اسماعيل قوله ان الذين ينتقدون نتائج القمة تنقصهم «الحنكة السياسية»، مشيرا الى ان القمة قدمت مساهمة جديدة للجهود المبذولة حاليا من اجل التوصل الى حل لأزمة دارفور غرب السودان. الى ذلك، قالت اللجنة الدولية للصيب الاحمر امس ان قرى منطقة دارفور بغرب السودان تواجه «أزمة غذاء غير مسبوقة»، هي أسوأ من خطر المجاعة الذي واجهته خلال العقود الاخيرة. وقال الصليب الاحمر ان هذا التحذير استند الى دراسة لامدادات الغذاء في 20 قرية منتقاة في المنطقة، حيث قال سكان القرى من الذين لم يلجأوا الى مخيمات اللاجئين انهم يواجهون مشكلة في التعامل مع الوضع تفوق ما تعرضوا له خلال فترات جفاف شديدة في السابق. وذكر متحدث أن مسؤولي الصليب الاحمر قابلوا 400 من سكان القرى وقاموا بزيارات ميدانية في ولايات دارفور الثلاث الشهر الماضي بعد تدني المحاصيل ونهب وسرقة المواشي. وقال الصليب الاحمر في بيان «تواجه أغلب المجتمعات الريفية في شمال وغرب وجنوب دارفور أزمة غذاء غير مسبوقة أسوأ حتى من المجاعات التي واجهتها خلال الثمانينات والتسعينات». ويعقد اليوم في مباني وزارة الخارجية السودانية اجتماع مشترك بين الحكومة السودانية والامم المتحدة لتقييم الاوضاع فى اقليم دارفور استنادا الى التقارير الميدانية. وقال مصطفى عثمان اسماعيل، وزير الخارجية السوداني، ان الاجتماع سيستمع الى عدد من التقارير من جهات مختلفة حول آخر الاوضاع في الاقليم، ووصف الوضع في دارفور الآن بأنه تحت السيطرة. وأقر اسماعيل بوجود «شح فى الغذاء»، ولم يشأ تسمية ذلك بالمجاعة، لكنه قال ان الحكومة كلفت وزارة الشؤون الانسانية السودانية لتقصي الأمر ميدانيا.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com