وجاء في البيان الختامي للقمة التي حضرها رؤساء مصر وتشاد ونيجيريا والسودان بدعوة من العقيد معمر القذافي ان القمة تؤكد "التزام سيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة اراضيه" وكذلك "التشديد على اهمية عدم التدخل في شؤونه الداخلية بشكل يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والامن في كافة ربوع السودان". ورحبت بالتقدم الذي احرز في نيافاشا واعتبرته تمهيدا "للتوصل الى اتفاق السلام النهائي باعتبار ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الشامل في انحاء السودان بما في ذلك دعم جهود التسوية اللازمة في دارفور".
واضاف البيان ان القمة رحبت "بقرار حكومة السودان قبول زيادة عدد بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الافريقي والقوات المخصصة لحمايتها وتوسيع مهمتها".
وحضت القمة على "توقيع بروتوكول تحسين الوضع الانساني والاسراع بالتوصل الى إتفاق في شأن بروتوكول تعزيز الوضع الامني في دارفور وفقاً لاتفاق نجامينا والتوقيع عليه خلال جولة المفاوضات المقبلة المقررة في ابوجا في 21 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري".
واشار البيان الختامي للقمة الى أنها "كلفت وزراء الخارجية تشكيل آلية لمتابعة الجهود المبذولة على الارض وفي اطار الاتحاد الافريقي". ورحبت مصر باستضافة اول اجتماع لهذه الآلية في القاهرة. وفوضت القمة القذافي مهمة "الاتصال بجميع الاطراف ذات الصلة في دارفور والاستمرار في ذلك حتى الوصول الى حل دائم للمشكلة والتنسيق المستمر والتشاور الدائم مع القادة المشاركين في القمة".
واشاد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل بنتائج القمة التي رأى أنها "وجهت رسالة الى الاسرة الدولية تؤكد فيها ان افريقيا تريد تحمل كامل مسؤولياتها وترفض اي تدخل اجنبي". اما الناطق باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح فاعتبر ايضا ان الاسرة الدولية مدعوة الى "تقديم مساعدة للسودان لمساعدته على الوفاء بتعهداته بموجب قرارات الامم المتحدة بدلاً من ممارسة ضغط عليه وتوجيه تهديدات اليه".
وشارك في الاجتماع رؤساء نيجيريا اولسيغون اوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي, ومصر حسنى مبارك وليبيا معمرالقذافي والسودان عمر البشير وتشاد ادريس ديبي, ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كونارى .
وقال امين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي (وزير الخارجية) عبدالرحمن شلقم في تصريحات عقب القمة, إن القذافي سيلتقي الفعاليات الاجتماعية في إقليم دارفور وبينهم شيوخ القبائل وزعماء حركتي التمرد للبحث عن حل جذري للمشكلة في الإقليم.
ورفض مسؤول في "حركة تحرير السودان" موجود بطرابلس اتصلت به "الحياة" التعليق على نتائج هذه القمة و قال: "لا بد من دراسة البيان بتأن ودقة حتى يمكننا ان نعطي رأينا فيه". ويزور وفد من حركتي التمرد "حركة تحرير السوان" و"حركة العدل والمساواة" طرابلس منذ اسبوعين تقريبا لاجراء محادثات مع المسؤولين.
كيري
على صعيد آخر (أ ف ب), انتقد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري "عجز" الرئيس جورج بوش في ازمة دارفور واعداً بوقف "الابادة" في حال انتخب.
وانتقد كيري في بيان نشر عند وصوله الى فلوريدا (جنوب شرق), بشدة سياسة ادارة بوش تجاه اقليم دارفور الذي يشهد ازمة انسانية منذ اكثر من عشرين شهراً.
وقال: "طلبت منذ اشهر من الرئيس ان يسمي هذه الازمة باسمها اي ابادة (...) ان ادارة بوش قامت بذلك اخيرا في ايلول, ولكن بخجل ولم تقم بأي شيء لوقف الابادة. ان الكلمات من دون الاعمال لا تصلح لشيء خصوصا عندما يكون هناك اناس يموتون كل يوم". واعرب عن تأييده لفرض عقوبات قاسية في الامم المتحدة ضد نظام الخرطوم وزيادة المسـاعدات الانسانية.