مقاتلو دارفور: لا أمل في نجاح القمة الخماسية في طرابلس لانحياز العرب المسبق إلى الخرطوم
سودانيز اون لاين 10/16 11:42pm
لندن: عيدروس عبد العزيز شنت حركة العدل والمساواة التي تقود نزاعا مسلحاً ضد الحكومة السودانية في إقليم دارفور (غرب)، هجوما لاذعا على الدول العربية واتهمتها بالانحياز الواضح لمواقف الخرطوم، دون ان تتفهم قضية الصراع، وابعاد المشكلة في دارفور التي راح ضحيتها حتى الان اكثر من مائة الف قتيل منذ اندلاع النزاع قبل 19 شهرا، حسب احصائيات الامم المتحدة. وقالت الحركة انها لا تعول كثيرا على القمة الخماسية التي تنطلق مساء اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس التي يشارك فيها رؤساء مصر وليبيا ونيجيريا وتشاد والسودان، لمناقشة سبل حل الازمة في دارفور. وقال احمد حسين ادم القيادي البارز في الحركة في اتصال مع «الشرق الاوسط» انه لا يأمل كثيرا في نجاح هذه القمة، مشيرا الى وجود دولتين تقفان صراحة الى جانب مواقف حكومة الخرطوم. وقال «تشاد دولة غير محايدة، كما ان مصر اعلنت صراحة في السابق وقوفها الى جانب الخرطوم». واضاف «نحن لا نعول كثيرا على هذه القمة، ووجودنا في طرابلس هو بدعوة مسبقة من العقيد معمر القذافي لشرح مواقفنا من القضية». واتهم ادم الدول العربية بالانحياز التام الى جانب الحكومة السودانية حتى قبل ان تتفهم ابعاد القضية او ان تتصل بهم لمعرفة الرأي الاخر. واوضح ان حركته ليست ضد الدول العربية ولكنها تريد منها ان تضغط على الخرطوم لاجباره على التعاون مع المجتمع الدولي وقراراته. وفي القاهرة قال السفير ماجد عبد الفتاح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أمس بأن برنامج القمة يتمثل في لقاء يعقد قبل الافطار بين الزعماء يليه لقاء على الافطار يقيمه الزعيم الليبي معمر القذافي للزعماء، تبدأ بعده المناقشات الرسمية. وقال المتحدث أن القمة الخماسية تأتي في إطار ما طالبت به الامم المتحدة في قرارها لمجلس الامن رقم 1556 لهذا العام. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل امس ان القمة ستبدأ صباح اليوم على مستوى وزراء الخارجية على ان يجلس الرؤساء في المساء عقب افطار رمضان، واضاف الوزير السوداني ان القمة بمثابة رسالة الى المجتمع الدولي بأن افريقيا والدول المجاورة للسودان حريصة على ان يكون ملف دارفور في ايديها. وتابع «وعليه دعونا نعطي القمة الفرصة». ويناقش الزعماء الخمسة سبل حل الازمة في دارفور والتوصل الى إتفاق بين الحكومة السودانية والاطراف في هذا الاقليم. وأكد عبد الفتاح أن حضور الرئيس حسني مبارك للقمة الافريقية الخماسية في طرابلس يأتي في إطار الحرص على مساعدة السودان وتعزيز البعد الافريقي في التعامل مع مشكلة دارفور. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ان هذه القمة تسعى الى تمكين السودان من تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه مع الاتحاد الافريقي والخطة التي سبق أن اتفق عليها مع الامم المتحدة. واضاف أن القمة تتناول عددا من الابعاد يتمثل الاول وهو سياسي في تحقيق الاتفاق المطلوب ما بين الحكومة السودانية وكافة الحركات المعارضة الموجودة في دارفور، وحول كيفية التعامل مع المشكلة وتسويتها. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ان البعد الثاني لهذه القمة - وهو بعد إنساني - يأتي من خلال تعزيز حصول السودان على أكبر قدر ممكن من المساعدة على تجاوز الازمة الانسانية الحالية في دارفور والحيلولة دون وقوعها مرة أخرى في المستقبل. وأوضح أن البعد الثالث للقمة هو مساعدة الدور الذي يمكن أن يقوم به الاتحاد الافريقي الذي سيبعث بمزيد من المراقبين حيث يوجد في السودان بالفعل في الوقت الحالي 350 مراقبا، مشيرا الى أن هناك اتجاها لارسال قوات شرطة من دول الاتحاد الافريقي للفصل بين الفصائل المتناحرة. وقال المتحدث إن اجتماعا سيعقد في 21 من الشهر الحالي بحضور الحكومة السودانية وكافة أطراف النزاع في دارفور للبناء على ما سيتم الاتفاق عليه في هذه القمة مع الحكومة السودانية بهدف تفادي التهديد بفرض عقوبات على السودان من جانب مجلس الامن. ووصل الى طرابلس امس وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط للمشاركة في اعمال القمة الافريقية كما غادر القاهرة متوجها الى ليبيا، احمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية المصرية. وتأتي القمة الخماسية في طرابلس في وقت تزايدت فيه الضغوط الدولية على الحكومة السودانية التي يطالبها المجتمع الدولي خصوصا بنزع اسلحة ميليشيا الجنجويد الموالية لها والمسؤولة عن التجاوزات ضد السكان الافارقة في دارفور. وهدد مجلس الامن الدولي في قرار اعتمده في سبتمبر (ايلول) الماضي بفرض عقوبات بما فيها حظر نفطي على السودان ان لم تستجب لمطالب المجتمع الدولي. من جهته قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته لم تتلق حتى امس اي اخطار رسمي بنقل المفاوضات حول دارفور من ابوجا النيجيرية الى طرابلس الليبية. وكان بيان من الرئاسة النيجيرية اعلن اول من امس ان محادثات السلام بين الحكومة ومسلحي دارفور التي نظمت قبل ذلك في ابوجا ستتواصل في طرابلس الليبية.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com