مفاوضات جنوب السودان: طه وقرنق يغادران مقر المحادثات من دون التوصل إلى اتفاق لوقف النار الدائم
سودانيز اون لاين 10/16 11:36pm
نيروبي: مصطفى سري الخرطوم: إسـماعيل آدم انفضت جولة مفاوضات السلام السودانية الجارية في العاصمة الكينية نيروبي، والرامية لانهاء الحرب الاهلية في الجنوب المستمرة منذ 21 عاما، من دون الوصول الى اتفاق حول الوقف الدائم لاطلاق النار، لكن طرفي النزاع، الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، اعلنا حدوث تقدم كبير في الجولة. وستتواصل المفاوضات على مستوى اللجان الفنية. وغادر زعيم الحركة الشعبي جون قرنق مقر المفاوضات، كما عاد الى الخرطوم امس علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات. ووصف سيد الخطيب الناطق باسم الوفد الحكومي الجولة التي استغرقت خمسة ايام بأنها «كانت ناجحة»، فيما قال المفاوض من الحركة الشعبية سامسون كواجي لـ«الشرق الأوسط» ان «عددا من التسويات قدمت حول قضية تمويل القوات». وقال الخطيب في تصريحات بمطار الخرطوم «توصلنا في الايام الماضية الى اتفاق في قضيتين من جملة القضايا العالقة وهما: وجود جيش الحركة الشعبية في شرق البلاد، وحسم بأن يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق الترتيبات الامنية بين الطرفين، كما حسمت قضية تسليح افرع الوحدات العسكرية»، من دون ان يوضح كيفية الحسم. وقال الخطيب «تبقت قضيتان عالقتان حتى الان وهما: تمويل جيش الحركة الشعبية، ووضعية الفصائل الجنوبية المسلحة». وحول تمويل جيش الحركة قال الخطيب ان «معيار القومية لا تنطبق على جيش الحركة الشعبية، ولا تتوفر في ظل القيادة المشتركة، والى ان يتم ذلك يصبح الحديث عن تمويل الحكومة لجيش الحركة في غير محله». واعتبر الخطيب الفصائل الجنوبية بأنها مهمة ويحب ان يستصحبوا في عملية السلام، مشيرا الى ان حلها يمكن في المراحل المقبلة من عملية السلام. واضاف «ولكن الحركة الشعبية ترى ان وضعية هؤلاء يجب ان تحسم الآن»، وتابع «الاختلاف فقط في توقيت الاستيعاب مع الحكومة او مع الحركة لان اتفاق الترتيبات الامنية يخير هذه القوات بأن تختار الجهة التي تنضم اليها». وأعلنت في بيان مقتضب امس بنيروبي استمرار المفاوضات على مستوى اللجنة للتفاوض حول القضايا العالقة المتبقية بما يشمل مسألة تمويل القوات وميقات استيعاب وادماج المجموعات المسلحة الاخرى في مدينة كارن الكينية جنوب العاصمة نيروبي لسبعة ايام اخرى، على ان يعاود طه وقرنق مفاوضاتهما عقب شهر رمضان. واعتبر بيان ايقاد ان المفاوضات حول وقف اطلاق النار الدائم خلال الفترة قبل الانتقالية والفترة الانتقالية دارت في مناخ ودي وصريح وان الطرفين تمكنا من حل معظم القضايا المتبقية ومهدا السبيل الى تحقيق اتفاق السلام الشامل لحل النزاع بجنوب السودان. وحددت سكرتارية ايقاد القضايا التي نوقشت وتم حلها في اربعة موضوعات وهي الوحدات المشتركة في شرق السودان، انشاء وحدات فنية في اطار الوحدات المشتركة، اقرار المنهج التعاضدي لمعالجة اوضاع المجموعات المسلحة الاخرى وجوانب اخرى متعلقة بوقف اطلاق النار الدائم تشمل دور بعثة الامم المتحدة لدعم السلام. وذكر بيان السكرتارية ان الطرفين اتفقا على ان اللجنة الفنية حول اجراءات التنفيذ والضمانات الدولية والاقليمية يجب ان تبدأ فورا، وأكد التزامهما بإكمال وإنهاء اتفاقية السلام الشاملة، بما يساعد على حل التحديات التي تواجه البلاد مع التأكيد على عودة طه وقرنق بعد انقضاء شهر رمضان في موعد تحدده سكرتارية الايقاد لاكمال اتفاق السلام الشامل. ووصف الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان الدكتور سامسون كواجي جولة المفاوضات بالجيدة، وقال ان هذه المفاوضات لم تفشل وان اللجنة الفنية ستواصل مفاوضاتها في مدينة كارن. واضاف ان الايام الثلاثة الاولى في عمل اللجنة محدد بالفراغ من القضايا العالقة في وقف اطلاق النار الدائم، ومن يوم الاربعاء يتم الانتقال الى المفاوضات حول آليات تنفيذ الاتفاقية، مشيرا الى انه اذا فشلت اللجنة في التوصل الى حل على وقف اطلاق النار الدائم يضم اليها آليات تنفيذ الاتفاقية ويتم ارجاؤها حتى حضور طه وقرنق عقب شهر رمضان. وقال كواجي لـ«الشرق الأوسط» ان عددا من التسويات قدمت حول قضية تمويل القوات. وحول الميليشيات العسكرية الاخرى قال: تناقشنا مع هذه القوات في امكانية التعاون مع بعضنا. واضاف: على حكومة الخرطوم ان تتعاون في هذا الشأن خاصة انها الآن تتحدث بالنيابة عن هذه الميليشيات. وقال: يجب ان يتم استيعاب هذه القوات قبل بدء الفترة الانتقالية وبتحديد زمن. واضاف: لكن الخرطوم لا تريد فترة زمنية. واشار كواجي الى ان الميليشيات من صيغة الحكومة وهي متحالفة معها، وقال انه وفق نص اتفاق الترتيبات الامنية، فان هذه الميلشيات يتم التعامل معها وفق ذلك النص. ورفض كواجي فكرة تمويل الجيش الشعبي من قبل المجتمع الدولي، وقال يجب الا يتم تمويل هذه القوات من خارج السودان لانها قوات سودانية تقوم بتمويلها الحكومة المركزية والقانون لا يسمح بأن يتم تمويل قوات لدولة من دول اخرى.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com