نائب الرئيس السوداني وقرنق يعلنان قرب التوصل إلى سلام دائم في الجنوب
سودانيز اون لاين 10/14 4:00am
الخرطوم: اسماعيل ادم أكد كل من نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق استعدادهما للتوصل الى اتفاق سلام نهائي في الجنوب في اقرب وقت، ودعوا المجتمع الدولي لدعم الاتفاق في مرحلة ما بعد التوقيع. والتقى رئيس الوزراء النرويجي شل مافني يوندفيك في اجتماعين منفصلين كلا من طه وقرنق، ثم عقد اجتماع ثلاثي مشترك بحضور وزيرة التعاون الدولي النرويجية هيلدا جونسون وسكرتير «ايقاد» لازاروس سيمبويو بالعاصمة الكينية نيروبي في وقت متأخر من مساء اول من امس بحث خلاله عملية السلام في السودان بالتركيز على ملحق وقف اطلاق النار الذي يتفاوض عليه حاليا طه وقرنق. واعلن يوندفيك دعم بلاده الكامل لعملية السلام السودانية، وعقد مؤتمر للمانحين في اوسلو في اقرب فرصة ممكنة بعد توقيع اتفاق السلام النهائي فورا، مطالبا الطرفين باستكمال المفاوضات. من جانبه اعرب نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه عن تقديره للدعم والدور الذي تلعبه النرويج في مفاوضات السلام منذ ان بدأت قبل عامين. وقال في المؤتمر الصحافي المشترك «سننهي ملحق وقف اطلاق النار الدائم في هذه الجولة»، معربا عن امله ان تكون هذه هي الجولة الاخيرة في مفاوضات السلام. واضاف «سنصل الى اتفاق في وقت قريب حول وقف اطلاق النار لننتقل الى الملحق الثاني الخاص بآليات تنفيذ الاتفاق». وأكد قرنق عزمه التوقيع على اتفاق السلام النهائي في اقرب وقت، داعيا رئيس الوزراء النرويجي لزيارة الخرطوم وجنوب السودان بعد السلام، ليصبح اول رئيس غربي يزور السودان بعد الاتفاق النهائي، معربا عن أمله في دعم المجتمع الدولي لتقديم المساعدات، خاصة في اعادة انتشار القوات. وقال قرنق في المؤتمر الصحافي، ان السلام في السودان سيعود بالنفع على كل السودانيين والاقليم وقارة افريقيا. واضاف «نحن جاهزون لإكمال السلام»، مشيرا الى ان هناك صعوبات تواجه الطرفين في كيفية تمويل الجيشين. وقال «على حكومة الخرطوم الا تمول جيشها فقط طالما كنا نتحدث عن السودان الجديد، ويجب ان يتم التمويل للجيش الحكومي والجيش الشعبي لتحرير السودان». غير ان قرنق اعتبر ان وضعية قوات الجيش الشعبي في شرق السودان، ودمجها في وحدات مشتركة الى جانب الميليشيات العسكرية يمكن تجاوزهما. واضاف «لكن القضية الاصعب هي تمويل الجيشين الحكومي والشعبي». الى ذلك وجهت الحكومة السودانية انتقادات لاذعة الى الاتحاد الأوروبي بسبب «تهديدات صادرة منه اخيرا بفرض عقوبات على الخرطوم» حول أزمة اقليم دارفور المضطرب. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان بلاده ترفض زيارة اي مسؤول اوروبي تهدف لممارسة الضغط عليها. واستدعت الخارجية السودانية امس سفير الاتحاد الأوروبي وابلغته رفضها لسياسة الاتحاد «الداعمة لسياسات أميركا فيما يخص دارفور»، ومع ذلك استقبلت الخرطوم امس وفد الترويكا الأوروبية برئاسة وزير خارجية هولندا، وتترقب زيارة لخافيير سولانا رئيس مــجلس العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، وهي الزيارة الاولى من نوعها للمسؤول الاوروبي الكبير الى السودان. وقال وزير الخارجية السوداني للصحافيين، ان الحكومة السودانية استدعت اول من امس سفير الاتحاد الاوروبي في الخرطوم، كنت ديغيرفلت، لتبلغه بانها ترفض تهديدات الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات عليها. وقال ان الحكومة ترحب بأي جهد يهدف الى جلاء حقيقة الوضع في دارفور «وفي الوقت ذاته نرفض زيارة اي مسؤول يهدف الى الضغط على السودان او تهديده». واستنكر اسماعيل تصريحات صدرت من خافيير سولانا دعا فيها لفرض عقوبات على السودان. وقال إن «السودان ليس في حاجة لأية جهة دولية لتدعم الحوار مع متمردي دارفور أو للحل السياسي». ولكنه أضاف «اننا نرحب بأي جهد دولي يسعى لمعرفة الحقائق في دارفور». وحسب اسماعيل فان «تهديدات الاتحاد الاوروبي اولى بها اسرائيل التي ترفض الامتثال الى قرارات مجلس الامن وليس السودان الذي ظل يتعاون مع المجتمع الدولي في كل القضايا». وبدأ وفد الترويكا برئاسة وزير خارجية هولندا، برنارد بوت، مباحثات امس مع المسؤولين في الخرطوم تركزت حول الاوضاع المضطربة في دارفور. وقال المسؤول الهولندي بعد لقاء مع اسماعيل ان الاوضاع في دارفور تحتاج الى مساعدات اضافية، وبرأيه فان العقوبات على الخرطوم لن تحل مشكلة الاقليم، لكنه قال «ان على الحكومة ان تلتزم بتعهداتها للمجتمع الدولي في هذا الخصوص». واشاد بوت بموافقة الحكومة على زيادة وتوسيع مهمة القوات الافريقية في الاقليم. من جهته اتهم الرئيس السوداني عمر البشير متمردي دارفور «ببيع أنفسهم للقوى الأجنبية التي تستهدف السودان». في غضون ذلك حذر المبعوث الخاص الامم المتحدة للخرطوم من استمرار تدهور الوضع الامني في دارفور. وحذر البشير في لقاء جماهيري في ولاية غرب كردفان (غرب)، من محاولات بعض القوى والجهات المخربة لنقل التمرد الى غرب كردفان، ووجه انتقادات حادة لمتمردي دارفور واتهمهم ببيع أنفسهم للقوى الأجنبية التي تستهدف السودان. وقال إن «المتمردين عمدوا الى تعطيل كل خطوات التنمية في دارفور وكانت النتيجة أن أسرهم تعيش الآن في معسكرات النازحين ويتلقون الإغاثات من الأجانب بينما هم يتاجرون بسمعة نساء دارفور في أوروبا طمعاً في المناصب والثروة». وأضاف أنهم يتلقون تمويلاً مشبوهاً من جهات أجنبية. وعبر الرئيس في ختام زيارته لغرب كردفان التي استغرقت ثلاثة أيام عن ثقته بمساندة أهل هذه الولاية لنظام الإنقاذ. وفي مؤتمر صحافي في الخرطوم امس قالت المتحدثة الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في الخرطوم راضية عاشور ان الوضع الامني في دارفور حتى الان يوصف بانه سيئ. وحول ما اذا كان التقرير الذي يقدمه الممثل الخاص بانك برونك منتصف الشهر المقبل حول دارفور هو الاخير، قالت «ان الوضع على الارض هو الذي يحدد ذلك»، وشددت على ان الامم المتحدة تطالب بزيادة القوات الافريقية في دارفور الشهر المقبل، الا انها استدركت ان «مسألة التمويل ستقف عقبة امام تحقيق هذا الامر». في غضون ذلك قالت مصادر حكومية ان وزير الدولة للشؤون الانسانية، محمد يوسف عبد الله، نجا من كمين نصبه له متمردو دارفور اثناء مرور موكبه على الطريق بين مدينتى «نيالا ـ زالنجي» عند بلدة عبطا في رحلة لتفقد النازحين في المنطقة. وقتل في الحادث جندي واصيب ثلاثة اخرون بجراح متفاوتة نقلوا الى مستشفى زالنجي، وكانت الامم المتحدة قد اعلنت الثلاثاء عن مقتل موظفين اثنين في منظمة «سيف ذي تشيلدرن» البريطانية غير الحكومية يوم الاثنين شمال دارفور حين اصيبت سيارتهما في انفجار «لغم او قذيفة».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com