وزير الخارجية السوداني يعلن رفض السودان لاي تهديد بفرض عقوبات
الخرطوم – هيام الإبس
دعا الرئيس السوداني عمر البشير الاتحاد الاوربي والمجتمع الدولي للوفاء بالزاماتها لتثبيت دعائم السلام والتنمية في الجنوب . وعبر وفد الترويكا الاوربية برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد وزير خارجية هولندا بيرنارد بوث عن تقديره لدور الاتحاد الاوربي واهتمامه بقضايا السلام والاستقرار في السودان .. من جانبه اكد وفد الاتحاد الاوربي التزام الاتحاد بتعهداته لتثبيت دعائم السلام وفقا للاتفاقية التي سيتم توقيعها وبالاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية في دارفور بجانب الالتزام بدراسة امكانية تمويل مشروعات تنموية في شرق السودان ومناطقه الاخري .
وقال وزير الخارجية السوداني د/ مصطفي عثمان في تصريح صحفي ان لقاء الرئيس البشير بوفد الترويكا والذي ضم بجانب رئيسه الرئيس القادم للاتحاد وزير خارجية لوكسمبرج جين اسيلبورن وممثلين لمفوضية الاتحاد وبعثته بالخرطوم بحث قضايا السلام في الجنوب والاستقرار بدارفور ومابذلته الحكومة والمعوقات التي تعترض جهودها بجانب قضايا الامن والاستقرار في اقليم الايجاد والقرن الافريقي واضاف وزير الخارجية ان هناك اتفاقا بين الطرفين السودان والاتحاد بان مباحثات السلام في نيفاشا تحرز تقدما وان هناك املا كبيرا ان تكتمل قبل نهاية العام واشار د/ مصطفي الي تطابق رؤي الجانبين بان السلام في السودان يجب ان يكون مدخلا لسلام شامل في منطقة القرن الافريقي وحذر الاتحاد الاوربي من عواقب وخيمة في حال عدم التوصل لتسوية سياسية تنهي النزاع الدائر في دارفور واعتبر ان الاقليم لم يشهد اي تقدم في الصعيد الامني . واعلنت الحكومة السودانية رفضها القاطع لاي تهديدات من قبل الاتحاد الاوربي معلنة استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لحل الازمة . وطالب وزير الخارجية الهولندي - الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الاوربي في دورته الحالية – في مؤتمر صحفي مشترك امس الحكومة بكبح جماح مليشيات الجنجويد لضمان استقرار الوضع الامني في دارفور وقال " لم يحدث تقدم أمني " ونحن ندعو الحكومة السودانية لصيانة حقوق الانسان وحماية المدنيين في دارفور . وحث برناردبوت الحكومة لاستكمال مفاوضات السلام في نيفاشا وابوجا والقاهرة ، وقال ان زيارته للخرطوم تأتي للوقوف علي حقيقة الاوضاع في السودان بدءا بالوضع الامني والانساني في دارفور وسير مفاوضات السلام بثبات بنية الوصول لاتفاقية سلام تنهي عقدين من الاحتراب في السودان واضاف بوث في مستهل حديثه ان الوفد الذي وصل امس اجتمع مع الرئيس السوداني وبحث خطوات العملية السلمية في نيروبي وجهود الحكومة السودانية في احتواء ازمة دارفور سلميا ومفاوضات القاهرة بالاضافة الي قضايا الوضع الامني والانساني في دارفور وقضايا حقوق الانسان والحل السياسي ومستقبل السودان بعد التوقيع علي اتفاقية السلام ووصف محادثاته مع المسئولين السودانيين بالبناءه والصريحة . وقال الوزير الهولندي ان مهمته ايضا جاءت لبحث كيفية مساهمة الاتحاد الاوربي لمساعدة السودان وتطبيق التزاماته مع الامم المتحدة حول دارفور واشاد بالتطور الكبير الذي اتخذه السودان مؤملا ان يقوم الاتحاد الافريقي بزيادة عدد قواته العاملة في دارفور وشدد علي نزع السلاح من الجنجويد وعودة النازحين وحمايتهم واهمية مواصلة الحوار مع متمردي دارفور ونفي وجود تقدم ملموس في مجال الامن وقلل من اهمية التهديد بفرض العقوبات قائلا ان ذلك سوف يطال المتمردين ايضا .
وطالب الحكومة وحركات التمرد بالالتزام بوقف اطلاق النار ، ودعا بوت الحكومة للتعاون وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الامم المتحدة لمعالجة الاوضاع في دارفور مؤكدا ان الاتحاد الاوربي يركز حاليا علي معالجة الاوضاع الانسانية وتقديم الاغاثة للمتضررين . واكد ان الاتحاد لا يتحدث عن عقوبات و قال علي الحكومة التعاون مع المجتمع الدولي فهذا الصراع يحتاج لمساعدة لانهائه . واشاد بوت بقبول الحكوة لزيادة عدد القوات الافريقية ونادي بتوسيع مهامها لبناء الثقة بين الحكومة والمواطنين ، مؤكدا ان انتهاكات حقوق الانسان هي ما يقلق الاتحاد الاوربي . وحذر من عدم التوصل لحلول سياسية تعالج المشاكل القائمة وقال ان ذلك من شأنه ان يقود لعواقب وخيمة . مؤكدا ان عملية السلام الجارية الان في نيفاشا واتمامها سوف يفضي لحل جميع مشاكل السودان .
اعلن د / مصطفي رفض السودان لاي تهديدات بفرض عقوبات عليه او مجرد ذكرها واصفا العقوبات والتهديد بها بانها عقلية استعمارية وقال في تصريحات صحفية ان الذين يهددون بتلك العقوبات عليه ان يوجهونها للدول التي ترفض تنفيذ قرارات مجلس الامن مبينا ان مايجري في فلسطين والعراق كافي لابراز ازدواجية المعايير التي يطبقها عدد من المؤسسات ومن بينها الاتحاد الاوربي واكد وزير الخارجية ان وفد الاتحاد الاوربي لم يثر اي كلمة عن التهديد بفرض عقوبات اقتصادية اوغيرها خلال المباحثات التي اجراها مع المسئولين امس واضاف ان رئيس وفد الاتحاد الاوربي نفي عندما سئل في مؤتمره الصحفي وجود اي اجندة او خطة حالية لفرض عقوبات علي السودان غير انه قال ان قرار الاتحاد تحدث عن امكانية فرض العقوبات اذا فشلت عملية الحوار بين الجانبين وزاد ان الوفد دافع عن ذلك وقال ان موقفه يختلف عن موقف اللاتحاد تجاه فلسطين والعراق وان الراي العام هو الذي يحكم مدي التوازن في المعايير بين التهديدات التي ترسل بين الحين والاخر للسودان وبين السكوت عن الجرائم في المدن الفلسطينية والعراقية واكد د/ مطصفي البدء في تنفيذ اتفاق الحكومة مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لعودة الاوضاع في دارفور الي طبيعتها. وقال ان مباحثاته مع وزير الخارجية الهولندي تركزن حول القضايا المهمة وتناولت الوضع التفصيلي لقضية دارفور وقال ناقشنا الخطة الامنية والسياسية ورؤية الحل النهائي لازمة دارفور . واكد ان الحكومة تتطلع لزيادة الدعم الاوربي مؤكدا تعاون الحكومة مع المجتمع الدولي واعتمادها سياسية الباب المفتوح وقال ان الحكومة مستعدة للتعاون وغير مستعدة لانتظار العقوبات .
وفي ذات السياق أعلن الامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم د/ ابراهيم احمد عمر عن رفض السودان لأي نوع من أنواع الإبتزاز السياسي والتهديدات معتبرا التصريحات التي نسبت للإتحاد الأوربي مؤخرا بأنها واحدة من تلك التصريحات المستفذة التي لا تعرف قدر السودانيين مجددا سعى الحكومة وحرصها على حل قضايا السودان بكل اخلاص . وقال الامبن العام في تصريحات صحفية حول تحفظ الحكومة تجاه مشاركة بعض الدول الافريقية في الزيادة المقررة لقوات المراقبة ، قال ليس هنا تحفظ بل هناك تفضيل لبعض الدول الافريقية في شمال وجنوب القارة. وحول اعتراف قوات الأسود الحرة بملكيتها للأسلحة التي احتجزتها السلطات السعودية على متن احدى السفن بالبحر الأحمر وتآثر ذلك على مسار التفاوض مع التجمع الوطني باعتباره أحد فصائل التجمع . اشارد/ عمر الي أنهم في انتطار حديث مباشر من قيادة التجمع وقال إننا لا نريد أن نستبق الأحداث ولم نسمع بعد لرأي التجمع. وأكد عمر تعليقا على دعوة القوى السياسية للمؤتمر الوطني للاستجابة لمتغيرات المرحلة ويكون جزء من كليات القوى السياسية والتنحى عن ما اعتبره سياسة هيئة واحتواء أكد هذا الوصف لموقف المؤتمر الوطني صحيح وقال إن المؤتمر الوطني تنظيم سياسي منفتح على جماهير السودان منذ أن وضع الدستور الدائم وعامل في اطار التعددية . . اكد د/ عمر استعداد وفد الحكومة للمشاركة في جولة التفاوض الثانية مع التجمع المعارض بالقاهرة في الوقت الذي حدده الوسيط المصري في الحادي والعشرين من الشهر الجاري . ورفض د/ عمر في تصريحات صحفية امس ربط تأجيل الجولة في موعدها المقرر في السادس عشر من الشهر الجاري بمساعي الحاق عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان المستمرة بدارفور بالتجمع للمشاركة في الجولة ، وقال ان ذلك لم يذكر لنا ضمن اسباب التأجيل التي ربطها الوسيط بظروف خاصة ب محمد عثمان الميرغني وتأخر حضور بعض قيادات التجمع الي القاهرة. اشار عمر لاستمرار المفاوضات المشتركة بين وفدي المؤتمر الوطني وحزب الامة الاصلاح والتجديد حول سبل تجاوز تداعيات اقالة مبارك الفاضل من منصه مؤخراً وقال ان المدي الزمني لاستمرار هذه المفاوضات يعتمد علي اللجان المشاركة في التفاوض والقضايا المطروحة .
من جهة اخري اعلنت الامم المتحدة امس ان منطقة شمال غرب دارفور منطقة محظورة لنشاط الوكالات التابعة لها في اعقاب انفجار لغم الاحد الماضي ادي الي مقتل اثنين من موظفي العون الانساني واصابة آخر وعبرت راضية عاشوري الناطق الرسمي باسم ممثل الامين العام في السودان عن قلق المنظمة حيال الاوضاع الانسانية والامنية واستمرار عمليات القتل والاختطاف والنهب والنزوح وقالت ان التقارير اشارت الي عدم مقدرة الشرطة في السيطرة علي الاوضاع في بعض المناطق واشارت الي ان اعتقالات قد تمت لبعض العناصر الوطنية العاملة بمنظمات دولية غرب دارفور وقالت ان الحكومة قامت بايقاف عملية مسح يهدف لاعداد النازحين للعودة الي مناطقهم .. زعمت راضية عاشوري عدم وجود تقدم يذكر في المجال الامني فى اقليم دارفور خاصة في شهر اكتوبر الجاري وقالت راضية عاشور في المؤتمر الصحفي الدوري عن الوضع الامني والانساني بدارفور ان هناك حالات انتهاكات لحقوق الانسان بدارفور ودعت الى اهمية احداث تحسن في الحالة الامنية اولا لتحقيق السلام في دارفور بالاضافة الي الجدية في عملية التفاوض والاستعداد للتوصل للسلام . واعربت عاشوري عن اهمية اقامة المفاوضات في وقتها المحدد 21 اكتوبر وتركيزها علي الجوانب السياسية وحل جذور المشكلة وشددت علي اهمية بحث كل الاطراف مسالة نشر القوات قبل نهاية السنة ومفضلة ان يتم ذلك خلال الشهر ونفي مشاركتهم في القمة المصغرة المزمع اقامتها بالجماهيرية قائلة انهم لم تصلهم الدعوة للمشاركة . ولم تستبعد عاشوري ان يكون تقرير يان برونك القادم هو الاخير امام مجلس الامن وقالت ان تقرير برونك القادم لمجلس الامن سيحدد اما منح فرصة اخري للحكومة او ستكون الايام السبعة عشر القادمة آخر الفرص لوفاء الحكومة بالتزاماتها.
100 مليون جنيه استرليني من بريطانيا للمساعدات الإنسانية والتنموية في السودان
أعلن هيلري بن وزير التنمية الدولية البريطانية أن المملكة المتحدة ستلتزم بتوفير أكثر من مائة مليون جنيه استرليني في العام القادم للمساعدات الإنسانية والتنموية في السودان في حالة التوقيع العاجل على اتفاق شامل للسلام ووفاء حكومة السودان بالتزاماتها في دارفور. وقال في بيان صحفي صادر في السفارة البريطانية بالخرطوم امس أن المائة مليون جنيه استرليني المخصصة للعام القادم ستكون لمقابلة التزامات المملكة المتحدة الكبيرة بالاستجابة الإنسانية لمقتضيات الأزمة في دارفور ، كما أنها ستمكن المملكة المتحدة من المساهمة في الاحتياجات الإنسانية وجهود اعادة البناء في السودان. وقال البيان أن المملكة المتحدة تنظر الي الأمام لتوقيع اتفاق سلام شامل قبل نهاية هذا لعام والي العمل لانجاز برنامج تنموي يساهم في القضاء على الفقر ويساعد على بناء سودان آمن للجميع.
أعلن رئيس بعثة الإتحاد الأفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار في دارفور ان مسلحي دارفور اطلقوا سراح تسعة من القيادات السياسية بمحلية مليط بعد أن إحتجزتهم أمس . وأفاد رئيس البعثة الأفريقية لمراقبة وقف إطلاق النار أن البعثة قد بذلت جهودا مكثفة من أجل ضمان سلامة المختطفين وتمكنت بعد التشاور مع ممثلي الحكومة وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان المتمردين بلجنة المراقبة إقناع الخاطفين وإطلاق سراح اعضاء الوفد. وقد رفعت جماهير ولاية شمال دارفور والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بالولاية مذكرة للاتحاد الافريقى ادانت فيها الإنتهاكات التي ترتكبها الحركات المتمردة رغم إلتزام الحكومة وتمسكها بالاتفاقيات والمواثيق .. وطالبت المذكرة الإتحاد الأفريقي بلعب دوره المنوط به وإلزام الحركات المسلحة بإحترام وقف إطلاق النار , وكان وفد من قيادات السياسيين والتنفيذيين بمحلية مليط(60 كيلومتر شمال الفاشر) قد تعرض للإختطاف أمس من قبل متمردي حركة تحرير السودان .