كيف لا... والميدان تنهل من معين هذا الشعب الذي لا ينضب ومن تجاربه الثرة وتضحيات ابنائه وبناته البواسل منذ ما قبل كرري وعبر عكرري و1934 مروراً ب19 يوليو 1971 وما سطروه من ملاحم وتضحيات أسطورية في ظل حكم الانقاذ ونظام الرأسمالية الطفيلية المتأسلم الراهن.
والآن وهي في عامها الخمسين، لم تفتر ولم تشخ رغم ضراوة الصراع وقلة الموارد. بل ظلت تجدد دماءها بالمخلصين من أبناء الشعب، المسكونين بحب الوطن المفعمين ضرواوة ومصادمة والمميزين بالوقوف في وجه المصاعب والعقبات وتذليلها لتواصل الميدان مسيرتها في الطريق الصحيح.
في هذا العيد نحيي أولئك الجنود المجهولين الذين يعملون في صمت دون أن تنشر صورهم أو اسماؤهم أو تدق لهم طبول المجد وهم يحملون الميدان في حدقات عيونهم لترى النور بكل اصرار وصبر الثوريين في كل الظروف ومهما تراكمت المصاعب وادلهمت الخطوب.
والتجلة لكل من أسهم في تأسيسها وكل أولئك الذين ترأسوا تحريرها أو أسهموا في التحرير أو الطبع أو التصميم أو الادارة أو حفظ مالها، وحراس دارها وسعاتها وفراشيها وكل من عمل على توصيلها الى المطابع والقراء ... ولا نستثني أحداً ... حتى ولو يقف الآن على الجانب الآخر من متاريس الصراع الطبقي ... فالتاريخ يعلمنا وتراث الشعب الايجابي يلزمنا بحفظ الجميل لكل من أسهم ولو بحجر مهما صغر شأنه في بناء هذه القلعة الشعبية الحصينة ونترحم على من مات منهم. والمجد للشعب والخلود للحزب الشيوعي السوداني.
العدد رقم 1997 (سبتمبر – 2004م)