مفاوضات السلام السودانية في نيروبي: خلافات حول كيفية بحث القضايا العالقة بين وفدي الحكومة وقرنق

سودانيز اون لاين
10/9 11:26pm

الخرطوم: إسماعيل ادم
تسود مفاوضات السلام السودانية في العاصمة الكينية نيروبي في يومها الرابع امس، خلافات حول كيفية بحث القضايا العالقة «عن طريق اللجان او بواسطة رئيسي الوفدين علي عثمان محمد طه رئيس الوفد الحكومي وجون قرنق رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان»، في وقت كثف فيه وسطاء منظمة ايقاد وأميركا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة وجودهم في العاصمة الكينية لدفع المفاوضات الى الامام. واهم القضايا العالقة: قضية تمويل جيش الحركة، ووجود جيش للحركة في شرق البلاد.
وقالت مصادر مطلعة في نيروبي لـ «الشرق الاوسط» ان الحركة الشعبية تتمسك حتى امس بضرورة ان يبقى كل من طه وقرنق في مكان المفاوضات الى ان تنتهي الملفات العالقة، فيما ترى الحكومة ان ما تبقى من ملفات تحتاج فقط الى مفاوضات «تسهيلية» من رئيسى المفاوضات ليوم أو يومين على ان يترك امر المعالجات الفنية للجان، ويمكن استدعاء الرجلين في اي وقت من الاوقات تستلزم المفاوضات حضورهما.
وحسب المصادر فان كل الاحتمالات واردة في نيروبي لجهة استمرار طه وقرنق في المفاوضات ام انهاء مفاوضاتهما اليوم او ترك الامر للجان. وكانت مواجهات وصفها المقربون من المفاوضات بانها «صريحة» وقعت اول من امس بين طه وقرنق في اجتماع لهما بنيروبي تبادلا فيها الانتقادات والتشكيك في عدم جدية كل طرف في المضي بمسيرة السلام الى نهاياتها والتوقيع على اتفاق سلام شامل ودائم ليواصل الرجلان محادثاتهما ويستمعا الى تقرير مفصل من مقرري اللجان الفنية المشتركة الذي استبقاه باجتماع مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة للسودان يان برونك كل على حدة.
وحسب المصادر فان طه وجه انتقادات شديدة لقرنق خاصة فيما يتعلق بمواقفه الاخير بشأن الاوضاع في دارفور، واشار إلى ان جولته لعدد من الدول الافريقية والغربية كرسها للتشكيك في مصداقية الحكومة حول السلام بالبلاد، كما ان زيارته لابوجا ابان المحادثات بين الحكومة وحاملي السلاح بدارفور افرزت جوا غير موات ساعد على عدم تمكن الطرفين من التوصل لاتفاق كان يمكن ان يتم لولا الزيارة. وذكرت المصادر ان طه اتهم قرنق بخرق كثير من بنود وروح الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، فيما رد قرنق على اتهامات طه واتهم الحكومة بانها غير صادقة مع نفسها ومارست الكثير من العدائيات بالجنوب خلال الفترة الماضية وقامت باستغلال الفصائل الجنوبية لاثارة البلبلة والشكوك، في اشارة منها بوجود قوات اخرى مهمة واساسية بالجنوب غير حركته. وقالت ذات المصادر ان قرنق لم ينف لطه مسؤولية حركته بما يجري في دارفور وابلغه استطاعة الحركة خلق عدم استقرار في الشمال اذا ما لوحت الحكومة باستخدام الفصائل الجنوبية ضد الحركة، واكد قرنق لطه انه خلال جولته الاخيرة اقر للمجتمع الدولي ان الحركة ورغم تحفظاتها على الحكومة الحالية إلا انها الوحيدة التي يمكن ان تصل معها لاتفاق وخلق جو ديمقراطي.
وقال الدكتور امين حسن عمر عضو وفد الحكومة المفاوض المتحدث الرسمي ان طه وقرنق استمعا الى تقرير مفصل من مقرري اللجنة الفنية المشتركة، سبق ذلك الاجتماع بمبعوث الامين العام للامم المتحدة يان برونك تناولا فيه تطورات مسيرة السلام والاستماع لوجهة نظر كل طرف حولها. وذكر عمر في تصريحات امس ان مقرري اللجان الفنية عرضوا خلال الاجتماع مع الرجلين كل القضايا المتصلة بوقف اطلاق النار مع التركيز على القضايا محل الخلاف التي سيدخلان في التشاور حولها في جلسة لاحقة. وقال عمر ان «النقاط المتبقية ليست صعبة لانها قضايا غير جوهرية لان جزءاً كبيراً من موضوعاتها خارج اطار قضايا وقف اطلاق النار، واعتقد ان امر تجاوزها سهل اذا حرصت الحركة على ذلك خلال هذه الجولة». ورفض عمر اي حديث عن اعادة هيكلة الاجهزة الامنية، وقال ان «هناك اتفاقا مع الحركة الشعبية بعدم اعادة هيكلة الاجهزة الامنية».
من ناحيته، توقع الدرديري محمد احمد عضو الوفد المفاوض ان المفاوضات بين طه وقرنق ستنتهى اليوم بعد تحديد الاجندة لعمل اللجان المشتركة المعنية ببحث القضايا العالقة، واضاف في تصريحات ان عمل اللجان غير محدد بأجل، ولكنه اشار الى ان موضوع وقف اطلاق النار يحتاج الى قرار سياسي من طه وقرنق.
وقال الناطق باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان ان ما تواجهه الجولة من صعوبات ليس في الموضوعات الفنية بل في توفير القيادة والارادة السياسية. واضاف ان كلمات سكرتير ايقاد وممثل الامين العام للامم المتحدة لخصت هذه المعاني، وحسب عرمان فان اتفاقية السلام في موضوعاتها الاساسية انتهت منذ زمن وان الحكومة تعمدت شراء الوقت وذلك يعمق الازمة ولا يحلها. وقال ان «احالة هذه القضايا الى اللجان الفنية مرة اخرى مضيعة للوقت فهي تحتاج الى قرارات سياسية بوجود طه وقرنق»، وتابع «نحن نأتي الى هذه الجولة بنية الوصول الى اتفاق نهائي ونتمنى ان تتوفر هذه الارادة عند الطرف الاخر»، وحذر عرمان «والا فان بلادنا ستستقبل اياما صخبة لا نريدها لشعبنا لان خياره هو السلام الشامل والتحول الديمقراطي. وفي نيروبي نشط مسؤول ملف السودان في الخارجية الأميركية تشارلز سنايدر بغرض دفع عملية التفاوض الى الامام، وطبقا للمصادر فان المسؤول الأميركى حث الطرفين على انهاء المحادثات قبل نهاية ديسمبر (كانون الاول) المقبل.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved