تقدمت الحكومة السودانية امس بتوجيه إنذارات نهائية لمنظمتي اوكسفام وانقاذ الطفولة البريطانيتين وطالبتهما بالالتزام بالمبادئ والقوانين السودانية واحترام الاتفاقات الدولية مع عدم استغلال المواقف في الميدان دون الرجوع للدولة . واتهم مصدر حكومي مطلع المنظمتين بالتحريض علي الاستمرار في النزاعات من واقع البيانات التي اصدرتها بتوجيه من رئاستها التي تهكمت عبرها علي موقف مجلس الامن الايجابي بنيروبي مؤخرا وتجريم الدولة .
وقال المصدر انه يمكن طرد المنظمتين من السودان ، موضحا ان الحكومة قامت بإستجواب المسئولين في هذه المنظمات بالخرطوم ، وانهم اقروا بالخطأ وتقدموا بالاعتذار للحكومة وان الحكومة تشرع حاليا في اجراء تحقيقات شاملة مع منسوبي المنظمة لاستكمال الاجراءات واتخاذ القرار المناسب مضيفا ان الدولة اوصلت الشكوي للجنة الامم المتحدة . وقال المصدر ان تدخل السفارات الاجنبية في النزاعات التي تنشب بين الحكومة والمنظمات الدولية العاملة في دارفور قد تتسبب في أزمة دبلوماسية ، لذا تلجأ الدولة في اغلب الاحيان الي ايجاد حلول حاسمة لمشاكلها مع هذه المنظمات بعيدا عن التدخل الدبلوماسي
وحول الاوضاع الراهنة في دارفور أكد المصدر ايفاء الدولة بجميع التزاماتها في ما يتعلق بالجانب الانساني مؤكدا علي استغلال المنظمات الاجنبية للاوضاع الانسانية والامنية الراهنة في المنطقة لتنفيذ اجندة خاصة تتعلق بتحريض النازحين في المعسكرات المفتوحة وانتهاز الموقف لممارسة نشاط كنسي واسع في المنطقو ، وقال ان القانون الدولي الانساني يمنع تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين علي الاساس الديني الا ان المنظمات وجدت الثغرة في القوانين الحكومية التي تفتح الباب امام الحملات التبشيرية مما يتطلب ان تقوم الجهات الدعوية بدورها في مواجهة هذا الوضع وتغييره اضافة لضرورة قيام الاعلام المحلي بدوره في عكس هذه الحقائق والضغط علي المنظمات الدولية للالتزام بمواثيق الامم المتحدة واتفاقياتها مع حكومة السودان واحترامها والعمل بمبدأ الشراكة ودعوتها للكف عن استغلال مواقعها الميدانية في تنفيذ اجندة اخري تتعارض تماما مع العمل الانساني .
واكد المصدر علي اصرار الحكومة علي تفكيك ونقل معسكر كلمة للنازحين ، ووصف القرار الحكومي بأنه يهدف لتوفير الامن للنازحين الموجودين حاليا في معسكر كلمة والتي قال انها لا تتناسب استراتيجيا وامنيا وصحيا لاقامة النازحين لقربها من مطار نيالا ، موضحا اتفاق الحكومة والامم المتحدة علي البدء الفوري في ترحيل النازحين من المعسكر الايام القليلة القادمة اضافة لبدء لجان مشتركة من الجانبين لتقييم الاحتياجات الحقيقية لنازحي دارفور وتصحيح الاخطاء التي صاحبت التقديرات السابقة .
ملتقي ابناء دارفور
اعلن زيدان عبد الرحيم رئيس لجنة الاعلام باللجنة التحضيرية لمؤتمر طرابلس انملتقي ابناء دارفور سيعقد في الفترة من 25 ديسمبر الي الاول من يناير مؤكدا ان المرحلة القادمة ستشهد عملا مكثفا لتوحيد الصف الدارفوري . وقال زيدان ان اللجنة اعدت اربع اوراق تشمل المحور الامني والسياسي والاجتماعي والانساني بمشاركة عدد من الاكاديمين والخبراء واساتذة الجامعات من ابناء دارفور .
من جهته حذر عثمان يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور من ان تمديد فترة الحرب في دارفور من شأنه ان يئد السلام الذي بدأت ملامحه تتضح مضيفا ان الخروقات التي ظلت تتواصل لا مبررلها في وقت تم فيه التوقيع علي البروتوكولين الامني والانساني بشأن اقليم دارفور ، مؤكدا بوجود تحسن في دارفور لكنه غير جذري ، وقال كبر ان الحرب الدائرة في دارفور الان خرجت عن السيطرة نتيجة لاجندة دولية غير مرئية بجانب استغلال بعض ابناء دارفور الذين فقدوا مواقعهم في السلطة ويتخذون من اوربا موقعا لادارة الحرب .
من جهة أخري دعت الامم المتحدة الحكومة وحركة جارانج للاسراع في التوقيع علي الاتفاق النهائي للسلام واشارت ممثلة صندوق الامم المتحدة للطفولة " اليونسيف " رئيس قسم الحقوق والسلام في الورشة التي نظمتها مستشارية السلام بالتعاون مع اليونسيف حول استراتيجية قبول الاخر لمرحلة ما بعد السلام الي ضرورة بناء السلام القاعدي ووصفت حرب الجنوب بأنها اضرت بالسلام الاجتماعي خاصة شريحتي المرأة والطفل .