وجدد د/ مصطفى ثقته بامكانية معالجة كافة القضايا بالحوار وقال إن المتمردين باعلانهم مواصلة العمليات العسكرية لن ينالوا شيئا ولن يحققوا أي مكسب عبر السلاح وأضاف : كنا نعتقد أن المتمردين قد اعتبروا مما حدث من كوارث بدارفور وأنهم لن يعودوا لاعمال العنف مرة أخرى .
وأكد وزير الخارجية التزام الحكومة بكافة الاتفاقايات والبروتوكولات التي وقعتها خلال مفاوضاتها مع المتمردين بأنجمينا وأبوجا. وعزا د/ مصطفى قرار المتمردين بالانسحاب واستئناف العمل العسكري الي خشيتهم من الإدانة التي من المقرر أن تصدرها اللجنة المشتركة التي تضم الحكومة والمتمردين والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة خلال اجتماعاتها في أنجمينا حول خروقات المتمردين لوقف إطلاق النار في دارفور. وأعلن وزير الخارجية تحسب الحكومة لأي عمل عسكري محتمل من قبل حركة التمرد وقال إننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد على أي إعتداء باقل خسائر ممكنة وأضاف أن الحكومة مسؤولة عن الدفاع عن النفس وحماية المدنيين وممتلكاهم وقوافل الإغاثة والممتلكات العامة مشيرا الي أن تلك المسؤولية لا تشمل الدفاع عن القوات المسلحة والشرطة ، واضاف : لقد نبهنا ولايات دارفور الثلاثة بالحذر واليقظة تحسبا لأي مفاجأة أو مغامرة لحركة التمرد.
وأشاد د/ مصطفى بقرارات اللجنة المشتركة خلال اجتماعهعا أمس برئاسة يان برونك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ود/ مصطفى والتي أدانت المتمردين وحملتهم المسؤولية لخروقات وقف اطلاق النار. وقال إن إدانة الخارجية الامريكية والحكومة الفرنسية بجانب إدانة اللجنة المشتركة شجعت الحكومة لمزيد من ضبط النفس وعدم استخدام القوة والالتزام القاطع بعدم استخدام القصف الجوي ضد المدنيين.
واضاف وزير الخارجية أن المجتمع الدولي بدأ يتفهم خطورة الرسائل الخاطئة التي أرسلت لمتمردي دارفور والتي أدت الي مواقفهم الحالية. مؤكدا تعاون الحكومة التام مع الاتحاد الافريقي لانجاح مفاوضات أبوجا تحقيقا للسلام والاستقرار في دارفور.
و دعا الرئيس السوداني عمر البشير وبول مارتن رئيس الوزراء الكندي المجتمع الدولي والمانحين للوفاء بالتزاماتهم بتقديم العون الانساني للمحتاجين وتوفير الاحتياجات الضرورية لعملية البناء والتنمية في السودان .
وبحث البشير خلال لقائه اليوم رئيس الوزراء الكندي بحضور دكتور مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية والسناتور مبينة جعفر المبعوثة الكندية للسلام في السودان القضايا الثنائية وكيفية الاستفادة من التجربة الكندية في عملية ازالة الالغام والحكم الفيدرالي ووجود غرفتين للبرلمان .
ووجه البشير ومارتن وزير الخارجية ومبعوثة السلام بمتابعة كافة القضايا التي تم بحثها ووضعها موضع التنفيذ واشاد البشير بالدعم الكندي المتواصل للانشطة الانسانية في السودان وعبر عن تقديره للدور الذي تضطلع به كندا في اطار منبر شركاء الايجاد والتزامها بمساعدة السودان خلال فترة مابعد السلام واكد البشير التزام الحكومة بضمان ايصال المساعدات والعون الانساني للمحتاجين وجديتها وحرصها علي تحقيق السلام في السودان .
من جانبه اعلن رئيس الوزراء الكندي قرار بلاده منذ اليوم بترفيع مستوي تمثيلها الدبلوماسي بالخرطوم الي مستوي القائم بالاعمال وعبر عن امله ان يشهد القريب العاجل الترفيع لمستوي السفير .
وعبر بول مارتن عن تاييد بلاده القوي لالتزام الحكومة والحركة الشعبية للوصول لاتفاق شامل للصراع في الجنوب قبل نهاية ديسمبر القادم بجانب دعمها لقرار مجلس الامن 1574 وقال ان الالتزام بالتوصل لاتفاق سلام شامل في الجنوب سيعطي دفعة قوية اضافية للمحادثات السياسية التي تجري في ابوجا الآن ، وعبر عن رضائه التام بالتوقيع علي البروتوكولين الامني والانساني الذي وقعته الحكومة ومتمردي دارفور خلال نوفمبر الجاري .
وقال د/ مصطفي عثمان في المؤتمر الصحفي المشترك مع المبعوثة الكندية للسلام في السودان السناتور مبينة جعفر ان زيارة العمل التي قام بها بول مارتن للسودان تهدف لبحث اخر التطورات في السودان والخطوات العملية لمواجهة القضايا الراهنة واشاد وزير الخارجية بنتائج الزيارة واضاف ان السودان حريص علي تعزيز علاقاته مع كندا .
من جهتها وصفت مبينة جعفرالمباحثات بين الرئيس البشير ورئيس الوزراء الكندي بانها مثمرة واشادت بخطوات الحكومة لايصال المساعدات الانسانية لمواطني دارفور واضافت ان مارتن ابدي شعورا طيبا للرسالة التي وجهها الاطفال بقرى مايو بالخرطوم - خلال زيارته لها- تجاه جهود السلام التي تجري في السودان . وقالت : " انني اقول لكم انابة عن رئيس وزراء كندا اننا نتطلع لليوم الذي يتم فيه التوقيع النهائي لاتفاق السلام ليعمل الطرفان سويا من اجل تحقيق شراكة حقيقية تنموية تخدم مصالح البلدين " ، واضافت نحن مسرورون لما ابداه الرئيس البشير والمسئولين بحرصهم علي ايصال العون الانساني لجميع مناطق السودان .
من جهة أخري يزور الرئيس السوداني عمر البشير يوم السبت الجماهيرية العربية الليبية بدعوة من العقيد معمر القذافي. وقال د/ مصطفى عثمان وزير الخارجية أن الرئيس البشير سيبحث مع العقيد القذافي خلال زيارته القصيرة لليبيا عقب اختتام قمة الفرانكوفونية لأعمالها ، بواقادوقو ، الخيارات المختلفة للدفع بعملية السلام في دارفور. وأضاف وزير الخارجية أن الرئيس البشير سيبحث خلال قمة ثلاثية على هامش القمة الفرانكوفونية باواجادوجو مع الرئيسين التشادي ورئيس افريقيا الوسطى آفاق التعاون الثلاثي وسبل احلال السلام والامن على حدود الدول الثلاث. وأوضح د/ مصطفى أن رئيس الرئيس البشير سيلتقي خلال القمة الفرانكوفونية بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وبرئيس الوزراء الكندي بول مارتن وعدد من الرؤساء المشاركين في القمة مشيرا الي أنها المرة الاولى التي يدعى فيها رئيس للسودان للمشاركة في القمة الفرانكوفونية.