* تقييم الدور العربي الرسمي أولا يرتبط بالسياسة تنتهجها هذه الحالة للتعاطي مع المشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة
* مع إني لا أجد مبررا لاستخدام كلمة تبرئة لأني لا اعتبر نفسي متهما فممارسة المقاومة أو تشجيعها ودعمها وإسنادها ليست جريمة يحاسب عليها القانون الوطني والأخلاقي بل واجب وحق لكل مواطن أو تنظيم اوتجمع يعيش شعبه تحت الاحتلال
عبد الناصـــــــــر الضـــــــــــوي
*************************
المناضل أحمد سعدات ( أبو غسان) يعتبر من مواليد العام 1953 في البيرة - الأصل من قرية دير طريف المهجّرة - قضاء الرملة وهو من خريجي معهد المعلمين برام الله عام 1975 وتخصص في مجال الرياضيات وقد التحق بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي منذ نعومة أظفاره بعد هزيمة يونيو 1967,وقد انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العام 1969و اعتقل للمرة الأولى في سجون الاحتلال في فبراير 1969 و اعتقل للمرة الثانية في أبريل العام 1970 ، وأمضى 28 شهراً في سجون الاحتلال,هذا فضلا عن العشرات من الاعتقالات التي واجهها وهو مازال حتى اللحظة رهن الاعتقال ورغم كل ذلك فقد تقلد مسؤوليات متعددة ومتنوعة حتى داخل السجون وخارجها وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع العام 1981,التقيناه في هذا الحديث وكان معنا صريحا رغم سجنه ونحن لا نحكم عليه ولكن نترك القارئ العزيز ليعلق عليه لأن القلم يعجز بالفعل عن وصف الموقف بدقة فالي التفاصيل:-
***********************
**أولا ماهي توقعاتكم للوضع الفلسطيني بعد وفاة الرئيس عرفات؟؟؟؟؟
شكل الرئيس ابو عمار بقوة حضوره ورمزيته ضمانة وطنية وصمام أمان للوضع الداخلي الفلسطيني الذي تتفاعل تناقضاته تحت وطئة الاحتلال, فبالرغم من انتقادنا لطرائق ادارته للمعركة السياسية مع الاحتلال والوضع الداخلي الفلسطيني فقد شكل ضابط ايقاع لوحدة فتح الداخلية وللتوازن في علاقة السلطة مع اطراف الحركة الوطنية والحركة الإسلامية,والخسارة النوعية التي مثلها فقدان ابو عماريحتاج الوضع القيادي الفلسطيني الى وقت غير قليل لتعويضها , فمن خلفه في قيادة فتح والسلطة وخاصة الاخوين ابو مازن وابو العلاء يمثلان خطا في اطار المنهج البرجماتي الذي مثلته فتح وابو عمار يصل الى حد التحلل من أي قيود في ممارسة التاكتيك تصل الى حد فصم العلاقة مع المبادىء العامة التي تشكل مضمون اهداف نضالنا الوطني المرحلية , فكل منهما قدم نفسه من خلال مشروع سياسي الاول من خلال مشروع ابو مازن بلين للتسوية النهائية وابو علاء من خلال مشروع بيرس –ابو العلاء وليس صدفة إن يتصدر ياسر عبد ربه عراب اتفاق جنيف واجهة الحضور الاعلامي بعد تسلم ابو مازن قيادة المنظمه .
واستطيع القول انهما يمثلان التعبير الاوضح للبرجوازية الفلسطينية العصرية التي يمكن إن تحتكم لنظام المؤسسة في ادارة العمل القيادي لكن بمضمون سياسي يعمق الالحاق والتبعية للمشروع الامريكي في المنطقه , واعتقد إن التناقض مع المنهج السياسي لهذه القيادة سيشكل التناقض الابرز داخل حركة فتح والوضع الفلسطيني عموما وامل إن نستطيع حصره في الاطار الديمقراطي وان لاياخذ منحى تخرج فيه عن القواعد التي تشكل ضمانة وحماية لوحدة المجتمع الفلسطيني الداخلية القضية المفصلية التي يجب إن تصب الجهود من اجلها .
** ولكن كيف تقيمون مستقبل حركات التحرير الفلسطينية في ظل الاوضاع التي تمر بها القضية الفلسطينية وهل تعتقد انها تستطيع ان تقوم بعمل واقع جديد في الساحة السياسية الفلسطينية؟؟؟؟؟؟
النضال الوطني الفلسطيني وان كانت الظروف الدولية والاقليمية المحيطه به غير مواتية لتحقيق انجازات نوعية على صعيد تحقيق اهدافه في المستقبل المنظورالقريب , لكن في الوقت نفسه فان مسيرة اربع سنوات من الانتفاضة والمقاومة والصمود الشعبي الفلسطيني النوعي حققت انجازات ابرزها الترجمة غيرالملتبسة لحقوقه الوطنية في اطار دولة مستقلة، وترسيم هذه الحقيقة بقرار في مجلس الامن مضافا الى ذلك سلسلة القرارات الدولية التي صدرت عن مؤسسات الامم المتحدة وبنيت على الراي الاستشاري لمحكمة لاهاي , ومنسوب التضامن الدولي مع النضال الوطني الفلسطيني الذي زادت سعته وتائيره على الراي العام العالمي, والمهمة المفصلية التي تطرح نفسها الان كيف يمكن انجاز التوافق الفلسطيني العام على مشروع سياسي نضالي وطني لتوظيف هذه الانجازات والتركيم عليها لخلق ماكنة الضغط الدولية الضرورية لاجبار اسرائيل على انهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية وانجاز استقلالنا الوطني في اطار دولة مستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس وكيف ندير المعركة السياسية مع اسرائيل وامريكا ؟ باعتقادي إن المدخل لصياغة هذا المشروع هو الاعلان الواضح والصريح برفض كل المشاريع السياسية التي تستند الى المدخل الامني كاساس لحل الصراع مع العدو الصهيوني , وفي مقدمتها مشروع شارون للفصل والضم العنصري وخارطة الطريق بل والمنهج السياسي الذي ادخلتنا في اطاره السياسة الامريكية في تعاطيها مع قضيتنا الوطنية والارتكاز على ا لنضال الوطني كرافعة بتنوع اساليبه كرافعة لتركيم انجازات شعبنا والعمل على نقل القضية الوطنية والمفاوضات الى اطار الامم المتحدة مرجعية وقرارات ولا أريد إن أتعجل بالاحتكام فان الحوار الوطني الشامل اليوم بات ضرورة لا تقبل التاجيل من اجل انجاز هذه الرؤية او على الاقل التفاهم على التمسك بثوابت النضال الوطني الفلسطيني وبناء المرجعية السياسية الجماعية القيادية المؤقتة الى حين اجراء انتخابات شاملة لكافة مؤسسات الشعب الفلسطيني والاحتكام اليها في توحيد القرار السياسي الوطني العام ومن منطق احترام الاقلية لقرار الاغلبية .
** هل تتوقعون ان تقوم اسرائيل بعمل مناورة في الوقت الراهن لتخريب الوضع الفلسطيني وضرب اركان السلطة الفلسطينية حتى تسقط؟؟؟؟؟
العبث بالوضع الداخلي الفلسطيني سياسة ثابتة لاسرائيل فهي تسعى الى نقل التناقض الى الداخل الفلسطيني لاجهاض الانتفاضة والمقاومة , واعتقد إن هدف اسرائيل ليس تدمير السلطة بل احتوائها وتحويلها الى اداة امنية موجهة الى قمع المقاومة وحفظ امن اسرائيل , والتعامل معها وفق صيغة تعفيها من تحمل اعبائها تجاه السكان كدولة محتلة وفرض صيغة للتقاسم الوظيفي معها , فمجلس الامن القومي الاسرائيلي اجتمع عشية وفاة عرفات لاعداد السياسة الاسرائيلية للتعامل مع احتمال وجود شريك فلسطيني بعد غياب عرفات للتعاون معه في تنفيذ مشروع شارون وخطة الفصل كما يسمونها , وابرز ما تناوله هذا المجلس تحديده لمعايير الشريك كما تراه اسرائيل , فهو من يستطيع ادارة مفاوضات مع اسرائيل والسيطرة على العنف وسائل استخدامه , وضبط المال وانعاش الوضع الاقتصادي للسكان في نفس الوقت فان البحث عن الشراكة وتقديم تسهيلات الشريك المحتمل يجب إن لا سقط زمام المبادرة من يد اسرائيل التي عليها إن تواصل تنفيذ مشاريعها لانجاز خطة الفصل كما تم التخطيط لها وفي إطار هذا الفهم يمكن تقديم تسهيلات واشاعة الامل لديها في امكانية استعادة ولايتها في حدود 28 سبتمبر وان تكون شريكا في تنفيذ خطة شارون اذا ما برهنت انها ملائمة لمكافحة المقاومة وفق المقاييس الاسرائيلية، واعتقد إن اولى تداعيات استجابة السلطة لهذا الغزل تجزاة الانتخابات والاكتفاء بالانتخابات الرئاسية والاستناد الى القانون القديم القائم على اساس اشتراطات اوسلو لطرد القوى التي تصفهاامريكا واسرائيل بالارهابية لقناعتها بانها سترفض المشاركة في الانتخابات على اساس هذا القانون .
** ماهو تقييمكم للدور العربي المتواضع جدا في القضية الفلسطينية؟؟؟؟؟؟؟
تقييم الدور العربي الرسمي اولا يرتبط بالسياسة تنتهجها هذه الحالة للتعاطي مع المشروع الامريكي للهيمنة على المنطقة , وهو كما ارى ينطلق من منطلق التكيف السلبي معه الذي يصل الى حد التواطؤ ليس فقط حيال القضية الفلسطينية بل وايضا مع المقاومة الوطنية العراقية للاحتلال الامريكي الجديد , وعليه فان هذا الدور يمثل اداة ضغط وتمريرا لمشاريع الامريكية الصهيونية على شعبنا لاجهاض المقاومة وتسكين التوتر الذي بات يحرج ويزعج هذه الانظمة , اما بخصوص الحالة الشعبية وان كانت دون المستوى المطلوب ولم تصل الى مستوى الاسناد المنهجي المتواصل لضعف الادوات القيادية واطارات العمل الموحده على الصعيد القومي، فهي يمكن إن تراكم لتصل الى مستوى تشكيل سياج لحماية الامة واستقلالها وسيادتها وتقديم الاسناد والدعم الملموس للمقاومة في كل من العراق وفلسطين ولبنان كرؤوس في مواجهة المشروع الامريكي الصهيوني المعادي في المنطقة .
** وكيف ترون الدور الاوروبي الآن؟؟؟؟؟
ننظر بايجابية للموقف الاوروبي في اطار التقييم العام وان كان في تناول التفاصيل نستطيع إن نجد تمايزا بين موقف ودور دولها اتجاه قضايا النضال العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وا وروبا الموحدة بما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي يمكن إن دورا مهما باتجاه تحرير دول اوروبا من اطار الرضوخ للضغوط الامريكية او اللوبي الصهيوني في بلدانها, وتشكيل جبهة قوية لوقف الجموح الا مريكي نحو ادارة الحرب على الشعوب و حماية الامم المتحدة والقانون الدولي ودورهما في حفظ الامن والاستقرار العالمي بشكل عام.
**سبق للقيادة المصرية وان دعت لحوار للفصائل الفلسطينية في القاهرة واجرت هذا الحوار على مدار عامين مضوا فما تقييمكم لهذه الحوارات وهل تعتقدون انها ستنجح في كسر الجمود على الساحة السياسية الفلسطينية خصوصا بعد وفاة الرئيس عرفات؟؟؟؟؟
لقد سبق وان اعلنا تقييمنا لجولات الحوار الوطني تلك التي عقدت في الداخل او تحت الرعاية المصرية , وبالرغم من إن هذه الحوارات لم تحقق الاهداف المرجوة منها فانها لعبت دورا في حماية وحدة الجبهة الداخلية واوجدت تقاربا في فهم كل مايريده كل طرف , ولان هذا ليس كافيا للضرورات التي يمليها الوضع الوطني لتحقيق الوحدة والتوافق الوطني حول برنامج سياسي واحد للنضال الوطني ومرجعيته القياديةالجماعية الموحدة, فأن انجاح هذه الحوارات يتطلب:
1- إن يخرج من اطارالتوظيف الاستخدامي لتلبية استحقاقات مطلوبة امريكيا او اسرائيليا من السلطة.
2- إن يكون شاملا لكل اجندة الحوار التي تكثف احتياجات الوضع الفلسطيني وان لا يحصر بموضوع واحد هو وقف المقاومة او التهدئة او أي مسمى للمطالب الامريكية والاسرائيلية التي تحاول فرضها على السلطة، وان تشارك فيها كل الفصائل الفاعلة في الساحة الفلسطينية دون استثناء .
3- إن يستند الى مراجعة موضوعية للسياسة الفلسطينية الرسمية منذ مسار مدريد اوسلو لتشكل خلاصاتها اساسا يرتكز عليه البرنامج السياسي الذي سيتم التوافق عليه .
4- إن يكون هنالك ضمانات لترجمة جميع ما يتفق عليه.
ولأن هذه الاسس لم تتوفر في الحوارات السابقة فقد اخفقت في تحقيق اهدافها.
** لماذا لا تريد السلطة الفلسطينية اطلاق سراحكم حتى اللحظة على الرغم من صدور حكم قضائي ببراءتكم وهل معنى استمرار احتجازكم هو الحكم بالموت على الديمقراطية في فلسطين؟؟؟؟؟
مع إني لا أجد مبررا لاستخدام كلمة تبرئة لاني لا اعتبر نفسي متهما , فممارسة المقاومة او تشجيعها ودعمها واسنادها ليست جريمة يحاسب عليها القانون الوطني والاخلاقي بل واجب وحق لكل مواطن او تنظيم اوتجمع يعيش شعبه تحت الاحتلال , والصحيح إن قرار محكمة العدل الفلسطينية هو عدم تبرير الاعتقال و رفضه والمطالبة باخلاء سبيلي فورا، وكتحصيل حاصل ادانة لعملية الاعتقال , اما لماذا لم ينفذ هذا القرار الذي صدر في الفترة التي عدل فيها القانون الاساسي للسلطة وضمن نصوصا واضحة حول الفصل بين السلطات واحترام سلطة القضاء ، وفي ذروة مطالبة العالم للسلطة بالاصلاح واشاعة الديمقراطية واجترام سيادة القانون , اعتقد إن الاجابة تؤكد ليس فقط موت الديمقراطية في فلسطين في ظل وجود سلطة لاحول لها ولا قوة , وغير قادرة على تنفيذ سوى الالتزامات التي تطلب منها امريكيا وصهيونيا , بل وايضا زيف المطالب الخارجية للسلطة الفلسطينية بالاصلاح الديمقراطي , باختصار انا ورفاقي والاخ فؤاد الشوبكي رهائن وجزء من فاتورة استحقاق الالتزامات الامنية التي تفرضها اسرائيل على السلطة , ويشارك في ضمانها وممارسة التجاوز للقانون الدولي كل من امريكا وبريطانيا لقيامها بدور حراسة السجن الذي نعيش فيه .
** ظهرت في الفترة الماضية العمليات الفدائية النضالية المشتركة فيما بين الفصائل الفلسطينية فما تقييمكم لهذه العمليات وكيف ترونها الآن؟؟؟؟؟
الوحدة الميدانية في ساحة المواجهة تحققت منذ بداية انتفاضة ايلول المجيدة بين جماهير شعبنا وفصائلة الوطنية والاسلامية , وهي تعبير عن الضرورة المنطقية التي يمليها الواجب الوطني على كل فئات وتجمعات شعبنا المكافح ضد الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري، والعمليات الفدائية المشتركة جا ءت كارتقاء يعكس مستوى الوحدة الميدانية في القتال ضد الاحتلال , وينبغي تكريسها وتوسيع نطاقها , والاهم من ذلك توفير القرار السياسي العام الذي يحميها ويوفر للمقاومة مقومات الاستمرار والتطور .
** وهل تعتقد ان مايسمى بخريطة الطريق الوهمية ستؤدي لحل القضية الفلسطينية؟؟؟؟؟
حل أي تناقض موضوعي يتطلب اولا قراءته بشكل صحيح كما هو في الواقع دون اسقاط للذات او الرغبات او المصالح وخارطة الطريق ومن قبلها رؤية بوش التي اسست عليها هذه الخارطة استندت الى قراءة مقلوبة لحقائق الصراع ,فاصبح الاحتلال مضطهد ( بفتح الهاء ) والمقاومة ارهابا والاحتلال بريئا والشعب المحتل ارهابيا , اعتقد إن كل ما اسس على هذه القراءة من صياغات واشتراطات فضلا الى استنادها الى المدخل الامني في التعاطي مع حقائق الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني لن يستطيع تقديم حلا يقود الى انهاء الاحتلال وبالتالي العنف في المنطقة ,وها هي تراوح في مكانها لان مااستهدفته خارطة الطريق هو نقل التناقض الى داخل المجتمع الفلسطيني واثارة الفتنة والحرب الاهلية وليس حل الصراع والالتفاف على القرار الدولي باقامة دولة فلسطينية مستقلة وتفريغ هذه الدولة من مضمونها وابقائها في حدود مايريد شارون وحكومته العنصرية , وبقبول مشروع خطة شارون الجديدة ودعمها بالضمانات الامريكية وتحديد الفترة الزمنية لاقامة الدولة الفلسطينية الى عام 2009 اعتقد إن خارطة الطريق بنصها الذي اعلن من قبل الرباعيةعلى سؤها يكون قد دفن واستوعب تعديلات شارون ال14 عليها .
** الرئيس الأمريكي بوش وعد من قبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة بحلول العام 2005 القادم ومنذ ايام قلائل فقط اعلن انه يتوقعها بحلول 2009 ونحن بالفعل نشك في ذلك فما تقييمكم لهذا الوضع والرؤية التي يضعها بوش بين الحين والآخر؟؟؟؟؟
شوف .....العلاقة العضوية بين حكومة شارون وتيار المسيحية الصهيونية الذي جدد ولايته لقيادة امريكا اربع سنوات اخرى تبرر هذا المنطق , فعقد الشركة في اطار مشروع الشرق الاوسط الجديد لبسط الهيمنة الامريكية على اقليم الشرق الاوسط والعالم يضع مصلحة الكيان الصهيوني ومشاريعه الاستيطانية في مقدمة اولويات الدعم الامريكي, فرؤية بوش التي اطلقها علم 2002 اسست على رؤية شارون بالحل الانتقالي طويل الامد والدولة المؤقته ومشروع القيادة البديلة , فليس غريبا إن يراعي بوش احتياجات مشروع شارون الجديد الذي يسعى لفرضه وتكريسه لمشروع وحيد يمكن الدخول منه الى بوابة المفاوضات والتسوية .
** بم توصون الفصائل الفلسطينية الآن؟؟؟؟؟
اعتقد إن اهم ما يمكن توجيهه للفصائل الفلسطينية وقوى شعبنا تاكيد الضرورة التي تستدعي حماية جبهتنا الداخلية وثوابت قضيتنا الوطنية اليوم بتحقيق الوحدة , هذه المهمة يتعاظم شانها اليوم ويرتفع معها حجم المسؤولية الملقاة على قيادة الفصائل الفلسطينية لتحقيقها وتعزيز صمود شعبنا وتحشيد طاقاته في ميدان المواجهة , وان هذه المسؤولية تستدعي من كل فصيل العمل الجاد لتوسيع مساحة القواسم المشتركة وتبادل اجزاء الحقيقة والدفع نحو تقاطع الجميع اليوم عند اقرب نقطة على طريق تحقيق وحدتنا الوطنية .
**وماذا تتوقع لمستقبل حركة فتح في الفترة القادمة خصوصا بعد عملية الاغتيال التي استهدفت ابو مازن مؤخرا؟؟؟؟
تداعيات تناقضات حركة فتح الداخلية التي سبقت رحيل عرفات تشكل قلقا لكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي , ويعيد رحيل عرفات بما كان يمثله من رمزية يتقاطع حولها جميع كوادر وقيادات فتح بات مطلوبا على الإخوة في قيادتها تعزيز وتكريس دور مؤسسات الحركة , فتكريس وتفعيل المؤسسات الحركية القيادية يمكن إن يمهد الى احتواء التناقضات بمظهرها الفج على طريق عقد المؤتمر العام للحركة المحطة الضرورية لاعادة وبناء الحركة وايجاد حل جماعي ديموقراطي لكل تناقضات الحركة او على الاقل يرسم اتجاهات حلها, من الصعب الان قراءة المستقبل القريب لاتجاه حركة التناقضات لكنني امل إن تتسم القيادة الجديدة بالحكمة في ادارة تناقضات الحركة وان تتمكن ممن تكريس المنحى الديمقراطي كاتجاه ضروري لخروج فتح من ازمتها .
**وأخيرا.....ماهي الرسالة التي توجهها ومن داخل هذا السجن لكل المناضلين في الخارج؟؟؟؟؟
رسالتي أوجهها إلى شعوب وأمم العالم والطبقات الفقيرة المضطهدة والفئات المهمشة التي تكتوي بنار الحرب الامبريالية في مرحلة العولمة وأقول إن عولمة الامبريالية للحرب على الشعوب و المضطهدين عموما يستدعي تعزيز الترابط الكفاحي الاممي وبناء رؤية استراتيجية نضالية عامة لمعسكر الثورة في العالم تشكل اساس لبناء البرمج الوطنية والقومية والاقليمية لمواجهة اخطار انفلات القوة الامبريالية الامريكية على وجه الخصوص من عقالها والعربدة علىالشعوب , فالانتصار اليوم لم يعد يكفيه البرامج الوطنية اذا لم تكن مستندة الى رؤية توحدها مع نضال المضطهدين في عموم اركان كوكبنا , والى جانب البرنامج يتوجب بناء مركز موحد وهيئة اركان لادارة وتوجيه الحركة الشعبية الدولية المناهضة للعولمة واثارها على الشعوب , فهذا هو طريق الانتصار ودحر نزعة غطرسة القوة وشراهة الاحتكارات الدولية وبناء عالم جديد يسوده الامن والسلام والاستقرار السياسي والاجتماعي , عالم يؤسس لبناء علاقات اخوية بين الشعوب تقوم على اساس التكافؤ والاحترام المتبادل والاقتسام العادل للثروة ونبذ كل اشكال الحرب والتمييز القائم على اساس العرق او اللون او الجنس او القومية او الدين.