لاشك أن إجتماع مجلس ألامن الذى إنعقد فى نيروبى – كينيا فى الثامن عشر والتاسع عشرمن نوفمبر الحالى ,والذى ناقش مسألة السلام فى السودان من خلال إعتماد نموذج نيفاشا ,إجتماع تاريخى كونه الرابع للمجلس خارج مقره . وعلى خلفية نتائج ومقررات هذا الاجتماع والتى لامست برفق قضية دارفور فى شقها المؤثر تجاه إلتزامات الحكومة السودانية عقب توقيع بروتكولى أبوجا – نيجيريا ,إلا اننا فى حركة تحرير السودان نقرأ النتائج بمنظار ناصع العدسات ونزاوج بين هذه النتائج ومعطيات المرحلة ومتطلبات المرحلة المقبله ،لاسيما فى إطار الرغبه الاقليمية والدولية المنشرحتين نحو إمتصاص الضغوط النفسيه لآثار المأسى الانسانية المتكرره والمتراكمه ,حيث يمثل نموذج جنوب السودان صومعة خرسانية بائنه بحجمها وموحية بمضمونها, بيد أن نموذج دارفور يمثل صومعة زجاجية لايكاد الناظر اليها إلا وتأسره بحجمها ومضمونها البائنين . من هنا فإننا حيث نقيّم مقررات هذا إلاجتماع نكاد نجزم بان تجاوز هذا العام دون توقيع إتفاق نهائى لأزمة الجنوب والشمال بمفهومها الذى إتكأ على اريكه عريضة ووثيره فى ازهان المحيط المحلي والاقليمى والعالمى قد بدأ يتصدع ,وبات ان مفهومآ أكثر شفافية بدأ يسرح بقطيعة على مهاد الازمة, ويبدو ان أرق المجتمع الدولى فى طريقه الى زوال.
إننا فى حركة تحرير السودان وإن كان وفدنا قد وصل الى نيروبى فى وقت متأخر مما حال دون تمكّنه من حضور الجلسة الإفتتاحيه التى كانت مدعوة لها . إلا ان هذا الوفد قد تمكن من تسليم ورقته التى تحمل الخطوط الرئيسيه لرؤياه الشامله للحل النهائى لأزمة دارفور فى إطار الحل النهائى العادل للمشكلة السودانية ، للأعضاء الخمسة عشر، كما تمكن وفدنا من إستثارة وتذكير ضمير المجتمع الدولى ممثلا فى هؤلاء المناديب بتلك الصوره القاتمه للمأساه والتى ان لم تجد طريقها لإحلال السقف المادى لقاعة الاجتماعات, الإ أن طيفها لم يغادر القاعة مسارآ والازهان مدارآ والضمائر مرقدآ. ان حركة تحرير السودان فى إطار إسترتيجيتها لتحقيق الاهداف التى قامت من أجلها والمتمثلة إختصارآ فى تحقيق طموحات أهل دارفور فى تقاسم السلطة والثروه فى السودان والعمل على إعادة تشكيل الوطن بما يحقق التساوى فى الحقوق والواجبات , ترحب بالرغبه التى توشح بها المجتمعون لتحقيق الاتفاق قبل نهاية العام الحالى . وهى فى هذا الإطار تثّمن دور المجتمع الدولى الساعى بجد لذلك , كما تؤكد الحركة بانها ترسم إستراتيجيتها والحال كذلك على لوحة واضحة الاشكال والالوان والمعالم . وهي إذ تفعل ذلك تدرك بان موقعها فى الخارطة النهائية للحل الشامل الذى يستوعب نتائج المسارات المختلفة , موقع تملك صونه بقدرتها على التعامل مع كل المعطيات التى تطرحها الساحة المحليه والاقليميه والدوليه وهي إذ تدغدغ بؤر التحليلات , تؤكد لقواعدها بانها قادرة إنشاء الله على تحقيق طموحاتها.مكتب حركة تحرير السودان
أسمرا
20/11/2004م