حوار: نادية عثمان مختار
عندما تفرض الاسئلة نفسها فلا بد لها اذن من مجيب وسرعة أجابة ..فالاحداث السياسية فى حراك متسارع ومتغير لحظة بلحظة على خارطة السودان المتأزمة بشتى المشكلات ..ولان عطلة العيد قد انقضت فالسؤال الذى يطرح نفسه بقوة الان هو متى سيلتقى الاطراف فى الحكومة والتجمع المعارض لتستكمل جولة القاهرة التفاوضية التى وعد الاطراف بستئنافها عقب العيد ؟
وسؤال كان لابد منه وهو عن غياب التجمع المعارض فى جلسة مجلس الامن الاستثنائية
الطارئة بنيروبى واسئلة اخرى هامة طرحت نفسها بما تستدعيه المرحلة وتصدى للاجابة عليها بكل الصراحة الناطق الرسمى باسم التجمع المعارض حاتم السر الذى استقطع لنا من وقته الثمين ومابخل على (أخبار اليوم)بالاجابة على اسئلتها وكان هذا اللقاء فالى مضابطه:_
هل صحيح ان البروفسير ابراهيم احمد عمر الامين العام للحزب الحاكم ابلغ الميرغنى زعيم التجمع المعارض بموعد انعقاد الجولة القادمة لمفاوضات القاهرة ؟؟وهل الحكومة المصرية على علم بذلك ؟؟
الصحيح هو ان السيد الميرغنى عند لقائه مع البروفسير ابراهيم احمد عمر فى المدينة المنورة تفاكر معه حول مسيرة السلام فى السودان ودار بينهما حديث مستفيض عن مباحثات القاهرة واهميتها فى تحقيق الاستقرار فى السودان وكذلك تعرض اللقاء لضرورة ان يراجع كل طرف موقفه بناءا على نتائج الجولة السابقة حتى يكون هناك توافقا فى الرؤى يؤدى الى انطلاق الحوار وبلوغه لغاياته النهائية وقد اكد السيد الميرغنى للامين العام للمؤتمر الوطنى وجدد ذلك مع وزير الخارجية مصطفى اسماعيل حيث اكد سيادته التزام التجمع بمفاوضات القاهرة واستعداده لاستئنافها فورا وقد طلب الميرغنى من الحكومة السودانية الاسراع بتحديد موعد بدء
الجولة الثالثة لمفاوضات القاهرة فى اقرب وقت ممكن وقد ابدت الحكومة موافقتها المبدئية
وقد ابلغ السيد الميرغنى الجانب المصرى الذى يتولى رعاية واستضافة المفاوضات بنتائج هذه الاتصالات اذن نحن فى التجمع الوطنى الديمقراطى فى انتظار تحديد موعد استئناف المفاوضات علما باننا كنا قد اقترحنا على وفد الحكومة خلال المفاوضات السابقة اليوم الخامس من عيد الفطر لانطلاقتها الجديدة
لماذا غاب التجمع ولم يشارك فى اجتماع مجلس الامن بنيروبى ؟؟
هذا غير صحيح .التجمع لم يغب عن الاجتماعات بل كان حاضرا .صحيح كنا نخطط لارسال
وفد كبير ولكن لظروف خارجة عن ارادتنا ومن ضمنها الاجراءات المحيطة بعمل المجلس
نفسه اكتفينا بارسال مبعوث واحد هو الاستاذ عادل سيداحمد عبدالهادى بديلا عن الوفد وحمل رسالة واضحة وقام بابلاغها للجهات المعنية بالاضافة الى ان قيادة التجمع قامت باجراء التنسيق الدقيق وعلى اعلى المستويات مع الحركة الشعبية وانا بدورى اتساءل لماذا الاصرار على تجاهل حقيقة ان الحركة الشعبية هى جزء لا يتجزا من التجمع ،لعلمك فهى مؤتمنة للتعبير عن مواقفه والدفاع عن مصالحه ونحن اذا شاركت الحركة ولم يحضر اى ممثل للتجمع نعتبر التجمع موجود هذه حقيقة يجب ان تكون واضحة وارجو الا تنسى بان اثنين من اعضاء هيئة قيادة التجمع كانوا حضورا وهم الدكتور جون قرنق والدكتور منصور خالد
لكن يا استاذ حاتم بعض قيادات التجمع احتجت على ارسال مبعوث من الاتحادى الديمقراطى وحملت رئيس التجمع مسؤلية التقصير فى القيام بهذه المهمة كيف تفسرون ذلك ؟؟؟
فى تقديرى مثل هذا الظن السيىء ممكن يصدر من اى جهة اخرى غير قيادات التجمع ولا
اريد ان اتعامل مع تسريبات صحفية لانى اتعامل مع واقع اعرف تضاريسه جيدا وانا جزء منه فواقعنا فى التجمع لمن يعرفه ابعد ما يكون عن مثل هذه النظرة السطحية الضيقة ولعلمك نحن فى التجمع بعد اكثر من عقد ونصف من الزمان فى العمل النضالى المشترك اصبح من الصعب التمييز او التفريق بيننا حسب انتماءاتنا الحزبية بمعنى ان اى فرد منا بمقدوره ان يمثل المجموعة الاخرى لاننا نعبر عن مواقف وسياسات متفق عليها بين الجميع ولا نسعى لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة ولا اكشف سرا اذا قلت انى اضطلعت ضمن مجموعة اخرى من قيادات التجمع بمهمة سفر الوفد الى نيروبى وذلك بالتنسيق التام وتحت اشراف السيد رئيس التجمع مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى والامين العام القائد فاقان اموم وتم الاتفاق على سفر كل من الفريق عبدالرحمن سعيد والشفيع خضر وعادل سيداحمد عبدالهادى وجرى بينهما التنسيق المطلوب ولكن لظروف خارجة عن ارادتنا جميعا لم يتمكن رئيس الوفد الفريق عبد الرحمن سعيد وعضو الوفد الدكتور الشفيع خضر من السفر واكتفينا بسفر الاستاذ عادل سيداحمد عبدالهادى وقد تمكن مشكورا من خلال التنسيق مع الحركة الشعبية من انجاز المهمة التى كلف بها على الوجه الاكمل.هذه هى الحقائق كاملة ومجردة حول سفر وفد التجمع الى نيروبى
ما سر غياب الحزب الاتحادى الديمقراطى عن المشاركة فى مذكرة القوى الوطنية السودانية الموجهة لمجلس الامن ؟؟؟
اذا كان الغرض هو مخاطبة مجلس الامن وتوصيل رؤية اهل السودان له فان وجهة نظر
الحزب الاتحادى الديمقراطى قد وصلت الى مجلس الامن من خلال التجمع الوطنى الديمقراطى ومن خلال حليفه الحركة الشعبية لتحرير السودان واذا كان الغرض هو المشاركة فى مناشط ما يعرف بتحالف القوى الوطنية السودانية التى نقدر عاليا مساهماتها الوطنية فيجب ان يوجه هذا السؤال الى مؤسسات وقيادات الحزب الاتحادى الديمقراطى بالداخل فهم ادرى واعلم منى بكيفية التعامل مع تطورات الاحداث داخل السودان ويجب الا يفهم بان هناك موقف من الحزب الاتحادى ضد اى تحركات ومناشط تقوم بها قوى سياسية اخرى خاصة حزب الامة لان السيدين الميرغنى والمهدى قد اتفقا مؤخرا فى القاهرة على ضرورة واهمية رفع درجات التنسيق بين الاتحادى والامة وصولا الى تحقيق الاستقرار السياسى فى السودان وشكلا اليات للقيام بذلك
هل لدى الاتحادى الديمقراطى موقف مضاد من الدعوة لعقد المؤتمر القومى الدستورى؟؟
لعلمك فان الاتحادى الديمقراطى هو من اوائل القوى السياسية السودانية التى دعت الى عقد المؤتمر القومى الدستورى وقد توصلنا مع الحركة الشعبية الى تحديد موعد انعقاده بعد التوقيع على اتفاقية السلام السودانية المعروفة باتفاقية الميرغنى قرنق وبمرور الوقت اصبحت هذه الفكرة جزءا من ادبيات التجمع الوطنى الديمقراطى التى لا زلنا وسنظل نتمسك بها اعتقد هذا يكفى لتبيان موقف الحزب الاتحادى الديمقراطى من الدعوة لعقد مؤتمر قومى دستورى وهو بلا شك موقف غير متناقض وغير رافض للفكرة من حيث المبدا .يبقى المهم معرفة ما هى مهام المؤتمر الدستورى والاتفاق عليها لاننا كنا فى السابق ننظر اليه بمنظور يختلف عن الوقت الراهن الذى حدثت فيه تطورات سياسية هامة لابد من وضعها فى الحسبان وفى كل
الاحوال وتحت كل الظروف تظل فكرة المؤتمر الجامع لاهل السودان تحت اى مسمى كان
امرا هاما وضروريا خاصة فى اتجاه تحقيق الاجماع الوطنى الذى لا غنى عنه اطلاقا لاستقرار الاوضاع فى السودان
هل من جديد بشان عقد اجتماع هيئة قيادة للتجمع بناءا على طلب البجا والاسود الحرة ؟؟؟
انا لست الجهة المختصة بتحديد موعد اجتماعات القيادة والدعوة لها ولذلك لا استطيع الاجابة على هذا السؤال.
اذن هل سيشارك البجا والاسود الحرة فى الجولة القادمة لمفاوضات القاهرة ؟؟
اتمنى ان تكون الاسباب التى ادت الى انسحاب ممثلى التنظيمين من الجولة السابقة لمفاوضات القاهرة قد زالت لا سيما وانهما اعلنا وقتها حاجتهما الماسة للعودة الى قيادتهما لمزيد من التشاور.
هل تشمل اجندة زيارة الميرغنى الحالية الى اسمرا معالجة الخلاف مع البجا والاسود الحرة ؟؟؟؟
كما هو معلوم فان زيارات السيد الميرغنى المتعددة الى دولة ارتريا الشقيقة تاتى من منطلق كونها المقر الرئيسى للتجمع الوطنى الديمقراطى علاوة على ما يجمع بين الميرغنى وشعب ارتريا من صلات وعلاقات تاريخية بالاضافة الى حرصه على استمرار التفاكر والتشاور الدائم مع القيادة الارترية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها القضية السودانية على ضوء مسيرة السلام الجارية اذ ان الميرغنى والتجمع ينظرون الى الدور الارترى فى عملية السلام فى السودان باعتباره دور هام وضرورى وقد اعتاد السيد الميرغنى خلال زياراته المتكررة لاسمرا ان يعقد سلسلة من اللقاءات التشاورية مع قيادات التجمع المقيمة هناك ولا شك ان وجوده هذه المرة هناك رغم انه قد كلف السيد الامين العام للتجمع القائد فاقان اموم
بمهمة معالجة موضوع البجا والاسود الحرة لكن بلا شك ان وجوده هناك ووجود الامين العام
سيكون عاملا ايجابيا مساعدا فى طى هذا الملف
هل سيشارك التجمع فى ملتقى طرابلس لمعالجة ازمة دارفور ام سيكتفى بتمثيل احمد سعد عمر له ؟؟
التجمع كوعاء جامع لاهل السودان وممثل لاكبر واعرض تحالف سياسى فى تاريخ السودان المعاصر والحديث ومعبر عن طموحات وتطلعات شعبه لن يتغيب عن اى جهد مخلص
يهدف الى مساعدة السودانيين فى حلحلة مشاكلهم واذا وجهت للتجمع اى دعوة للمشاركة فى اى ملتقى فلن يتاخر فى تلبيتها خاصة اذا كانت صادرة من دولة جارة وصديقة كالجماهيرية الليبية التى تعد من الدول المهتمة بحل الازمة السودانية سلميا .اما بخصوص مشاركةالامير احمد سعد عمر فى الملتقى السابق فقد كانت باسم لجنة دارفور التابعة للتجمع الوطنى الديمقراطى وهو قيادى بالحزب الاتحادى وبالتجمع ومن قيادات دارفور كذلك .