ألمحنا فيما سبق إلى أن الترابي يحاول عن طريق التمييز بين التدين والدين، أن يحقق هدفين، وهو لا يهمه في كثير أو قليل وجود تناقض صريح بين هذه الهدفين. فهو يحاول من جانب، أن يتخلص من قيود الفقه، بمذاهبه كلها، باعتباره تدينا خاصا بعصر معين تحت تأثيرات فلسفية معروفة، هي على وجه التحديد فلسفة أرسطو ومنطقه الصوري المرفوض فيما يبدو من قبل الترابي، رفضا يبدو أنه مطلق. وربما يكون الترابي محقا في ذلك من حيث المبدأ. ففكرة أن الفقه الإسلامي مرتبط بعصره وخاضع له، فكرة قال بها الكثيرون، لفتح الأبواب أمام اجتهاد جديد يناسب العصر. المفارقة أن الترابي الذي يدعو لها هنا كان من بين مقاوميها ورافضيها الأكثر شراسة وتنطعا.
البقية داخل المنبر الحر