وقال مسؤول الأمن والاستخبارات في «الحركة الشعبية» ادوارد لينو إن الحكومة «جمعت قوات كبيرة في مدينة ملكال ثالث مدن الجنوب، وتعتزم دفعها نحو مواقع الحركة في منطقة بور في اقليم أعالي النيل»، موضحاً أن الحركة «رصدت مروحيات حكومية تنقل الأسلحة والذخائر إلى الفصائل». وحذر لينو من ان «ممارسات الحكومة ستكون لها عواقب وخيمة على عملية السلام»، ودعا الخرطوم إلى المضي نحو السلام بجدية.
ونفى لينو صحة انباء في الخرطوم عن انشقاق وزير النقل السابق لام أكول عن الحركة التي عاد إليها العام الماضي عقب انسلاخه من الحكومة، كما نفى اقالته من منصبه مسؤولاً عن الأمن والاستخبارات في الحركة، مشيراً إلى أن «تلك المعلومات يروج لها الذين يريدون بذر الشكوك والخلافات في صفوف الحركة».
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس عمر البشير أن حكومته وقعت اتفاقات مع قرنق «من موقع قوة وليس من موقف ضعف». وقال أمام حشد من ميليشيا قوات «الدفاع الشعبي» في الخرطوم أمس لمناسبة مرور 15 عاماً على انشائها، ان حكومته لا تعتزم حل الميليشيات التي تساند الجيش في عملياته.
وجاء التصعيد في لهجة الجانبين، عشية إعلان السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) أمس، تعليق المفاوضات بين الخرطوم وحركة قرنق وأن هذه المفاوضات ستستأنف في 61 الشهر الجاري في نيروبي وأن رئيسي الوفدين سيعودان الى العاصمة الكينية في 11 كانون الاول (ديسمبر) المقبل. وكان الوفدان برئاسة نائب الرئيس علي عثمان طه وقرنق افترقا مع بداية شهر رمضان من دون التفاهم على وقف دائم لاطلاق النار ولا اتفاق سلام شامل. إلا ان اتصالات على مستوى أدنى استمرت بين الجانبين في نيروبي.
مفاوضات القاهرة
من جهة اخرى، باتت الخلافات تهدد المحادثات بين الحكومة و«التجمع الوطني الديموقراطي» المعارض الجارية في القاهرة منذ 12 يوماً، إذ توقفت اللقاءات المباشرة بين الطرفين وقاد الوسطاء المصريون اتصالات مكثفة لتقريب الشقة بين الفريقين. وعلم ان الخلافات الاساسية انحصرت في ثلاث قضايا تتصل بالدستور وتعديله وإلغاء القوانين المقيدة للحريات ورفع حال الطوارئ، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية، ووضع قوات «التجمع» في شرق السودان.
معارك دارفور
وعلى جبهة دارفور، قتل أحد قادة متمردي دارفور، وتضاربت الأنباء في شأن مصير مسؤول حكومي كبير. وبثت وكالة الانباء السودانية (سونا) أمس أن نائب محافظ مقاطعة كتم في شمال دارفور كان مسافراً مع عدد من اعضاء ادارته عندما خطفهم مقاتلو «حركة تحرير السودان».
وعلمت «الحياة» ان معارك ضارية اندلعت مجدداً في مناطق عدة في دارفور. وقال الناطق باسم «جيش تحرير السودان» محمد حامد علي ان عناصر من ميليشيا الجنجاويد إقتحموا مدينة زالنجي «ونهبوا واغتصبوا وقتلوا أعداداً كبيرة وخلفوا فوضى». واضاف أن الميليشيات «أعدمت 30 مدنياً في منطقة نيرتتي غرب جبل مرّة في مجزرة بشعة». ونفى ان يكون المتمردون خطفوا المسؤول الحكومي أو أي مدنيين آخرين، مرجحاً «مصرع المسؤول الحكومي في مواجهات وقعت خارج مدينة كتم». وأقر المتمردون بمقتل احد القادة العسكريين ويدعى عبدالكبير، وقالوا انه قتل الى جانب 4 من مساعديه في جنوب دارفور خلال مواجهات قتل فيها اكثر من 70 شخصاً.