مجلس الامن يعتمد بالاجماع قرارا من اجل السلام في السودان
سودانيزاونلاين 11/19 8:23ص
بقلم بياتريس ديبو نيروبي - ا ف ب تبنى مجلس الامن الدولي في نيروبي اليوم الجمعة بالاجماع قرارا يشجع على ارساء السلام في السودان البلد الذي تنهشه حربان اهليتان، لكن بعض المنظمات الانسانية انتقدته على الفور بسبب "ضعفه". ووعد المجلس في القرار الذي يحمل الرقم 1574 وتم التصويت عليه في اجتماع عقد بصورة استثنائية في العاصمة الكينية، بمساعدة دولية ما ان يتم التوقيع على اتفاق سلام في الجنوب. كما دعا الى وقف "فوري" لاعمال العنف في دارفور غرب السودان. ولا يتضمن القرار الذي اقر باجماع الاعضاء الخمسة عشر في المجلس اي تهديدات بفرض عقوبات. لكن سرعان ما جاء رد الفعل من منظمة "اوكسفام" الانسانية الدولية التي نددت ب"ضعف" القرار ووجهت "صفعة" الى الامم المتحدة "لعدم تحركها" في دارفور الذي يشهد "اسوأ ازمة انسانية" حاليا في العالم، على حد قول الامم المتحدة. وقال جيميرا روني من منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية للصحافيين "انها خطوة الى الامام في النزاع بين الشمال والجنوب لكنها خطوة الى الوراء بالنسبة لدارفور". واوضحت المنظمة في بيان في نيروبي "نخشى ان تعتبر حكومة السودان القرار شيكا على بياض لتواصل اضطهادها للسكان المدنيين في دارفور". كذلك تظاهر عشرات اللاجئين السودانيين في نيروبي امام مقر الامم المتحدة بعد صدور القرار "غير المقنع" في نظرهم. ورفع المتظاهرون الذين كان بينهم اطفال تقل اعمارهم عن العشر سنوات، لافتات تطالب بالسلام في منطقتهم وينشدون اناشيد دينية يتضرعون فيها الى الله لكي لا يتخلى عنهم. وسعى رئيس مجلس الامن الدولي الحالي الاميركي جون دانفورث من ناحيته للتقليل من اهمية هذه الانتقادات والاحتجاجات. واوضح ان "البعض سيقولون والبعض قال فعلا، انه ليس سوى قرار اضافي (...) والحدث ليس سوى مناسبة لالتقاط صورة جماعية جميلة". لكنه اكد "لم نأت الى هنا لحفل او لالتقاط الصورة بل لتحقيق اهداف". وتابع دانفورث الموفد الخاص السابق للرئيس الاميركي الى المحادثات السودانية والذي كان وراء فكرة انتقال اجتماع مجلس الامن الى نيروبي "اريد ان اكون واضحا: العنف والفظائع المرتكبة في دارفور يجب ان تتوقف الان". كذلك رحب اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر بتبني القرار بالاجماع معتبرين انه يفتح الطريق لصدور قرار بشأن النزاع في دارفور. ويشهد السودان، اكبر بلد افريقي حربين اهليتين واحدة في الجنوب بدأت في 1983 واخرى في الغرب في منطقة دارفور منذ فبراير 2003 وتسببت بحسب الامم المتحدة باسوأ ازمة انسانية حاليا في العالم. وكان مجلس الامن هدد في قرارين سابقين صادرين بشأن دارفور في 30 تموز/يوليو و18 ايلول/سبتمبر، حكومة الخرطوم بفرض عقوبات ان لم تضع حدا للتجاوزات التي ترتكبها ميليشيات الجنجويد الموالية لها بحق المدنيين في هذه المنطقة غرب السودان. لكن مجلس الامن لم يصوت لفرض عقوبات في قراره الجديد المتعلق بالسودان، مع ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اكد الخميس ان الوضع "مستمر في التدهور" في دارفور داعيا المجلس الى اتخاذ "خطوات عاجلة". وفي قرار نيروبي تعهد مجلس الامن الدولي بموجب القرار "بمساعدة الشعب السوداني في جهوده لبناء وطن مسالم وموحد ومزدهر فور ابرام اتفاق سلام شامل (في جنوب السودان)". فالجنوب السوداني المأهول الذي يضم حوالى عشرة ملايين نسمة محصور ومدمر بعد اكثر من عقدين من الحرب في اطول نزاع دائر الى الان في افريقيا. لكن تعهد مجلس الامن بتقديم المساعدة الدولية مشروط. فهو يربط المساعدة باحترام "الاطراف" ل"جميع التزاماتها خصوصا تلك التي قطعتها في ابوجا ونجامينا" في اشارة الى بروتوكولي اتفاق امني وانساني بشأن دارفور واتفاق وقف اطلاق النار في هذه المنطقة نفسها تم توقيعهما على التوالي في نوفمبر وفي ابريل. وفي ملحق بالقرار وقعت الحكومة السودانية وحركة المتمردين الرئيسية في الجنوب السوداني اليوم الجمعة اعلانا تعهدتا فيه بابرام اتفاق سلام نهائي "في 31 كانون الاول/ديسمبر 2004 على ابعد تقدير". وينطلق مجلس الامن الدولي من مبدأ ان ارساء السلام في الجنوب الغني بالثروات النفطية سيشكل "اساسا" لقرار بشأن النزاع في دارفور. وقد اوضحت الصين والجزائر وباكستان وروسيا -- التي امتنعت جميعها عن التصويت اثناء تبني القرارين السابقين حول دارفور -- ضمنا انها قررت التصويت مع القرار 1574 لانه لا يتضمن فرض عقوبات. وتجدر الاشارة الى ان الصين وروسيا خصوصا تزودان السودان بالاسلحة. وقد بدأ مجلس الامن بعد ذلك مناقشة الوضع في الصومال البلد الواقع في منطقة القرن الافريقي الذي يحاول الخروج من الفوضى المستمرة منذ 13 عاما.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
