مجلس الأمن يجتمع لأول مرة في كينيا للضغط على السودان وحركة قرنق من أجل التوصل لاتفاق سلام ووقف الصراع في دارفور
سودانيزاونلاين 11/15 11:42م
الخرطوم:الوكالات يتوجه اعضاء من مجلس الامن الدولي الى كينيا اليوم، للضغط من أجل انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ 21 عاما بين حكومة الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق والعمل على وقف صراع آخر في دارفور. وهذه الرحلة نادرة من نوعها فهي المرة الرابعة التي يجتمع فيها مجلس الامن خارج مقره في نيويورك منذ أكثر من 50 عاما، ونظمها المندوب الاميركي في المجلس جون دانفورث الذي كان قبل 3 سنوات مبعوث ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لبدء محادثات سلام بين الشمال والجنوب. وتشارك الحكومة السودانية برئاسة وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ووفدي مباحثات السلام في ابوجا بقيادة الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة، ونيفاشا بقيادة امين حسن عمر وادريس محمد عبد القادر في اجتماع مجلس الامن الذي سوف يعقد غدا وسوف يخصص لقضايا الامن والسلام في افريقيا مع التركيز على قضايا السودان والصومال. واعلنت مصادر «ان الوفد الحكومي سوف يشارك بخطاب في اجتماع المجلس يركز فيه على إنجازات الحكومة لتسوية الاوضاع السودانية عبر مفاوضات نيفاشا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق، ومفاوضات ابوجا مع حركتي التمرد في دارفور، والقاهرة مع التجمع الوطني المعارض». وقالت مصادر بالامم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: «ان اجتماعات مجلس الامن في نيروبي ليس لتهديد السودان وانما لتقديم الوعود والمساعدات اللازمة لتسوية الاوضاع في البلاد»، وأضافت «ان المجلس سيناقش مشروع قرار يتعلق برسم العقوبات على السودان وتقديم العون في مجال السلام واعادة النازحين واللاجئين الى مناطقهم». وكانت اتفاقات أولية قد وقعت بين الحركة الشعبية والحكومة من شأنها تغيير هيكل الحكومة السودانية التي تعيش في حروب مستمرة منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1956 باستثناء11 عاما من الهدوء. وليس من المتوقع استكمال اتفاق نهائي هذا الاسبوع في نيروبي، حيث أجرت الخرطوم محادثات مع متمردي الجنوب. وعلى افضل تقدير يتوقع الدبلوماسيون التوصل الى مذكرة تحدد موعدا لاتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام. وقال دانفورث أن من المهم بالنسبة لمجلس الامن أن يؤكد للجانبين أهمية استكمال عملية السلام بين الشمال والجنوب، والتأكد من ألا تبدو الاتفاقات مرة أخرى وكأنها كتبت «بالحبر السري». وسيجتمع سفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن وكوفي انان الامين العام للامم المتحدة مع وزراء سودانيين وزعماء المتمردين ومسؤولين افارقة. وتحث مسودة قرار سيجري تبنيه في نيروبي الاتحاد الاوروبي ودولا أخرى والبنك الدولي على وضع برنامج للتنمية يشمل اسقاط الديون لكافة الاطراف في السودان فور التوصل الى اتفاق. ولن يتحقق الكثير من المساعدات اذا لم يتحقق احراز تقدم في منطقة دارفور، حيث أخرج نحو 2.1 مليون من القرويين الافارقة من ديارهم على أيدي ميليشيات من أصل عربي شكلتها حكومة الخرطوم في بادئ الامر للتصدي لتمرد هناك وتقوم بعمليات اغتصاب وقتل وسلب. وقال دانفورث «من الواضح أن بقية العالم لن يقدم المساعدة اذا توصلوا لاتفاق بين الشمال والجنوب وفي اليوم التالي بدأوا في قصف القرويين في دارفور». وتدهور الوضع في دارفور الاسبوع الماضي مع اجبار الحكومة القرويين على مغادرة مخيماتهم والعودة لديارهم، حيث يخشون هجمات الميليشيات. ويعتقد مسؤولو الامم المتحدة أن الخرطوم فقدت سيطرتها على بعض الميليشيات العربية وأن متمردين أفارقة يتعمدون استفزاز مسؤولي الحكومة وحلفائهم حتى يتدخل المجتمع الدولي. وترجع جذور الصراع المعقد في دارفور الى سنوات من المناوشات المحدودة بين البدو العرب والمزارعين الافارقة على المرعى ومصادر المياه المحدودة والاراضي الصالحة للزراعة في منطقة دارفور الصحراوية. ويقاتل جيش تحرير السودان قوات الحكومة وحلفاءها منذ أوائل عام 2003. وفي ما يتعلق بدارفور يتفاوض مجلس الامن حتى الآن وتطالب باكستان والجزائر وغيرها بلهجة أقل حدة مع الخرطوم في حين ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك. ومع ذلك يعتقد جميع أعضاء المجلس أن التوصل لاتفاق بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب سيكون بمثابة نموذج سياسي لدارفور.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com