اخر الاخبار من السودان

في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية: صراعات السودان تتطلب حلا مشتركا

سودانيزاونلاين
11/14 7:45ص

الخرطوم - من:أولريك كولترمان د ب أ
عند مشاهدته من الجو يمكن ملاحظة أن إقليم دارفور منطقة وعرة شديدة الجفاف. وتنتشر بالاقليم نقاط رمادية اللون حتى ليخال إلى الناظر إليها أن شخصا ما قد أطفاء بها سجائر عملاقة . وهذا ما حدا بأحد ركاب طائرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت تنقل عاملين من عدة منظمات للاغاثة في دارفور إلى وصف قرى الاقليم بأنها " قري محترقة تماما".
ويفرك هذا المسافر راحتي يديه بصوت حتى يسمع صوتهما ويضيف " هذه القرى صارت إلى زوال وانتهي أمرها. وسكانها إما قضوا أو فروا منها".
وما من أحد يعرف كم عدد القرى التي هجرها سكانها. وحسب تقديرات الامم المتحدة فإن عدد الموتي في هذه القري بلغ 70 ألفا وهو ما يعكس حقا " حجم الكارثة الانسانية" في الاقليم. كما أن حوالي 1.6 مليون شخص قد اضطروا لمغادرتها.
وفي هذا الاسبوع يرسل مجلس الامن الدولي بعثة خاصة إلى العاصمة الكينية نيروبي للتعامل مع المشكلة في السودان الذي يمزقه الحرب والذي يعتبر أيضا من الدول المنتجة للنفط.
والحقيقة أن صور الاطفال الذين يتضورون جوعا من أبناء اللاجئين الفارين من دارفور قد دفعت بالحرب الاهلية بين شطري السودان في الشمال والجنوب إلى الخلفية. وفي إطار الحرب الاطول التى تدور الان في أنحاء القارة فإن الحكومة المسلمة في الشمال تخوض معارك ضد الجنوب غير المسلم الغني بالنفط.
وتقيد تقديرات بأن مليوني شخص قد ماتوا من جراء الصراع الذي تفجر في السودان قبل 21 عاما.
وقال ممثل في الامم المتحدة إنه بدا أن صراع الشمال-الجنوب شارف على التوصل إلى اتفاق للسلام بعد أعوام من المفاوضات عندما تفاقمت أزمة دارفور. ويضيف أن شمال وجنوب السودان مرتبطان بشكل مباشر " إذ أن المتمردين في دارفور لاحظوا أن الخرطوم مستعدة لاستخدام العنف لاقتسام ثروات البلاد".
وقال الدبلوماسي إن الحكومة ردت على هجمات المتمردين بقوة وحشية. "فقد اتبعت الحكومة نفس النهج في دارفور والذي كانت قد سلكته من قبل في الجنوب حيث أنها عمدت إلى إثارة التوترات المحلية والميليشيات المسلحة وأطلقت يدها".
وفي الوقت الذي تلعب فيه الخلافات الدينية والمخزونات النفطية دورا في الصراع الاقدم نجد أنه في دارفور يقاتل المسلمون المسلمين. إذ أن الخلافات تدور بين أفارقة يمتهنون الزراعة وعرب يمتهنون الرعي.
وقال أحد سكان الفاشر في شمالي دارفور " من قبل كنا على وفاق فيما بيننا..وكان العرب يطلقون ماشيتهم لكي ترعي في الحقول بعد الحصاد. وبعد ذلك أضرمت الحكومة نيران العنصرية بين الجماعتين".
الحقيقة أنه من المتعذر غالبا من الناحية الظاهرية التفرقة بين" العرب" و "الافارقة" في دارفور حيث يوجد العديد من الاسر المختلطة.
وقد التزم المجتمع الدولي الصمت طويلا حيال الممارسات التي ترتكب في دارفور لئلا تتعرض للخطر المفاوضات الجارية بين الشمال والجنوب. وفي الوقت ذاته فإن ثمة إجماعا قد تزايد بأنه يمكن التوصل إلى حل واحد فقط للصراعين.
وقال دبلوماسي غربي " مفتاح حل الازمة في دارفور يكمن في نيفاشا" وكان يشير بذلك إلى تلك المدينة الصغيرة في كينيا حيث جرى مؤخرا التوقيع على اتفاق جزئي مهم بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين.
وقال الدبلوماسي إنه عندما يتم التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق مع الجنوب فإن دارفور سوف تستفيد أيضا منه كما سيكون للاقليم نصيب أكبر في عملية صنع القرار السياسي.
وكانت الخرطوم ومفاوضو حركتي المتمردين حركة التحرير الشعبي وحركة العدالة والمساواة- قد وقعوا بروتوكولين في نيجيريا بعد أسبوعين من المفاوضات التي توسط فيها الاتحاد الافريقي في أبوجا.
وتدعو إحدى الاتفاقيتين إلى وقف عمليات القصف الجوي لدارفور بينما تدعو الاخرى إلى تسهيل توزيع مواد الاغاثة الدولية في المنطقة حيث لقي 70000 حتفهم بسبب المجاعة وأعمال العنف والمرض منذ الحرب التي بدأت في أوائل عام 2003.
وتدعو الاتفاقيتان أيضا إلى وقف الهجمات التي تشنها ميليشيا جانجاويد المتهمة من قبل المتمردين بالحصول على دعم الحكومة للقضاء على سكان دارفور.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved