المتابع لنشاطات الجالية السودانية بمنطقة واشنطن الكبرى لا تخفى عليه المحاولات اليائسة والمتكررة من لجنة الجالية لتحييد وتدجين جموع السودانيين بالمنطقة وشغلهم من التفاعل الجاد مع قضاياهم الأساسية والتى تهمهم وتهم وطنهم الأم (السودان).
ان دعاوى فصل العمل السياسى وعزله من نشاطات الجالية هى دعاوى لا أقول حق اريد به باطل بل بالأحرى اقول دعاوى باطل اريد به باطل. تلك الدعاوى المشبوهة تهدف فى المقام الأول الى تعطيل النشاط السياسى المعارض للنظام وخلق جالية سودانية سلبية محايدة فى اسواء الأحوال او موالية للنظام فى احسنها. لقد ظلت هذه الجالية ومنذ ان بدات نشاطها فى العمل وبكل جد الى تقريب وجهات النظر وتلطيف الأجواء بين المعارضة وسفارة النظام فى محاولات يائسة لتطبيع العلاقات بين اعداء النظام من السودانيين فى المهجر وسفارة النظام .
ان الهدف من ذلك هو خلق جالية سودانية غير معارضة وغير منفعلة بالأحداث الجارية على قرار معظم الجاليات الموالية للنظام فى منطقة الخليج والسعودية حيث الجالية هى احدى الوسائل الفعالة لتمرير سياسات نظام الخرطوم وحيث يصعب الفصل بين مكتب الجالية وسفارة النظام.
ان ما تقوم به الجالية الحالية لايخفى على احد فكلها محاولات يائسة تهدف الى تكسير العمل السياسى وهناك ادلة كثيرة لتوضيح ذلك يمكن تلخيصها فى الآتى :-
1/ منذ ان استلمت هذه اللجنة مهامها قام المدعو منتصر جمبلان سكرتير الجالية بزيارة الى الخرطوم والتقى بمدير تلفزيون النظام وطلب منه مد الجالية بمعلومات ومواد اعلامية عن السودان بداية للتعامل الواضح مع النظام وهى خطوة الهدف منها استخدام منبر الجالية كمنبر او بوق اعلامى للنظام يحدث هذا من سكرتير الجالية والذى يؤكد دائما ان الجالية بعيدة كل البعد عن العمل السياسى ( ماذا تسمى هذا ياسكرتير الجالية؟؟؟)
2/ احداث دارفور الأخيرة والتى اصبحت الشغل الشاغل لكل العالم والخبر الرئيسى الذى يتصدر كل وكالات الأنباء والصحف وقنوات التلفزيون وبلغ الإهتمام قمته عندما خصص الكونجرس الأمريكى جلسة خاصة لإدانة النظام وتعريف الكارثة فى دارفور بانها إبادة جماعية (Genocide). والغريب فى الأمر هذه الجالية المشبوهة صمتت عن هذا الأمر صمت القبور وكأن دارفور هذه فى القطب الشمالى والسبب واضح , كارثة دارفور هى أسوا الأزمات التى يمر بها نظام الخرطوم حالياً وهدف الجالية هو صرف الأنظار وتحييد العمل السياسى لذا لزمت الصمت. الغريب فى الأمر حتى الجانب الإجتماعى فى قضية دارفور لم يطرأ على بال لجنة الجالية درءا للشبهات.
3/ خلال شهر رمضان الكريم أقامت الجالية سلسلة من المناسبات , إفطار رمضان , ليالى ثقافية الخ ....... وكانت إحدى هذه الليالى ندوة عن الثقافة السودانية وكان المتحدث فيها د. عبد الله على ابراهيم المعروف بمواقفه الواضحة المؤيدة لنظام الخرطوم , وكان سفير النظام الخضر هرون من ضمن الحضور بدعوة كريمة من لجنة الجالية ( ماذا تسمى ذلك ياسكرتير الجالية؟؟ ندوة عن الثقافة ! دعوة سفير النظام ! المتحدث فى الندوة من منظرى النظام ! نريد مزيدا من التوضيح؟؟
4/ ندوة الثقافة السودانية تمت ومشكلة دارفور الى الآن تتصدر الأنباء , عن أى ثقافة تتحدثون ؟ ثقافة المذابح الجماعية والتطهير العرقى والتشريد القسرى والتجويع اليومى والقهر والظلم وفى شهر رمضان والسؤال كيف يمكن ان نتحدث عن ثقافة بمعزل عن الظروف السياسية الراهنة وقديما قال وزير ثقافة جمهورية الرايخ الثالث (عندما اسمع كلمة ثقافة اتحسس مسدسى.)
الأخوة والأخوات الأعزاء ماهى الجالية السودانية ؟ الجالية السودانية هى تعبير عن الحالة السودانية فى أرض المهجر فبعدنا الجغرافى المكانى والزمانى لايعنى إطلاقا اغترابنا الوجدانى عن الوطن وإنشغالنا بقضايا المهجر لايمكن أن يلقى بظلاله الثقيلة على قضايانا المصيرية فى الوطن الأم فكلنا مدينين لوطننا السودان والذى مازال يرزح تحت نظام الجبهة البغيض . واجبنا كسودانيين فى المهجر العمل وبكل جد وتقديم كل غال ونفيس لخدمة الوطن من خلال التفاعل اليومى والمباشر بقضايا الوطن ومن المستحيل ان يكون عمل الجالية بمنأى عن ذلك ومن الغريب جدا ان يكون تنظيم الجالية معزولا فى برج عاجى عن قضايا الوطن الأم وهموم اهله اليومية ومعاناتهم من نظام القهر والظلم والتسلط . فلينتظم الجميع فى جبهة واحدة متحدة لإسقاط المحاولات اليائسة من اعوان النظام فى لجنة الجالية لتدجين العمل المعارض بدعاوى فصل العمل السياسى من العمل العام وهى دعاوى تهدف الى فصل العمل المعارض عن العمل العام .
نحن فى المنظمة السودانية لضحايا التعذيب شهود العصر عن جرائم هذا النظام سنظل نرصد عن قرب هذه المحاولات اليائسة وسوف نتصدى لها بكل الوسائل المتاحة حتى يتكمن الجميع للعمل والنضال ضد نظام الجبهة البغيض. وكل عام والجميع بخير.
المنظمة السودانية لضحايا التعذيب
واشنطن
نوفمبر