أقرت الأمم المتحدة بعودة ما يزيد عن 70 ألف نازح طوعا الى مناطقهم بولاية جنوب دارفور .
واعترف يان برونك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان باستقرار الوضع الامني في مناطق العودة الطوعية في ساتي، دليبة، ابو عجورة وشطاية عقب الجولة التي قام بها وفدا الحكومة والأمم المتحدة في المناطق المذكورة، مشيداً بالثقة المتوفرة بين قوات الشرطة والمواطنين في هذه المناطق ومستوي الخدمات المقدمة في مجالات الصحة والمياه .
وكشف برونك عن خطة ، قال بانها ستتم مناقشتها في الخرطوم مع اللجنة المشتركة للنظر في كيفية مساعدة العائدين ، إلا انه اكد ان الاعتماد في الخطة سيكون على مواطني المنطقة .
وأشاد برونك بالجهود التي بذلتها حكومة الولاية ولجان التعايش السلمي في إعادة النسيج الاجتماعي بالمنطقة من خلال عقدها لمصالحات بين القبائل المختلفة التي تسكن المنطقة.
وقال برونك خلال جولته، ان الأمم المتحدة جاءت للمساعدة في تحقيق السلام ، إلا انه اكد ان السلام الحقيقي والنهائي لن يحققه إلا اهل المنطقة ، مشدداً على ضرورة اقناع المواطنين بالعودة ، وقال ان ذلك يستلزم ايقاف الحرب اولا ، واضاف ان الامم المتحدة على استعداد لتقديم كافة المساعدات الممكنة من حيث تقديم الدعم والدفع بالمزيد من المنظمات للعمل بالولاية ودعم المحادثات في أبوجا ، لكنه رأى ان المشاكل من القبائل لا تستطيع الأمم المتحدة فعل شئ تجاهها ، داعياً للتعاون مع الوالي والشرطة لحل المشاكل بين القبائل.
ودعا برونك العائدين لمناطقهم تشجيع اهلهم في المعسكرات للعودة لقراهم.
من جانبه ، اكد د/ مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية ، ان الحكومة تشجع وتدعم وتقدم الخدمات الصحية والتعليمية واعادة الاعمار للعائدين في مناطقهم. ونقل د/ مصطفى للعائدين حرص الرئيس البشير على وقف الحرب والعودة بالاوضاع في دارفور الى وضعها الطبيعي في أقرب وقت ممكن.
ودعا مصطفى لتفعيل عمل لجان الصلح والتعايش السلمي بالمنطقة وازالة كل المشاكل والتصالح بين جميع القبائل.
واضاف ، ان الحكومة لن تدخر جهداً لعودة الامور لوضع افضل مما كانت عليه في الماضي وعدم العودة للحرب والعمل على الاستفادة من البرتوكولين الأمني والإنساني اللذين تم التوقيع عليهما في أبوجا قبل يومين.
وأعلن وزير الخارجية خلال مخاطبته امس قيادات حكومة الولاية والجهاز التشريعي واحزاب البرنامج الوطني والإدارة الأهلية بولاية جنوب دارفور، ان العام المقبل سيكون عام السلام وحل كافة قضايا السودان بالجنوب ودارفور وكل الارجاء.
وقال انه سيتم عقد مؤتمر جامع لكل أبناء السودان بكافة قواهم السياسية في الربع الأول من العام المقبل، وسندعو له كافة أصدقاء وجيران السودان للانتقال بالسودان لمرحلة جديدة لذلك لابد ان تتكامل الجهود بين المركز والولايات.
ودعا المؤتمر الوطني أحزاب البرنامج الوطني للتجهيز والاعداد للانتخابات التي ستتم في يناير المقبل للتحول السلمي والديمقراطي من حالة الفوضى الحالية ، مشيراً إلى ان الانتخابات ستجرى وسيتم تنفيذ اتفاق نيفاشا حتى لو لم يتم التوقيع على الاتفاق النهائي .
ورأى ان التحدي الحقيقي سيكون مدى قربنا أو بعدنا من انسان دارفور ، وان صندوق الاقتراع سيقود لدفة الحكم ، مؤكداً ان الباب مفتوح لكافة الأحزاب للمشاركة بما فيها الحركات المتمردة.
واشار وزير الخارجية الى ان الحكومة ستعمل على تشكيل مفوضية خاصة لحل مشاكل الأرض بدارفور . وزاد :لا نريد ان تحل المشاكل بين المتمردين ونترك القضايا الاساسية.
وقال والي جنوب دارفور المهندس الحاج عطا المنان، ان عودة «77» ألفا و 323 نازحا لمناطقهم بالولاية يعتبر اكبر من طاقة الولاية ويحتاج لدعم وجهد من الحكومة بالمركز والمجتمع الدولي ، معلنا عن حاجة الولاية لمواد البناء واحتياجات المدارس والاحتياجات الطبية والبناء والكباري وربط الطرق واستخدام الطلمبات والصهاريج ، مشيراً الى اعتزام ولايته لاقامة قرى نموذجية تتوفر فيها المقومات الاساسية بمواد البناء الثابتة.
ودعا المواطنين العائدين لقراهم لممارسة حياتهم الطبيعية والعودة للزراعة وعدم الاعتماد على الاغاثة من المنظمات ، وقال ان الاسبوع القادم سيشهد توقيع الصلح بين قبائل الفور والترجم والمعاليا والزغاوة بعد اكتمال الصلح بين قبائل المعاليا والرزيقات والداجو والمسيرية وبني هلبة والفور ، داعياً المواطنين لافشاء السلام الاجتماعي بينهم للخروج من الازمة .
ووجه والي جنوب دارفور الشرطة القبض على اي معتدي او خارج عن القانون سواء كان من العرب او غيرهم وابلاغ مراكز الولاية في حالة حدوث اي شئ في مناطق العودة.
من جهتهم ، اكد العائدون في مناطق ساتية دليبة وأبو عجورة وشطاية ، أكدوا استقرار الوضع الامني بمناطقهم وتمكنهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وتعاون الشرطة معهم، الا انهم طالبوا بتقديم المزيد من المساعدات خاصة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية.
حذَّر من وقوع احتكاكات بين القبائل العربية والمتمردين
وصف الحاج عطا المنان ، والى جنوب دارفور البرتوكول الأمني الذي تم التوقيع عليه في أبوجا أخيراً بأن فيه كثيرا من المرونة ، مؤكداً على الالتزام بتنفيذه على أرض الواقع ، داعياً الأطراف الأخرى الى الالتزام به.
واعتبر الوصول إلى اتفاق حول البرتوكولين الأمني والإنساني مؤشراً لتوقيع اتفاق شامل في دارفور وبفتح المجال أمام حوار سلمي بين كافة الأطراف المختلفة.
وأعرب عن أمله بأن يسهم الاتفاق في عودة النازحين إلى مناطقهم وتأمين الطرق وإنسياب السلع.
وأشار الوالى إلى ان تطبيق البرتوكول الأمني على أرض الواقع سيكف الحاجة لاستخدام الطيران والسلاح باعتباره برتوكولا لوقف العدائيات .
وأبدى تفاؤله بامكانية توقيع البرتوكول السياسي في وقت قريب لعدم اختلاف المبادئ العامة لكل أهل السودان ، الممثلة في تطبيق المعايير العادلة لقسمة السلطة والثروة ، مشيراً إلى ان رغبة أهل دارفور يمكن ان ترغم الجهات المختلفة على توقيع اتفاق سياسي، محذراً من امكانية حدوث احتكاكات بين القبائل العربية والمتمردين مالم يقم الاتحاد الأفريقي ممثلاً في قوة المراقبة والصليب الأحمر في إعادة المختطفين.
ووصف عطا المنان الوضع الأمني في ولايته بأنه هادئ ، ولكنه مشوب بالحذر .
وأشار الى وقوع اشتباكات أمس بين القوات المسلحة والمتمردين بطريق نيالا - الفاشر ومحلية عديلة بسبب اعتداءات المتمردين .
ونفى والى جنوب دارفور ما تردد عن انسحاب بعض منظمات الأمم المتحدة من مناطق ولايته ، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي إخطار بانسحاب أية منظمة ، وقال ربما حدث في بعض مناطق غرب دارفور التي تقع تحت سيطرة المتمردين.