الحلو- الحركة الشعبية ليست لديها نوايا لتقسيم السودان , الانفصاليون الحقيقيون هم الجلابة
قور - المركز خدعنا وقيل لنا أن الحركة عنصرية وقامت لتحرير السودان من العروبة والإسلام
قدوم- طريق الحركة الشعبية مسؤلية تضامنية ودونة يكون النهاية
لقد كانت ومازالت الحركة الشعبية لتحرير السودان سباقه في كل الخطوات الايجابيه التي تقود إلى تحقيق السلام خاصة فيما يتعلق بتقريب المسافات وإزالة الضبابية والغموض بين الطرفين لان فترة العشرين سنه من الحرب باعدت المسافات كثيرا فكان لابد من عمل شيء خاصة بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة لذلك كان مؤتمر كل النوبة في كاودا 2-5122002م هذا المؤتمر كان قد جمع كل النوبة من مختلف مناطق السودان والعالم بقياداتهم المختلفة مما أدى إلى فهم الجميع لاسباب الصراع الذي يدور في السودان وبذلك فعل هذا المؤتمر فعل السحر في توحيد النوبة والتشجيع لاقامة المؤتمرات القبلية لإزالة الغموض الذي زرعه نظام الخرطوم بين أبناء الأسرة الواحدة في جبال النوبة .فكان الفهم المتقدم لقضايا السودان عامة وجبال النوبة خاصة مما أدى إلى إعلان اغلب القبائل بالجبال انضمامها للحركة الشعبية لتحرير السودان إن لم يكن كلها, وقد كانت من أهم القرارات والتوصيات التي خرج بها مؤتمر كل النوبة هي إقامة مثل هذه المؤتمرات مع الطرف الآخر خاصة مع القبائل العربية المقيمة بالمنطقة ومن ثم إقامة مؤتمر جامع لكل سكان جبال النوبة لوضع الأسس السليمة للتعايش السلمي بالمنطقة بعد توقيع اتفاقية السلام الشاملة والعادلة في السودان .
وامتدادا لهذه المؤتمرات واللقاءات قررت قيادات الحركة الشعبية في إقليم جبال النوبة إقامة الاجتماع التشاوري الأول لقيادات المجتمع المدني بين طرفي النزاع للتلاقي وإجراء الحوارات والتشاور فيما يتعلق بوضع الإقليم بعد السلام المرتقب وكيفية التعايش بين مختلف القبائل والأعراق في المنطقة , وقد نجحت تلك المساعي الحميدة في دعوة قيادات مختلفة من القبائل القاطنة في المناطق المسيطرة عليها حكومة الخرطوم ومن أهم هذه القبائل التي حضرت للاجتماع التشاوري هي:-
1- قبائل المسيريةالحمر (المجلد)
2- قبائل المسيرية الزرق (لقاوة)
3-تنظيمات المجتمع المدني بالخرطوم .
4- الحزب القومي السوداني المتحد (المعارض) .
5- الإدارة الأهلية (هيبان).
6- الإدارة الأهلية تقوي, الفيض أم عبد الله .
7- الإدارة الأهلية العباسية تقلي .
8- اتحاد المرأة بالسودان الجديد- الخرطوم.
9- وفد الحركة الشعبية بورتسودان .
10- قبائل الفلاتة بالمنطقة.
ويلاحظ أن هناك بعض القبائل جاءت إلى كادقلي بغرض الوصول إلى كاودا لحضور هذا الاجتماع لكنها لم تتمكن من الوصول لاعتراض ومعاكسات ألا جهزه الأمنية لنظام الخرطوم في كادقلي وهي :-
قبائل دار نعيلة ودار بخواة ودار شلنقو و دار بتي
كان من المفترض أن يبدأ هذا الاجتماع في يوم 296-172004م ولكن للمضايقات السالفة الذكر اجل الاجتماع إلى 306 .
جاء هذا الاجتماع في مرحله دقيقة وحساسة من تاريخ إقليم جبال النوبة خاصة والسودان مقبل علي السلام الشامل مما يتطلب التحول والانتقال والتغيير من القاعدة إلى القمة أي من الإنسان أو المواطن البسيط الذي يعيش في القري والبوادي لانهم هم لاكثر تضررا من النزاع المسلح الذي يدور في السودان. كان جملة المشاركين في هذا الاجتماع 105 مشارك جاء 65منهم من المناطق التي تسيطر عليها حكومة الخرطوم و50 من مناطق الحركة الشعبية لتحرير السودان افتتح اللقاء التشاوري القائد عبدالعزيز آدم الحلو سكرتير الإقليم بخطاب ضافي وشامل أوضح فيه اهتمام الحركة الشعبية بالاتصال مع الطرف الآخر منذ دخولها إلى جبال النوبة في 1987م وذلك لشرح الأهداف والمبادئ التي تتمثل في مقاومة الظلم والطاغيين وبما أن كل سكان المنطقة بمختلف أعراقهم وقبائلهم مظلومون دون استثناء كان لا بد من تضافر الجهود والعمل معا للنهوض بالمنطقة. وذكر أن النتائج التي سيتمخض من السلام المقبل سوف يجني ثماره جميع سكان الإقليم دون استثناء أو إقصاء لاحد وهذا يتطلب اتحاد الجميع والعمل معا من اجل التصدي للمسئوليات التي تلقيها علي عاتقنا المرحلة التاريخية الراهنة للنهوض بالإقليم ومواكبة عجلة التقدم بانتشال شعبنا من هوة التخلف والظلم الذي عانيناه طويلا . وفي ختام خطابة الافتتاحي ناشد الحاضرين لتناول قضايا الإقليم بقلب مفتوح وعقلية كبيرة من اجل وضع الأسس المتينة التي تمهد لمستقبل جديد وسودان جديد أساس جديد يضمن المساواة والعدالة والديمقراطية التعددية وتمني أن يكون هذا اللقاء بداية للقاءات متواصلة واكثر شمولية حتى نضمن مشاركة جميع أبناء الإقليم ومساهمتهم في التخطيط والعمل السليم لمستقبل الإقليم .
وبعد ذلك بدأ الاجتماع في جو يسوده التفاهم والتوادد خاصة عندما اتفق الطرفان بطريقة ديمقراطية علي اختيار رئاسة دورية لادارة الجلسات حيث تم انتخاب كل من خميس كوكو قدوم ممثل وفد المسيرية والقائد دانيال كودي ممثل الحركة الشعبية ويلاحظ أن الوفود التي وصلت وشاركت في هذا الاجتماع مثلت الشرائح التالية :-
1- المعلمين 2- الأكاديميين (محاضرو وأساتذة الجامعات)
3- الأطباء والمهندسين 4- قيادات الإدارات الأهلية والمجتمع المدني
5- الأحزاب السياسية الوطنية 6- اتحاد النساء
7- المنظمات الإنسانية الطوعية 8- طلاب الجامعات والمعاهد والخريجين .
وقد قدمت أوراق تم مناقشتها في هذا الاجتماع التشاوري أهمها :-
1- ورقة جذور المشكلة .
2- ورقة تجربة الأحزاب السياسية وفشلها في تقديم الحل السليم للمشكلة السودانية
3- ورقة التعايش السلمي
بالإضافة للتنوير الشامل الذي قدمه القائد دانيال كودي للبروتوكولات الستة التي تم توقيعها مؤخرا في كينيا بين طرفي التفاوض .
-الورقة الأولى التي تم مناقشتها هي ورقة جذور المشكلة السودانية ,قام بأعدادها طلبة العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية تحت إشراف القائد اسماعيل خميس جلاب وفيها تم تحليل جوهر المشكلة السودانية بصورة علمية أكد من خلالها رصيد السودان عامة وجبال النوبة خاصة بالتعددية والتنوع الموجود عبر التاريخ الماضي وان قبول واحترام والعمل بهذا التنوع هو الحل الناجع للأمراض التي أنهكت كاهل أهل السودان , ويمكن تلخيص محتوي الورقة علي النحو التالي :-
1- السودان عامة وجبال النوبة خاصة تقطنه قبائل وشعوب لها لغاتها , ثقافاتها , أديانها ومورثاتها ولها الحق في التعبير عن تلكم القيم
2- التنوع الموجود في الإقليم ينبغي أن يكون عنصرا إيجابيا واضافه حقيقية للرصيد التاريخي وليس سببا للتشتت والتشرزم .
3- مصادرة الحقوق الأساسية والإقصاء السياسي , الاجتماعي, كرس التهميش والاضطهاد مما عمق من جذور المشكلة .
4- الغياب التام لقواعد العدل والمساواة ولد رد الفعل الموضوعي وهو اتخاذ الوسائل الغير سليمة لاسترداد الحقوق .
5- انحياز الحكومات التي جاءت بعد الإنجليز بصورة مطلقة إلى جانب قوميات واديان بعينها واستعدائها المنظم لمجموعات عرقية معينة فاقم الأزمة ,
6- استغلال موارد الإقليم وتسخيرها ضد السكان في المنطقة لتدمير البنية التحتية المعدمة أصلا عمق جذور المشكلة
هذه الورقة تناولت الكثير من جذور المشكلة لكنني اختزلت الكثير منها لضيق المساحة هنا . ولكن هذه تمثل نموذج مصغر لاسباب الغبن الاجتماعي والسياسي في المنطقة.
-الورقة الثانية تناولت تجربة الأحزاب السياسية واسباب الفشل ,اشرف علي إعدادها مدير التعليم الرفيق المقدم سايمون كالو حيث استعرضت الورقة الخلفية التاريخية لتكوين الأحزاب السياسية في السودان ودورها في تشكيل الدولة السودانية الحديثة بدءا بتوحيد شعوب السودان حول فكرة استقلال السودان حينما كانت السيطرة والهيمنة للقوي الشمالية والبداية الخاطئة في تطبيق سياسة السودنة مما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية في 1955م ورغم ذلك واصلت الأحزاب التقليدية سياسات الإقصاء وعدم الاعتراف بالحلول السلمية للقضايا العالقة في الصراع السوداني واهم ما تميز بها حقب الديمقراطية هي كثرة الصراعات والتناحرات داخل الأحزاب وفيما بينها بدلا من الالتفات إلى المشاكل الأساسية التي تهدد كيان السودان , أدى ذلك إلى دخول الأنظمة الشمولية كشريك أساسي في الحكم والذي كان صوره طبق الأصل من الأنظمة الديمقراطية في الاستبداد وقهر الغلابة , ووضحت الورقة حقائق كثيرة تتطلب التعامل معها بشجاعة وشفافية لكي يسود الأمن والاستقرار في السودان وهي في مضمونها لا تختلف كثيرا عن ما جاءت في ورقة جذور المشكلة حيث تناولت جغرافية الأرض وطبيعتها من حيث التنوع والموارد والتركيبة السكانية,اللغات,الثقافات والاثنيات وأهمية احترام تلك التعددات والتنوعات الموجودة.
-الورقة الثالثة كانت عن التعايش السلمي واشرف علي إعدادها الرفيق احمد بحر هجانة وتم فيها تعريف التعايش السلمي علي انه هو قبول الآخرين وذلك باحترام قيمهم ,ادياناتهم,وثقافاتهم مما يعني عدم تعالي قبيلة علي أخرى أو دين علي دين أو تفضيل ثقافة علي أخرى, وعددت الورقة الأسباب التي أدت إلى عدم الاستقرار في المنطقة في الآتي :-
1- الاستعلاء اللغوي والديني وذلك في تكريس أن اللغة العربية والدين الإسلامي هما الأفضل علي الأخريات مما أثار حفيظة معتنقي الديانات الأخرى ومتحدثي اللغات الأخرى.
2- الاستعلاء الثقافي والاجتماعي .
3- عدم الالتزام بمسارات المواشي والقوانين الغير عادلة في فض النزاعات .
4 -ملكية الأراضي وانتزاع بعضها من أصحابها الحقيقيين وتمليكها لآخرين لا علاقة لهم بالمنطقة خاصة الأراضي الزراعية .
5- الاستعلاء العرقي والتي تمثل في العقلية العربية في التعالي وعدم الاحترام والفهم الانتهازي من قبل الرعاة .
6- تعبئة المركز للقبائل غير النوبية بالخطاب الديني والعربي وتزويدهم بالأسلحة للقضاء علي النوبة.
7- استخدام المركز للمثقفين من الجانبين في تأجيج نيران الفتن والفرقة والشتات.
وقد وضحت الورقة الآليات المناسبة للتعايش السلمي في المنطقة والمتمثلة في الآتي :-
2- لاعتراف بالتعددات الموجودة واحترامها .
3- تحديد المسارات ومواقع الرعي والمياه وكذلك الزراعة لسد أية فجوة مؤدية إلي الاحتكاك.
4- وضع وسن قوانين عادلة ورادعة للانصاف بين الأطراف المتنازعة .
5- مناشدة المثقفين والنخب للارتقاء إلي مستوي المرحلة وذلك استعدادا للسلام المقبل وتحدياته
المداخلات
وكان قد صاحب استعراض هذه الأوراق مداخلات كثيرة ومهمة لكني سأستعرض جزء منها لضيق المساحة ,أهم هذه المداخلات كانت من نصيب :-
1- الرفيق خميس كوكو قدوم ممثل وفد المسيرية لقاوة الذي أكد أن وضوح طرح الحركة الشعبية هو سبب قدومهم لمعرفة الكثير وامن علي أن سبب الفشل وعدم الاستقرار ناتج من فشل السياسات السابقة كما أكد بان طريق الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هو مسؤولية تضامنية ودونه يكون النهاية.
2- محمد سليمان قور ممثل وفد المسيرية المجلد, ذكر أن إلغاء ولاية غرب كردفان وضمها إلى جبال النوبة كان مرفوضا من قبل بعض المتطرفين لدينا والتمس العذر من الحضور قائلا كنا بدلا من أن نحارب معكم حاربناكم لان المركز خدعنا وقيل لنا أن الحركة زنجية عنصرية تسعي لتحرير السودان من الإسلام والعروبة وانطلت علينا الخدعة وكنا نحاربكم كأعداء وعندما تسربت اطروحات الحركة الشعبية والمنفستو بدأنا نشك في الفرية وبعد الاتفاقية عرفنا أننا كنا نحارب عن المركز, وقال بأننا جئنا بقلب مفتوح لنضع أيدنا في يد الحركة الشعبية والرؤية المستقبلية لان برنامج الحركة كبير ويحتاج للكثير ,أما فيما يتعلق بالدين ذكر قور بان الدين أفيون الشعوب ولكننا تحصنا من ذلك وقال أيضا نحن جئنا لدفن المرارات ويجب أن نتجاوز كل هذه المحن.
3-احمد منصور ( العباسية) قال في عام 1955م عندما التقي الشمال والجنوب قبل الاستقلال طالب الاخوة في الجنوب بالفدرالية ووافق الشماليون بذلك لكنهم تنكروا بعد الاستقلال ,وعند مناقشة الدستور سأل الأب فيليب عباس غبوش الدكتور حسن عب دلله الترابي,هل يحق لغير المسلم أن يحكم ؟ قال له الترابي لا,فانسب الاخوة المسيحيون وانهزم مشروع الدستور .والمهم هنا ليس الدين, المهم هو قيمة الإنسان , تعامله وخدمته للناس فالناس أحرار فيما يعتنقوا لذلك أرجو أن تعمل الحركة الشعبية في المرحلة القادمة للعمل الفكري .
3- إبراهيم يحي والي دار فور سابقا ذكر بانه كان مخلصا مع هذا النظام في عمله حيث شغل وظائف كثيرة ابتداء من المتمة ودنقلا وزيرا للتربية وانتقلت إلى شمال دار فور وغربه وزيرا للشئون الاجتماعية ثم واليا وذكر بأنه ادري بشعاب هذا النظام الذي لا يعرف العهود وسيكشف عوراته في الوقت المناسب وقال بان الحركة الشعبية زناد لصناعة السودان الجديد.
4- ياسر محمد احمد , منظمات المجتمع المدني تحدث موضحا التساؤلات التي كانت تدور حول بجبل الدائر ومغالطات الحدود قائلا كان هناك اتفاق شفهي بين المدير التنفيذي لرشاد والآخر في أم روابة في عام 1974حول توزيع سكر التموين علي إنزال سكر التموين الخاص بجبل الدائر في أم روابة للتوزيع بدلا من إحضاره إلى رشاد وترحيلة مرة أخرى إلى جبل الدائر لقرب المسافة هناك,وقال بأنه لا يوجد أي قرار رسمي وصريح لضم جبل الدائر إلى شمال كردفان.
5- البلة عز الدين , المسيرية لقاوة , تحدث موضحا التساؤلات التي كانت تدور حول منطقة الحجيرات ذاكرا بان هذه المنطقة أي الحجيرات تتبع لمحلية الكدام ومحلية الكدام تتبع لولاية جنوب كردفان.
وما يجدر ذكره هنا هو أن هاتين المنطقتين أثارتا جدلا كبيرا في المفاوضات بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان بنيفاشا .
6- الرفيق سايمون كالو , مدير التعليم بالإقليم تحدث مجاوبا عن التساؤلات الكثيرة التي دارت حول التعليم والاختلافات الكبيرة في المناهج وطرق التدريس بين المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ومناطق نظام الخرطوم ,قال كالو بان التعليم سيكون واحدة من معضلات وتحديات التي ستواجهنا في المرحلة القادمة لذلك يجب مواجهتها بشجاعة للمصلحة العامة, لان نظام الخرطوم غير راضي عن مناهجنا و فيما يختص باستخدام اللغة الإنجليزية لغة أو وسيلة للتعليم قال بان اللغة الإنجليزية كانت أصلا هي وسيلة التعليم في السودان ولكن الحكومات التي جاءت بعد الإنجليز انتهجت سياسة التعريب الإجباري دون مراعاة للمصلحة العامة وكان الهدف من ذلك هو هدم اللغة الإنجليزية أدي ذلك إلى هدم التعليم الآن بصورة مذرية ومخيفة . بالنسبة لنا في مناطق الحركة الشعبية فلسفتنا واضحة لان اللغة الإنجليزية لغة علمية فالمراجع والمصطلحات العلمية والعالمية تأتى بها ليس هذا فحسب بل كل المصنوعات والمنتجات التقنية تأتى بها فلماذا لا نعتمد عليها , هذا لا يعني التقليل من أهمية اللغة العربية خاصة بعد أن أصبحت قصرا لغة غالبية أهل السودان , فهي ستدرس كمادة في المنهج ولها أهميتها لذلك لا داعي للقلق خاصة بعد أن وضح أمر اللغات واستخدامها في اتفاق سلام السودان والذي نأمل آن يتم تنفيذه.
وفي ختام الاجتماع التشاوري توصل المجتمعون إلى التوصيات التالية:-
1- ضرورة إقامة مثل هذه الاجتماعات التشاورية والمؤتمرات علي مستوي المحافظات .
2- تعزيز مبدأ التعايش السلمي من خلال حل المشكلات الأساسية .
3- تكوين نواة من هذا الاجتماع لتكون أساس لأي مؤتمر قادم علي أن تكون المؤتمرات دورية في الإقليم.
4- توصيل رسالة عاجلة لدعوة الأمراء والعمد والمكوك علي مستوي الإقليم أتقرب اجتماع للتنوير بصورة افضل واضح لكل ما يحدث في شأن المنطقة .
5- العمل لدفع شرائح من الشباب إلى مناطق الحركة الشعبية في جبال النوبة لاخذ الدراسات في العلوم السياسية والاستراتيجية والعودة إلى الدخل للقيام بالعمل التعبوي السليم الذي يخدم مصالح شعوب المنطقة .
6- نشر ثقافة السلام داخل الأسرة والمجتمع لتصبح سلوك عام تساهم وتساعد علي التعايش السلمي بين كل المجتمعات في الإقليم .
7- تحديد برامج ولقاءات ثابتة للنساء بين الطرفين وبناء مركز باسم أول شهيدة في الحركة بالمنطقة لتقام فيها الدراسات السياسية,الثقافية والعلوم الاجتماعية.
8- إقامة التدريبات والكورسات الخاصة بفض النزاعات للمزارعين والرعاة وتوعية النساء الحكامات فبدلا من إشعال نيران الحرب والفتن يتم تحويل أشعارهن وأغانيهن لبناء السلام .
10- عمل أناشيد حماسية لأدبيات الحركة مع مراعاة المورثات الاجتماعية .
11- تكوين جسم مشترك لشرح البروتوكولات الستة برعاية اللجنة العسكرية المشتركة .
12-تأييد وتوثيق ودفع الخطوات التي تقوم بها قياداتنا عبر إرسال البرقيات إلى قيادات الحركة الشعبية في المفاوضات .
وقد اختتم القائد عبدالعزيز ادم الحلو الاجتماع التشاوري بخطاب صريح تناول فية الصراع الجدلي الذي يدور بين المركز والهامش وصعوبة تغيير هذا الجدل الذي تحول بمرور الوقت إلى حرب ولن يكون هناك سلام ما لم يكون هناك حل لهذا الجدل واحادية الأنظمة التي حكمت السودان ( الأحادية العرقية )مثل البعث العربي الذي لم يولد إلا الشقاء للشعب السوداني وفشل رجال الدين والماركسية أيضا في حل الإشكال . وذكر بأنة هناك نظرية جديدة لهدم هذه الجدلية القديمة, وقال بما أنة هناك مجتمع سيكون هناك صراع والصراع ظاهرة اجتماعية لا بد منها ولكننا نريد تحويل هذا الصراع ليكون صراعا إيجابيا ونظرية الحركة الشعبية تحاول الإجابة علي هذه الأسئلة مثل الهوية,الدين …الخ لذا تتحدث الحركة عن السودان القديم الذي يعاني من أمراض الأحادية المولدة للاستعلاء العرقي في السودان مما يتطلب ضرورة هدم السودان القديم وبناء سودان جديد علي انقباضة ,سودان يقوم علي المساواة والعدالة والديمقراطية والتداول السليم للسلطة والتنمية المتوازنة ,وقال علينا البحث علي آلية نحافظ بها علي وحدة السودان بشكل جديد أسس جديدة يضمن لكل فرد حقوقه وعلي هذا الأساس يجب أن يتضامن كل المهمشين لتهميش المركز .ووضح بان الوضع سيكون اخطر حال انشقاق السودان لانه في حال انشقاق السودان سيذهب كل جزء بامراضة (الأجزاء تذهب بأمراض الكل )وربما يستمر الصراع آو النزاع بصورة أشرس , وذكر القائد بان الحركة ليست لديها نوايا لتقسيم السودان وأكد أن الانفصاليون الحقيقيون هم الجلابة وتحدث عن المشتركات الكثيرة التي تجمع أبناء ولاية جبال النوبة مثل المواطنة والمصالح المشتركة بالإضافة للتهميش المشترك من المركز وذكر بان النوبة ربما يكونوا احسن حالا من العرب البقارة بمختلف أعراقهم من حيث التمثيل علي مستوي المركز علي الأقل كانت لديهم في السابق وزارة مهمشة , واكد علي ضرورة إقامة المزيد من اللقاءات والحوارات لكسر الجمود والجدلية بين المركز والهامش لبناء ولاية جديدة يكون فيها لكل طفل مقعد في المدرسة وطبيب لكل ألف فرد في الإقليم وقال نريد خرطوم هنا , المواطن يأكل ويشرب ويتعالج ويتعلم بحيث لا ندع مجالا لهجرة الناس الي المركز بتوفير المصانع , المشاريع , الشركات الاستثمارية والجامعات .
هذه هي حصيلة الاجتماع التشاوري الأول والذي جاء فريدا عكس ما كنا نتوقعه خاصة بعد معاكسات أجهزة أمن نظام الخرطوم في كادقلي والتي علي أثرها رجعت بعض المجموعات , خاصة بعض قبائل البقارة ونعني الحوازمة بالتحديد لقد كان اللقاء صريحا مثيرا ومفيدا وستسعي الحركة الشعبية في المنطقة لاقامة المزيد من اللقاءات والمؤتمرات, لمزيد من التفاكر لتكوين نوبة جديدة في سودان جديد , ومثلما نريد سودان جديد يسع كل الأعراق والديانات, اللغات والثقافات , نريد نوبة جديدة تكون بمفهوم متقدم وليس بالنوبة العرق أو القبائل أصحاب المنطقة ,نريد أن يفهم كل من يقيم في جبال النوبة بأنة جزء لا يتجزأ أو يقصي من أي برنامج في المنطقة وعلي الجميع أن يستعدوا للقيام بأدوارهم كأصحاب حق لان الاتفاق الذي تم يعتبر بداية حقيقية وخطوة أولى لتحقيق السلام العادل في السودان ولا يتأتي ذلك إلا بالوحدة والفهم المتقدم للمرحلة, لذلك يجب علي العرب آن يفهموا انهم جزء من جبال النوبة وعلي النوبة كذلك آن يفهموا بان الماعون يجب أن يتسع لكي يستوعب كل ألا ثنيات , اللغات ,التراث …الخ لأننا بذلك سنكون أنموذجا لكل السودان في هذا المنعطف الخطير من تاريخهة .
ومن الملاحظات الهامة التي يجب الوقوف عندها وبصورة جادة هي تصرف وسلوك الأجهزة الأمنية لنظام الخرطوم بكادقلي ويبدو أن هذا السلوك الذي لا يتناسب مع التحول المقبل في إدارة شئون السودان ما زال يمارس قي كل أنحاء السودان اعتقالات ,ترهيب , حجز وسجون في اعتقادنا إن دل ذلك إنما يدل علي جمود هذا النظام وعدم الرغبة المتعمدة في مواكبة الأحداث المتسارعة نحو السلام لان منع وعرقلة الوفود القادمة لاجتماع تشاوري كهذا يدل علي العقلية التقليدية المتخلفة الذي يعيشة المسئولين بهذا النظام خاصة بعد توقيع البروتوكولولات الستة والان نحن مع اتفاقية وقف إطلاق النار الشاملة .
ومن الواضح أيضا ان هذا الاجتماع سيعكس مدي وضوح الحركة الشعبية وسماحتها لكل الشعوب القاطنة في جبال النوبة خاصة بعد المكاسب التي تحققت في الاتفاق الذي تم دون إقصاء أو تهميش حتى للذين كانوا يقاتلون دفاعا لهذا النظام ضدها ونعني القبائل العربية وبعض النوبة المغشي عليهم . ونحن واثقون بان ما حدث في هذا الاجتماع سيكون له مردود سياسي واجتماعي إيجابي خاصة لمصلحة المنطقة استراتيجيا لان الوضوح والشفافية اللتين صاحبتا هذا الاجتماع ساعدتا كثيرا في فهم المجتمعون بعضهم البعض وبالتالي النجاح في الوصول إلى نتائج مرضية ستساعد في تغيير مفاهيم الغالبية العظمي في مدن السودان المختلفة عن الحقائق الغائبة عنهم في ظل هيمنة الأجهزة الإعلامية لهذا النظام , ويلاحظ عدم مقدرة القبائل العربية والنوبية المتاخمة لمناطق الحركة من الوصول إلى هذا الاجتماع يبدو أن ألا جهزه الأمنية لهذا النظام قد نجحت في معاكسة ومنعهم ونعني هنا مناطق تلودي,الليري وكادقلي باستثناء أم سردبة .
والمهم هنا وفي ختام هذا التحليل لا بد من الإشادة بالروح الثورية والإصرار وقوة العزيمة لكل الذين وصلوا وشاركوا بآرائهم الثرة التي أزكت و أثرت برامج الاجتماع ويبدو انهم وجدوا الحرية المفقودة هناك لذلك كانت الشفافية والإحساس بالجود , شكرنا موصول لهم ونأمل أن ينقلوا ما سمعوه ورأوه بأعينهم إلى قطاعات الشعب السوداني و حتما لنا لقاء .
ونواصل
توقعوا قريبا 1تحديات السلام في السودان
2 تحليل سياسي للجولات التنويرية لقيادات الحركة الشعبية (جبال النوبة )
3 تحليل زيارة ممثلي صحف الخرطوم لمناطق الحركة الشعبية في جبال النوبة