باول يطلب من الخرطوم التحرك بسرعة لانهاء مأساة دارفور ويتحرك لدارفور
سودانيز اون لاين 6/30 11:15am
بقلم ماتيو لي وسايمون ابيكو الخرطوم - ا ف ب طلب وزير الخارجية الاميركي كولن باول مساء الثلاثاء من الحكومة السودانية التحرك فورا لانهاء مأساة دارفور لتتجنب احتمال فرض عقوبات دولية عليها. وقدم باول لحكومة الخرطوم ثلاثة مطالب هي السيطرة على الميليشيا العربية الموالية للحكومة والمتهمة بتنظيم عمليات قتل جماعية في دارفور، والسماح للمنظمات الانسانية بالعمل في دارفور والبدء بمفاوضات مع حركتي التمرد في تلك المنطقة. وقال وزير الخارجية الاميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل انه "اذا لم نر تقدما في هذه المجالات الثلاثة، فان الاسرة الدولية يمكن ان تضطر للنظر في مبادرات اخرى من بينها اللجوء الى مجلس الامن الدولي". وقال باول الذي عرض صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية لقرى فر منها سكانها تحت ضغط هجمات الميليشيا الموالية لحكومة الخرطوم، ان محادثاته مع اسماعيل كانت "صريحة ومباشرة ولا مواربة فيها". واعترف وزير الخارجية السوداني بوجود "مشكلة في دارفور" لكنه اكد موقف الحكومة السودانية التي ترى ان قلق الاسرة الدولية "مبالغ فيه". وقال "ليست هناك مجاعة ولا اوبئة"، لكنه وعد باتخاذ سلسلة من الاجراءات قبل انتهاء زيارة باول الذي سيزور دارفور اليوم الاربعاء للاطلاع على بعض مخيمات اللاجئين يرافقه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وبعيد وصول باول الى الخرطوم، اكد البيت الابيض مجددا قلق الرئيس جورج بوش من الوضع في منطقة دارفور، داعيا السلطات السودانية الى نزع اسلحة الميليشيات التي تنشط في هذه المنطقة بغرب السودان. وقال المتحدث باسم الرئاسة سكوت ماكليلان في بيان ان "الرئيس قلق جدا من وضع حقوق الانسان والوضع الانساني في منطقة دارفور السودانية". واضاف ان "الولايات المتحدة تدعو الحكومة السودانية الى التحرك بشكل عاجل وحاسم للقضاء على الجنجاويد (ميليشيا) ونزع اسلحتهم من اجل انهاء الازمة وخلق الشروط التي تتيح للمهجرين العودة الى منازلهم بكل كرامة". وكان باول صرح عند وصوله الى الخرطوم "علينا التحرك الآن لان الوضع ملح. الناس يموتون ومعدل الوفيات سيشهد ارتفاعا كبيرا في الاشهر المقبلة". وباول هو اكبر مسؤول اميركي يزور السودان منذ توقف قصير قام به وزير الخارجية الاسبق سايروس فانس في 1978 . واكد باول ان ازمة دارفور تهدد تحسن العلاقات بين واشنطن والخرطوم الذي سمح به التقدم في عملية السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين. وردا على سؤال حول ما اذا كان يمكن اعتبار العمليات التي تنسب لميليشيا الجنجاويد الموالية للحكومة عملية ابادة جماعية، قال باول ان "المؤشرات والعناصر" يمكن ان تسمح بالاعتقاد ان الامر كذلك. وقال "نشهد كارثة (...) لدينا وقت كاف في ما بعد لنجد الوصف الدقيق لذلك لكن الآن علينا ان نتحرك". وتزامن وصول وزير الخارجية الاميركي الى الخرطوم مع اعلان الرئيس السوداني عمر البشير الغاء كل "الاجراءات الادارية والجمركية التي تستهدف قوافل العون الانساني والعاملين فيها ومنشآت التنمية والقائمين عليها". واكد البشير في خطاب في ذكرى الانقلاب الذي حمله الى السلطة في 1989 "التزام الدولة تقديم اقصى ما تسمح به مواردها في هذا المجال (...) وسد العجز بالتعاون مع المنظمات الدولية والمعنيين ومضاعفة الجهد الاداري والفني والامني لتعميم وصول العون" قبل موسم الامطار. من جهته، دعا انان الثلاثاء الحكومة السودانية الى تسهيل دخول المساعدات الانسانية الى دارفور بغرب السودان التي تشهد حربا اهلية وعلى ان تعمل "لمنع" الميليشيات من مهاجمة السكان في هذه المنطقة. ومن جهة أخرى غادر وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم الاربعاء الخرطوم متوجها الى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وسيلتقي باول في الفاشر مسؤولي منظمات الاغاثة الدولية كما سيزور مخيمات النازحين الذين فروا من قراهم بسبب الحرب الاهلية الدائرة في اقليم دارفور منذ ما يزيد على 15 شهرا.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com