لندن : الزمان
نفت المعارضة السودانية وجود خلاف بين الميرغنى وقرنق مشيرة الى ان اجتماع هيئة القيادة سيعقد فى بداية الشهر المقبل ، وتناول الناطق الرسمى باسم تجمع المعارضة السودانية حاتم السر على فى حوار شامل مع ( الزمان ) تطورات عملية السلام فى السودان ومستقبل التحالف بين التجمع الوطنى الديمقراطى وحركة قرنق اجرت ، واسس مشاركة التجمع فى الحكومة الانتقالية ومستقبل قوات التجمع فى مرحلة السلام والخلافات داخل قوات التحالف واثر التوتر فى العلاقة بين اسمرا والخرطوم على استئناف الحوار بين الحكومة والتجمع ومغزى لقاء النائب الاول لرئيس الجمهورية خلال زيارته للقاهرة مع وفد من التجمع و مع الميرغنى رئيس التجمع كلا على حده وقراءة التجمع للاعلان السياسى لرئيس الجمهورية بشان دارفور وهل صحيح ان امريكا وقفت ضد مشاركة التجمع فى مفاوضات نيفاشا ورؤية التجمع لدور احزاب التوالى فى المرحلة المقبلة ومتى يعود حزب الامة لصفوف التجمع وهل تم قبول المؤتمر الشعبى بقيادة الترابى فى التجمع وغيرها من الاسئلة الخاصة بالشان السودانى وفي ما يلى الجزء الاول من الحوار :
ما مدي صحة ما يتردد عن توتر في العلاقة بين التجمع الوطني الديمقراطي و الحركة الشعبية و ما اشار الية مراقبون من خلاف بين الميرغني و قرنق حول مكان انعقاد اجتماع التجمع القادم؟
ليس صحيحا ما يشاع عن توتر في العلاقة بين التجمع و الحركة الشعبية فالتنسيق و التفاهم و التشاور في اعلي درجاتة و ما يربط بيننا اكثر مما يفرقنا و حرصنا علي وحدتنا يجعلنا نتسامي فوق الصغائر ولا نهتم بالقضايا الانصرافية. اما الحديث عن خلاف بين الميرغني و قرنق فهو لا يعدو ان يكون مجرد وهم تروج لة بعض الجهات التي تتمني ان تكون العلاقة متوترة بين التجمع و الحركة.ولا يوجد بيننا خلاف البتة حول مكان و زمان انعقاد اجتماع هيئة القيادة و لماذا يكون مكان الاجتماع سببا لخلاف هذة المرة في حين اننا ظللنا نجتمع علي مدي اكثر من عقد من الزمان في عواصم مختلفة بدون خلافات و ظل الميرغني هو الذي يحدد الزمان و المكان اذ ان ذلك من صميم صلاحياته كرئيس للتجمع بحكم اللوائح والنظم المعمول بها
قيل ان الميرغني يريده في اسمرا و قرنق يفضله في القاهرة؟؟
دعك من القيل و القال فالاجتماع سيعقد فى الاسبوع الاول من شهر يوليو المقبل في مقر التجمع بأسمرا و بحضور كل اعضاء هيئة القيادة ومن بينهم الدكتور جون قرنق وقد وجه السيد الميرغنى بصفته رئيسا للتجمع الدعوة الى كل اعضاء هيئة القيادة وحدد اول يوليو المقبل موعدا للاجتماع فى مقر التجمع بالعاصمة الارترية اسمرا هذا من ناحية .اما من الناحية الاخرى فنحن فى التجمع لا نفرق بين هذه العواصم فهى كلها صديقة للتجمع وداعمة لنضاله ومؤيدة لقضية الشعب السودانى العادلة ، وحيثما عقد اجتماع هيئة القيادة فان التشاور والتنسيق والتفاهم فى اعلى درجاته بين هذه العواصم وغيرها وبين قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى
ماهى اهم القضايا التى سيناقشها اجتماع هيئة قيادة التجمع المقبل ؟
يبدا الاجتماع ا بالاستماع الى تنوير شامل ومفصل من قبل الحركة الشعبية حول برتوكولات السلام وسنطرح عليهم كل الاسئلة والاستفسارات التى طرحت علينا من قبل احزابنا وقواعدنا وسنناقش معهم الورقة التى اعدتها لجنة مختصة بدراسة البرتوكولات الستة وفى ضوء ذلك نخلص الى بلورة وتحديد رؤية التجمع لعملية السلام والاتفاق حول الخطوات المقبلة . ايضا هناك بند فى جدول اعمال الاجتماع مخصص لتطوير برامج التجمع وخطة عمله لمرحلة ما بعد عملية السلام ويشمل هذا البند استمرارية التجمع كتحالف سياسى خلال الفترة الانتقالية ومابعدها وخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر اجراؤها بعد نهاية النصف الاول من الفترة الانتقالية بقائمة واحدة . ايضا سيقوم الاجتماع بوضع تدابير واسعة تكفل تنظيم صفوف التجمع وتوسيع مظلته بحيث يضم الى عضويته القوى السياسية السودانية الراغبة فى الانضمام اليه وصولا الى تشكيل تحالف وطنى ديمقراطى واسع يضم كل القوى الديمقراطية ويرفع شعارات ويتبنى برنامجا يدعو الى تعزيز السلام وعدم العودة الى الحرب ،وترسيخ الديمقراطية التعددية وعدم العودة الى الشمولية ،وصيانة وحدة البلاد وعدم تعرضها للتمزق ،ورفع المعاناة عن الجماهير واشاعة التنمية المتوازية والمتوزانة
هل يعنى انفتاح التجمع على القوى السياسية الاخرى قبول حزب الامة والمؤتمر الشعبى ؟؟ وهل قدمتم لهما الدعوة لحضور اجتماع اسمرا ؟؟
لا استطيع ان اؤكد ما اذا كانت قد وجهت لهما الدعوة ام لا ،لكن من المهم ان اؤكد بان مسالة انفتاح التجمع على بقية القوى السياسية لا تحتاج الى قرار لانها سبق ان صدر بشانها قرار وكلفت هيئة القيادة سكرتارية الداخل بمتابعة تنفيذه ولا استبعد ان ياتى تقرير سكرتارية الداخل امام هذا الاجتماع مشتملا على ما تم انجازه فى هذا الصدد واخذ موافقة الهيئة ان كانت هناك بعض التدابير التى يحتاج تنفيذها الى اخذ موافقة هيئة القيادة . اما فيما يتعلق بحزب الامة فان الوضع مختلف الى حد ما لان حزب الامة رغم خروجه من التجمع الا التنسيق معه لم ينقطع واخر اجتماع دعا له رئيس التجمع فى القاهرة حضره معنا السيد الصادق المهدى كما ان حزب الامة يعد شريكا لنا فى مقررات اسمرا المصيرية . اما بالنسبة للمؤتمر الشعبى واى تنظيم سياسى اخر يرغب فى الانضمام للتجمع او التنسيق معه فمرحبا به ولا نرى حرجا فى ذلك طالما كان هناك توافق حول البرامج والرؤى والتزام بالمواثيق المطروحة واضعين فى اعتبارنا ونصب اعييننا ان المرحلة المقبلة تتطلب توافقا سياسيا وتنسيقا واجماعا وطنيا.
انتقد لبعضهم دور الحركة الشعبية واتهموها بعدم الصراحة مع التجمع وانها استفادت منه ولم تراع مصالحه عند ابرام الاتفاقيات ما مدى صحة هذا الاتهام ؟ وهل صحيح ان غياب ممثلى التجمع عن حفل التوقيع على البروتوكولات كان تعبيرا عن احتجاجكم ؟؟؟
هذا الاتهام ليس صحيحا والدليل على ذلك هو ان الحركة الشعبية كحليف لنا وجزء منا فى التجمع كانت على عكس ما قيل كانت صريحة مع التجمع الى ابعد الحدود ولم توعد بشىء لم توف به اضف الى ذلك انها لم تكن فى اى مرحلة من مراحل عملية السلام تفاوض باسمنا او بالنيابة عنا وبالرغم من ذلك كانت تعمل على مراعاة مصالح حلفائها واحقاقا للحق فان الدكتور جون قرنق فى احدى اجتماعات هيئة قيادة التجمع التى اعقبت اتفاق ماشاكوس الاطارى وتعليقا على اقتراح تقدمت به بعض فصائل التجمع طلبت بموجبه ان يفوض التجمع الحركة الشعبية لتفاوض بالنيابة عنه على ان يتم تعزيز وفد الحركة المفاوض ببعض قيادات التجمع ، فقد نبهت الحركة الشعبية الى ان هذا المقترح اذا اخذ به فانه سيسقط حق التجمع فى المطالبة بالمشاركة الاصلية فى عملية السلام وبناءا عليه اكتفينا باضافة الامين العام للتجمع فاقان اموم الى وفد الحركة المفاوض واحتفظنا بحقنا كاملا كقوى سياسية للمطالبة بان نكون جزءا من عملية السلام وقد بذلت الحركة جهدا كبيرا وسعت بكل السبل لادخال التجمع وضمان مشاركته فى السلام الا ان تلك المساعى اصطدمت برغبة النظام الشديدة فى عدم اشراك التجمع وحزب الامة ولذلك فان اصرار النظام على ثنائية التفاوض كان ومايزال هو السبب الرئيسى والمباشر فى استبعاد وتهميش دور القوى السياسية الاخرى من عملية السلام
اما غياب ممثلى التجمع عن حضور حفلات التوقيع على برتوكولات السلام فلم يكن نتاج موقف مسبق من العملية وانما يعود بالدرجة الاولى الى صعوبة ترتيبات السفر المفاجىء بالنسبة لنا فى مثل هذه الظروف التى نعمل فيها يعنى باختصارما حضرنا الحفلة لاننا ما عندنا طائرات خاصة
يقال ان اجواء من الاحباط تسود اوساط التجمع جراء استبعاده من عملية السلام ما صحة ذلك ؟ وهل فعلا ان امريكا وقفت ضد مشاركة التجمع فى مفاوضات نيفاشا ؟؟
صحيح ان التجمع كان يسعي لان يكون جزءا" من عملية السلام و شريكا في المفاوضات وكان ولا يزال ينظر الى هذه العملية فى اطار انها جزء من الصراع السياسى ولذلك فان مفردات مثل الاحباط والتفاؤل والتشاؤم تكون غير مناسبة لوصف الاوضاع . وصحيح ايضا ان الحكومة سدت امام التجمع كل الطرق والمنافذ المؤدية للمشاركة فى التفاوض ولكن غير الصحيح انها لا تستطيع ان تمحو وتمسح القوى السياسية بجرة قلم فنحن موجودون .
أماالقول بان امريكا وقفت ضد مشاركة التجمع في نيفاشا فهذا قول مردود ولا اساس له من الصحة وأنا لا اتحدث بأسم امريكا و لكن اقول ما سمعته من كبار المسؤلين الامريكين عند اخر زيارة لوفد من قيادة التجمع الي واشنطون برئاسة القائد باقان اموم الامين العام للتجمع و قد كنت عضوا في ذلك الوفد و قد اكدت لنا واشنطون بما لايدع مجالا للشك تأييدها لاشراك جميع القوي السياسية السودانية في صياغة مستقبل بلادهم و ايدت بشدة اشراك التجمع في المفاوضات بعد ان استمعت الي طرح التجمع و كانت و مازالت الولايات المتحدة من اكثر الدول حرصا علي استمرار التجمع بصيغته الراهنة و ليس سرا القول بأنها في سبيل تشجيع استمرار هذا التحالف فقد قدمت الدعم اللازم. و ليس صحيحا القول بأن امريكا اعترضت علي مشاركة التجمع في مفاوضات نيفاشا و لكن الصحيح هو أن امريكا و دول شركاء الايقاد رضخوا لضغوط الحكومة بأستبعاد القوي السياسية الاخري ليس حبا فيها و لكن خوفا من انسحابها من المفاوضات و بالتالي استمرت المفاوضات ثنائية .
ما هو مستقبل التجمع بعد التوقيع النهائي علي اتفاقية السلام ؟؟؟؟ و اين موقعه في ظل التحالفات السياسية الجديدة التي بدأت تتشكل استعدادا لمرحلة ما بعد السلام ؟؟
التجمع باق ومستمر ولن ينتهى دوره بتوقيع اتفاق السلام وهناك تصميم لدى كل اطراف التجمع من احزاب سياسية ونقابات ومنظمات وشخصيات مستقلة على ضرورة بقائه واستمراره كقائد ومرشد للحياة السياسية السودانية فى مرحلة مابعد السلام وخلال الفترة الانتقالية ولعلة من المهم ان نشير الي وجود قرار سابق لهيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي يتعلق بمستقبل التجمع ويقضى باستمراره خلال المرحلة الانتقالية و الي مرحلة اجراء الانتخابات و خوضها بقائمة موحدة وهذا القرار محل التزام كافة فصائل التجمع بما فيها الحركة الشعبية . اذن فأن مستقبل التجمع كتحالف سياسي عريض قد تم تحديده وبشكل قاطع.ولعله من البديهيات الاشارة الى ان برامجه واستراتيجياته وخطابه ستخضع الى مراجعات لتواكب المستجدات والمتغيرات المترتبة على التحولات التى سيحدثها اتفاق السلام فى البلاد وبالفعل فان اجهزة ومؤسسات التجمع تعكف حاليا على تطويرالبرامج والمواثيق والهياكل لاستيعاب كل المتغييرات وستطرح هذه الوثائق لتكون فى متناول القوى السياسية لابداء الراى حولها والتوقيع عليها . واود ان اشير الى ان مسالة استمرار التجمع وبقائه غير خاضعة الى تغييرات بسبب مشاركته فى السلطة او عدمها فسواء ان شارك التجمع فى الحكومة الانتقالية او لم يشارك فهو باق كتحالف سياسى عريض
انتم تتحدثون عن استمرارية التجمع بما فيه الحركة الشعبية كتحالف سياسى اثناء وبعد الفترة الانتقالية ونحن نعلم ان الحركة اصبحت شريكا للمؤتمر الوطنى كيف تنظرون الى هذا التناقض ؟؟؟
ابدا ، لا تناقض فى المسالة لانى احدثك من واقع قرارات التجمع الملزمة لكل فصائله بما فيها الحركة نفسها والسارية المفعول الى هذه اللحظة وانت تحدثنى عن تكهنات وتسريبات صحفية ، ولعلمك حتى هذه اللحظة لم يرد فى كل البرتوكولات حديث رسمى عن ما يسمى بالشراكة بين الحركة والمؤتمر الوطنى ، وهناك فرق كبير بين الشراكة فى تنفيذ اتفاقية بين طرفين وفى انشاء تحالف سياسى بينهما وما استطيع ان اؤكده لك ان الحركة الشعبية ما زالت عند التزامها بالتجمع واستمراره كتحالف سياسى . ولاشرح المسالة اكثر اقول لك اذا اجريت اى انتخابات نقابية للمحامين او الاطباء او اتحادات الطلاب مثلا فان التجمع بما فيه الحركة الشعبية سيخوضها بقائمة واحدة وقس على ذلك فى بقية القضايا
تم مؤخرا الاعلان عن قيام تنظيم سياسى جديد مواز للتجمع ،اثار خلافات مع سكرتارية التجمع فى الداخل ، ما هو موقف التجمع من هذا التحالف الجديد علما بان بعض احزاب التجمع شاركت فى تاسيسه ؟؟
ليست لدى معلومات كافية حول طبيعة هذا التحالف الذى تسال عنه ،وبالتاكيد فان التجمع ليست لديه علاقة به ،والقول بان بعض احزاب التجمع شاركت فى تاسيسه قول غير دقيق لانه يتناقض تماما مع التزام فصائل التجمع بتحالفها القائم وتعزيزه ولعلمك فان الاشخاص الحزبيين الذين شاركوا فى حضور تلك الاجتماعات عادوا واكدوا انهم شاركوا بصفتهم الشخصية فقط وليست الحزبية وعلى العموم فان التزام فصائل التجمع بتنظيمها وتحالفها القائم لا يلغى حق الاخرين فى تشكيل مايرونه مناسبا من تحالفات سياسية ، ولكن من المهم ان نتفق جميعا على ان من اولى متطلبات المرحلة الجديدة مرحلة ما بعد السلام ضرورة ان تكون هناك احزاب سياسية حقيقية ولابد ان تنتهى والى الابد مرحلة الاحزاب الوهمية واللافتات الحكومية التى تمثلت خلال المرحلة الماضية فيما يسمى باحزاب التوالى وهى بلا شك تمثل ابغض مراحل التمييز الحزبى والتفرقة السياسية وتشكل وصمة عار فى جبين من انخرطوا فيها . واننا نوجه الدعوة الى الحكومة والى المؤتمر الوطنى ان يبداوا منذ الان رفع اياديهم ووقف دعمهم المالى الذى كانوا يجودون به على احزاب التوالى ، وعلى هذه الكيانات الوهمية التى صنعتها الحكومة لاسباب تخصها واستخدمتها لاغراض الدعاية والديكور عليها ان تفكر جديا فى تكييف اوضاعها وليس امامها من خيارات سوى ان تعود الى اصولها اذا قبلت بها او تذوب فى المؤتمر الوطنى او تتلاشى.
بقية الحوار فى عدد( الزمان) القادم ويشتمل على تفسير التجمع للقائه مع النائب الاول لرئيس الجمهورية بالقاهرة ، مستقبل جيش التجمع فى الفترة المقبلة ، سر سكوت التجمع عن المطالبة بمحاكمة قيادات الحكومة ، الى اى مدى تتجاوب اتفاقيات نيفاشا مع تطلعات التجمع وماهى اهم تحفظاته عليها؟؟ ، موقف التجمع من عدم اجراء انتخابات رئاسية طيلة الفترة الانتقالية ، وهل سيقبل التجمع بالمشاركة فى السلطة بموجب النسبة المحددة فى اتفاقية نيفاشا ؟ وطبيعة الدور الارترى فى تغذية الخلافات داخل قوات التحالف ولماذا انحازوا الى جانب الدكتور تيسير وتخلوا عن العميد عبدالعزيز خالد ؟ كل هذه الموضوعات وغيرها يتحدث حولها الناطق الرسمى باسم التجمع الوطنى الديمقراطى حاتم السر على فى عدد الغد فترغبوه.
الزمان – العدد 1847 الاثنين 28 يونيو 2004م
ِِ