الحرب الاهلية اخلت بالتوازن الديموغرافي في دارفور

سودانيز اون لاين
6/26 5:33pm

بقلم سايمون ابيكو
الجنينة - ا ف ب
ادى العنف الذي يعصف بدارفور الى الاخلال بالتوازن الديموغرافي في هذه المنطقة بغرب السودان حيث اصبح عدد النساء اكبر من الرجال الذين قتلوا في الحرب او انضموا الى الميلشيات او ببساطة فروا بحثا عن الامان.
وافاد تقرير اصدرته منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية ان الميليشيا الموالية للحكومة التي تهاجم القرى "تستهدف خصوصا الرجال الذين يشكلون ثلاثة ارباع الضحايا" في النزاع بين الحكومة المركزية ومتمردي دارفور الذين حملوا السلاح احتجاجا على تهميش منطقتهم.
واعتمد تقرير اطباء بلا حدود على تحقيق اجراه مندوبوها في مخيم مورني للنازحين، جنوب شرق الجنينة، كبرى مدن ولاية غرب دارفور.
ويقيم في المخيم الذي كان في الاصل بلدة صغيرة يقطنها خمسة الاف نسمة، اكثر من 80 الف نازح، غالبيتهم من النساء.
وخلال زيارة لهذا المخيم الاسبوع الماضي قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية رونو موزولييه انه لاحظ وجود "كثير من النساء والاطفال وقليل من الرجال".
وقالت امراة في مخيم الرياض، قرب الجنينة، حيث يقيم الاف النازحين ان افراد ميليشيا الجنجويد "قتلوا كل الرجال الذين وجدوهم امامهم". واكدت هاوا محمد التي نزحت الى هذا المخيم مع اطفالها الستة "لقد اغتالوا زوجي منذ اربعة اشهر".
واضافت المراة التي بات عليها الان اعالة ستة اطفال لوحدها "لم يتبق لنا شيء".
وتواجه غمرة ادم موقفا مماثلا. مؤكدة ان زوجها واشقاءها قتلوا على يد الجنجويد، وهي ميليشيا عربية تهاجم السكان ذوي الاصول الافريقية. وقالت باكية "لقد نشا ابوهم يتيما والان كتب على ابنائه ايضا ان يكونوا يتامى".
اما فاتنة عبد الله (16 سنة) فتعيش مع خالها في المخيم، فقد قتل كل افراد اسرتها الصغيرة وسرقت مواشيهم واحرق منزلهم. وقالت الفتاة بحسرة "لقد خسرنا كل شي".
ووفقا للمنظمات الانسانية المحلية والدولية في المنطق، فان عدد الرجال وخصوصا في القرى انخفض بشكل كبير منذ اندلاع النزاع قبل 15 شهرا في دارفور بين حركتي التمرد (حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة) والقوات الحكومية.
وفر كثير من الرجال بحثا عن الامان وخوفا من ان يقتلهم الجنجويد الذين يهاجمون القرى على ظهور الجمال ويطبقون سياسة الارض المحروقة. وانضم رجال اخرون الى حركتي التمرد، حسب المصدر نفسه.
وكثير من النساء اصبحن الان ربات اسر مسؤولين تماما عن اعالة الابناء ويتعين عليهن الاهتمام بالمواشي التي نجت من الهجمات واستخدام الحمير في البحث عن الحطب من اجل اشعال النار وايجاد المرعى للحيوانات.
وعادة ما يترك الاطفال بمفردهم يلعبون حول اكواخ متواضعة يسمونها الان "البيوت".
وتحاول الحكومة تشجيع النازحين على العودة الى منازلهم ولكنهم يؤكدون ان الظروف الامنية لا تسمح بعد بالعودة ويؤيدهم في ذلك موظفو منظمات الاغاثة الدولية.
واكد تقرير اطباء بلا حدود ان "الرجال الذين نجوا من (موجة) الاغتيالات الاولية لا يمكنهم مغادرة (المخيمات) من دون ان يكونوا معرضين لخطر الموت".
وحتى في حال تحسن الوضع مستقبلا، فان معظم النساء سيضطررن الى تعلم زراعة الارض والاعتماد على انفسهن في اعادة بناء بيوتهم التي هدمها الجنجويد والتي يشيدونها عادة باستخدام الطوب اللبن.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved