مع قرب زيارة باول وانان جهود سودانية مكثفة لحل مشكلة دارفور
سودانيز اون لاين 6/26 3:55pm
الخرطوم - أ ش أ رفعت الزهري كثفت الحكومة السودانية خلال الأيام القليلة الماضية جهودها واجراءاتها لانهاء مشكلة التمرد المسلح واستعادة الأمن والاستقرار فى ولايات دارفور غرب البلاد ، وذلك بهدف انهاء معاناة سكان هذه الولايات الذين نزح ولجأ منهم الألأف وفى محاولة للحيلولة دون تدويل المشكلة . وتسبق جهود الحكومة على هذا الصعيد زيارة وزير الخارجية الأمريكى كولن باول سيزور الخرطوم ودارفور يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين فيما يزورهما ايضا يوم الأربعاء المقبل السكرتير العام للأمم المتحدة كوفى انان . والهدف من الزيارتين بحث الوضع فى دارفور للخروج بموقف محدد مما يحدث هناك . وقد شغلت مسألة التمرد فى دارفور اهتمام الحكومة السودانية وعلى راسها الرئيس عمر البشير الذى اتخذ خطوات عديدة لانهاء التمرد المسلح بدأها بالتفاوض من خلال الوسيط التشادى مع فصيلى التمرد / حركة العدل والمساواة و حركة تحرير السودان قطاع دارفور / مرورا بالحل العسكرى عندما كان المتمردون يرفضون المضى فى التفاوض ثم العودة من جديد للتفاوض وطرح مبادرات الحل الشامل . ولم تتوان الحكومة السودانية عن اتخاذ العديد من خطوات الحل السلمى لمشكلة دارفور ، غير أن كل الحلول انتقدها المتمردون وبعض الدوائر الأجنبية بأنها قاصرة حيث لاتشمل مطاردة ميليشيات الجنجويد العربية المسلحة التى يتهمون الحكومة بتقديم الدعم لها . لهذا أصدر الرئيس البشير موخرا الاعلان السياسى بشأن ترتيب الاوضاع وتحقيق الاستقرار فى دارفور وتضمن لأول مرة / منذ بدء المشكلة / تعهدا حكوميا بضرب ميليشيات الجنجويد ، كما تضمن مكافحة كل الميليشيات المسلحة فى دارفور وتجريدها من سلاحها ،وتقديم عناصرها للعدالة . وتقرر من خلال اعلان الرئيس البشير ، انشاء النيابات والمحاكم فى ولايات دارفور لمعاقبة عصابات النهب والمجرمين دون تباطو ، ونشر قوات الشرطة لحماية المحليات وتأمين عودة المواطنين النازحين الى قراهم ضبطا للامن على مستوى السلطات الاتحادية والولائية والمحلية ، وتنفيذ برامج التنمية العاجلة وتوفير الخدمات الضرورية تحت اشراف مجلس الوزراء ، والعمل لاعادة النازحين وتوفير المأوى والطعام والكساء والدواء لهم . ولضمان التنفيذ العاجل لهذا الاعلان قرر الرئيس السودانى عمر البشير يوم الخميس الماضى تعيين وزير داخليته اللواء الركن المهندس عبد الرحيم محمد حسين ممثلا للرئيس فى ولايات دارفور بغرض تأمين حياة المواطنين من كافة أشكال العنف ، وانسياب المساعدات الإنسانية لكل المتضررين والنازحين ، وحماية القرى وتأمينها وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين الى قراهم فى أقرب وقت ممكن قبل حلول فصل الخريف المطير . وفى هذا الاطار عقد الرئيس عمر البشير اجتماعا موسعا أمس/ الجمعة / ضم كل الوزارات المعنية بقضية دارفور لمتابعة تطورات الاوضاع هناك ، ومناقشة سبل تنفيذ اعلانه السياسى بشأن دارفور / كما سارع وزير الداخلية بعقد اجتماع الليلة الماضية ضم ممثلين عن وزارة الصحة وهيئة الإمدادات الطبية والسلاح الطبى ومدير الطوارئ الصحية وجمعية الهلال الأحمر وعددا من المنظمات الطوعية تقرر خلاله توفير كافة المستلزمات والكوادر الطبية للمتضررين والنازحين فى دارفور. ولم تكتف الحكومة السودانية بهذه الخطوات بل بعثت بوفد عالى المستوى الى العاصمة الفرنسية / باريس / دخل فى جولة ثانية من المفاوضات مع قيادات حركة العدل والمساواة المتمردة فى دارفور لبحث وضع حل سلمى لمشكلة دارفور وهى مباحثات تستهدف قادة الحركة الذين يعيشون فى دول أوربية وكانوا دوما يعارضون مفاوضات السلام التى تجريها الحكومة السودانية مع ممثلين للحركة وحركة تحرير السودان قطاع دارفور فى انجامينا بوساطة الرئيس التشادى ادريس ديبى والتى أسفرت عن توقيع اتفاق انجامينا لوقف اطلاق النار فى دارفور الذى تم توقيعه خلال شهر ابريل الماضى والتزمت بع الحكومة وخرقه المتمردون عشرات المرات . وقد تضمن اتفاق انحامينا نشر مائتى عسكرى أفريقى فى ولايات دارفور تحت اشراف الاتحاد الأفريقى للاشراف على تنفيذ اتفاق انجامينا ومراقبة وقف اطلاق النار ، وقد تم نشر هذه القوات وزارها موخرا ألفا عمر كونارى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. وفى هذا الصدد زار ولايات دارفور خلال الأسبوعين الماضيين ممثلون للسكرتير العام لألمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية وابرزها برنامج الغذاء العالمى ، المديرة التنفيذية لليونيسيف كارول بيلامى ، الاعدامات خارج الاطار القانونى ، وزير الدولة بوزارة خارجية فرنسا موزيلية ، وزيرة خارجية سويسرا مشلين كالمى رى ، ممثل المدير العام للمنظمة للوضع الصحى المتأزم ديفيد نبيارو ، وكان اللافت أن كل هولاء لم يثبتوا أن ما يحدث فى ولايات دارفور هو حرب ابادة أو تطهير عرقى كما يزعم قادة متمردى دارفور وبعض الدوائر الغربية ، كما أكدوا تحسن الوضع الصحى وعدم انتشار أمراض وبائية هناك ، غير أن جميعهم اتفق على ضرورة توفير الأمن والغذاء والدواء والاسراع باعادة النازحين واللاجئين الى ديارهم . واثر ذلك اتهم الرئيس السودانى عمر البشير دوائر اجنبية بأنها ترغب فى أن تجعل من دارفور بوابة بديلة للتدخل فى الشئون الداخلية للسودان بعد التوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ، وقال ان الدوائر الاجنبية تدرك ان مرحلة جديدة بدأت فى ما يتعلق بمعالجة مشكلة الجنوب بشكل سليم ، وهى تحاول ايجاد بوابة بديلة للتدخل فى الشوون الداخلية عبر دارفور ، ورفض البشير اتهام بعض المنظمات الطوعية غير الحكومية للسطات السودانية بعرقلة ايصال المساعدات الانسانية الى دارفور ، وقال لم يحدث ابدا ان وضعت الحكومة عقبة واحدة امام المنظمات الانسانية . واستكمالا لإدارة التحقق مما يحدث فى ولايات دارفور الثلاث قرر الرئيس الأمريكى جورج بوش ايفاد وزير خارجيته كولين باول ليزور السودان يوم الثلاثاء القادم ولمدة يومين وسيزور خلالها ولايات دارفور لتفقد أوضاع النازحين . ويذكر أن باول هو اكبر مسئول اميركى يزور السودان منذ عام 1985 حينما زار الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش شرق السودان فى اطار تفقد الوضع الانسانى هناك خلال الجفاف ، وكان وزير الخارجية الأمريكى سابقا سايروس فانس قد توقف فى الخرطوم لساعات خلال عام 1978 . وكشفت مصادر سودانية عن أن كولين باول سيركز خلال زيارته على تفقد الوضع الانسانى فى دارفور وكيفية ايصال مواد الاغاثة الانسانية الى النازحين ، وسيطلب باول من السلطات السودانية السماح للمساعدات بالمرور بكل حرية وكذلك بدخول العاملين فى الوكالات الانسانية واستخدام القوات والنفوذ الحكومى لوقف الهجمات ضد المواطنين والتصرف بشكل مسوول لمساعدة المواطنين . ويبحث باول مع المسئولين السودانيين وممثلى منظمات الاغاثة والسكرتير العام للأمم المتحدة كوفى انان / الذى سيلتقيه فى الخرطوم / كيفية تقديم المساعدة الانسانية الأمريكية العاجلة لدارفور وقيمتها 95 مليون دولار التى أجازها مجلس الشيوخ الأمريكى موخرا . وأكدت مصادر سودانية أخرى ان زيارة باول تأتى بغرض دعائى للرئيس الأمريكى جورج بوش خلال انتخابات الرئاسة المقبلة ، وذلك فى محاولة منها لحل مشكلة دارفور التى صارت تهدد اتفاق السلام السودانى الاطارى الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان والذى تعده ادراة بوش أحد ابرز انجازتها حيث تفاخر بأنها استطاعت حمل الطرفين / الحكومة السودانية والحركة الشعبية م على التوصل الى السلام . وترى الادارة الأمريكية أن الكسب الانتخابى من سلام السودان يعد ضئيلا أو منقوصا ما لم يتم استكماله بعلاج مشكلة دارفور ، كما ياتى اهتمامها بدارفور ايضا خضوعا لضغوط من منظمات طوعية أمريكية ، وقيادات متطرفة الهوى بشأن السودان . واستبعدت هذه المصادر أن تلجأ أمريكا الى اتخاذ عقوبات أو قرارات بشأن دارفور من شأنها أن توتر العلاقات بين البلدين ن فلن تلجأ أمريكا الى المطالبة بنشر قوات أمريكية أو أجنبية فى دارفور ، وأقصى ما سيطلبه باول من السودان خلال زيارته فى هذا الخصوص هو ضرورة التنسيق بين قوات الاتحاد الأفريقى المنتشرة فى دارفور مع منظمة الأمم المتحدة التى سيزور سكرتيرها العام السودان يوم الأربعاء المقبل . وأوضحت مصادر سودانية أن زيارة باول للسودان ولدارفور تأتى أيضا لكى تحول واشنطن دون أى دور للدول الأوربية / وأبرزها فرنسا / فى حل مشكلة دارفور وانقاذها من كارثتها . ويدعم هذا الاتجاه لأمريكا تعدد زيارات مسئولين كبار من الدول الأوربية لدارفور موخرا ، علاوة على أن فرنسا ترعى حاليا مفاوضات مباشرة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة فى دارفور ، بالاضافة الى أن الاتحاد الأوربى وعد بتقديم مساعدات مالية ضخمة للسودان من خلال موتمر المانحين ، كما وعد بفك أرصدة سودانية مجمدة لديه . من جهة أخرى يصل الى الخرطوم يوم الأربعاء القادم السكرتير العام للأمم المتحدة كوفى انان بغرض الضغط على الحكومة السودانية لحماية أهالى دارفور من الجرائم التى ترتكب هناك على حد قوله . وحسب المصادر فان انان سيحث المسئولين السودانيين على اتخاذ كل ما من شأنه أن يوفر الحماية لمواطنى دارفور ونزع أسلحة الميليشيات وايصال المساعدات الانسانية وتذليل العقبات أمام عودة النازحين الى ديارهم . وحول وجود اجندة سرية لأمريكا وبريطانيا لاستغلال الوضع فى دارفور ، نفى انان / فى تصريح له ان يكون لديه علم ببرنامج سياسى لدى واشنطن او لندن او غيرهما هدفه استغلال الاوضاع فى دارفور للتدخل فى السودان ،وقال عنان ع نحن نزور السودان لمساعدة الشعب السودانى وتشجيع الحكومة على حماية سكانها. وعلى صعيد متمردى دارفور تحاول حركة العدل والمساواة المتمردة فى دارفور استغلال مثل هذه التطورات وخاصة زيارتى باول وانان لتحقيق مكاسب لها وذلك بطرح مبادرة تدعو الى اقتسام السلطة والثروة بينها وبين الحكومة السودانية وذلك على شاكلة اتفاق السلام الاطارى الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان .
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com