جنوب السودان على وشك اعتماد عملة خاصة به بعد حرب استمرت 21 عاما
سودانيز اون لاين 6/13 7:32pm
بقلم بياتريس دوبو رومبيك - ا ف ب من المقرر ان يعتمد جنوب السودان الذي بات اليوم اقرب من اي وقت مضى الى السلام، عملة خاصة به في اطار نظام الحكم الذاتي الواسع النطاق الذي سيعلن فيه لمدة ست سنوات عند اقرار السلام. والعملة الجديدة التي سيتم اعتمادها هي جنيه السودان الجديد. وقال سامسون اراب احد مسؤولي بنك النيل التجاري في رومبيك جنوب السودان انه "تم طبع اوراق نقدية من فئتي مئة ومئتين من جنيه السودان الجديد، كما ان القطع النقدية من فئة 10 و20 و50 جنيها باتت جاهزة". وقال جون قرنق زعيم المتمردين الجنوبيين "لدينا المال"، رافضا "لاسباب امنية" تحديد مكان تخزين العملة الجديدة. واضاف "لم يعد يتحتم علينا سوى حل بعض المشكلات الفنية" قبل اطلاق العملة الجديدة خلال الاشهر القليلة المقبلة على الارجح. وقال قرنق ان الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان اتفقا على اقرار عملة خاصة بالجنوب خلال مفاوضات السلام الجارية التي قد تسفر عن اتفاق بحلول اغسطس. وسيضع اتفاق السلام حدا للنزاع الدائر بين الجنوب السوداني حيث غالبية مسيحية وارواحية والشمال العربي الاسلامي، وهو اطول نزاع تشهده القارة الافريقية. ويندرج اطلاق العملة الخاصة بالجنوب في اطار الحكم الذاتي لمدة ست سنوات الذي سيعلن في الجنوب، على ان يجري استفتاء في نهاية هذه المدة حول ابقاء الجنوب ضمن السودان او انفصاله. وتجري الصفقات التجارية في الجنوب حاليا بالشيلينغ الكيني والاوغندي والدولار الاميركي او في حالات نادرة بالجنيه السوداني، وهي عملة لم تعد مستخدمة في الشمال. اما الدينار السوداني المعتمد في الشمال، فلا يتم التداول به في الجنوب. ورأى سامسون اراب ان استحداث جنيه السودان الجديد "يشكل انتصارا جوهريا" للجنوب. وقال فيليب يوات احد موظفي المصرف "انه مؤشر حرية لجنوب السودان" بعد حرب اسفرت عن نحو 5،1 مليون قتيل. واشار اراب الى ان نظام العملات المتعددة معتمد في ندرة من الدول، مضيفا "سنحذو حذو الصين" حيث يتم التداول بدولار هونغ كونغ والدولار التايواني واليوان في آن. وانشأ المصرفي اراب في 30 ايار/مايو بنك النيل التجاري في رومبيك، وهو اول مصرف يفتح ابوابه منذ 1986 في هذه المدينة المهدومة التي قد تعلن عاصمة لجنوب السودان. وفتح ستون شخصا حسابات في هذا المصرف، وقد جمعت اموالهم في صندوق اخضر موصد بقفل وموضوع خلف احد مكاتب المصرف. ولا يملك المصرف اجهزة كمبيوتر او خطوط هاتفية ثابتة ولا يتلقى التيار الكهربائي. والمصرف الذي يحرسه حارس مسلح ببندقية، يملك هاتفا نقالا يعمل على الاقمار الصناعية، غير انه خارج الخدمة. وقال سامسون اراب "لم تعد لدينا وحدات" للهاتف. وتقتصر نشاطات المصرف على عمليات تحويل الاموال الى كينيا واوغندا وعمليات تصريف العملات الكينية والاوغندية والاميركية الى الجنيه السوداني. ورأى كوان تشوان دين مبا الخبير الاقتصادي الاميركي الذي يقوم بمهمة في المنطقة انه "تم اتخاذ جميع الاستعدادات تحسبا لاستقلال جنوب السودان". فهذه المنطقة التي اطلق عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان اسم "السودان الجديد"، بات لها علمها ولوحات تسجيل السيارت الخاصة بها ونظام لجباية الضرائب. وستتزود قريبا بعملتها الخاصة وجيشها المنبثق عن حركة التمرد، فيما تبقى الشؤون الخارجية بين ايدي السلطة المركزية. وقال الخبير الاقتصادي "ان هذا النظام ابعد من النظام الفدرالي. فالدولة الموحدة تقتصر على الورق".
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com