تحديات هائلة تنتظر جنوب السودان بعد احلال السلام

سودانيز اون لاين
6/11 6:49pm

بقلم بياتريس ديبو
رومبيك - ا ف ب
تواجه حركة التمرد في جنوب السودان، لم تكن يوما قريبة من السلام كما الحال الآن ويفترض ان تحكم المنطقة بعد احلال السلام اثر 21 عاما من الحرب، تحديات كبيرة بسبب الدمار والميزانية الكبيرة التي يتوجب عليها ادارتها.
وقال قائد التمرد، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، الكولونيل جون قرنق "سنبدأ عمليا من لا شيء".
ووقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان والخرطوم اتفاقات عدة خصوصا حول تقاسم الثروات والسلطة، بهدف انهاء اطول حرب في افريقيا اسفرت عن سقوط حوالى 5،1 مليون قتيل. وبقي على الجانبين تسوية نقطتين قبل التوصل الى اتفاق سلام شامل. وبعد ابرام هذا الاتفاق ستحكم الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوب مدة ستة اعوام، اي 10 من الولايات السودانية ال25 .
وفي نهاية هذه الفترة، سيصوت سكان المنطقة على احد خيارين اما البقاء مرتبطين بالسودان او الاستقلال.
وقال عالم الاقتصاد الاميركي كوان سوان دينه مبا الذي يقوم بمهمة في المنطقة ان "التحدي سيكون هائلا. فجنوب السودان محروم من الادارة منذ اكثر من عشرين عاما".
واضاف ان "المشكلة هنا تكمن في ادارة الاسلحة للامور. يجب على الحركة الشعبية القيام بعملية انتقال من الكفاح المسلح الى ادارة مدنية. وتغيير العقليات يحتاج الى الوقت".
ويبدو التحدي اكبر لان جنوب السودان المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالى عشرة ملايين نسمة مدمرة تماما ومغلقة.
وقد نجم هذا الوضع عن عقود من التهميش وحرب استمرت 21 عاما بين شمال السودان العربي المسلم وجنوبه المسيحي والارواحي.
ومدينة رومبيك التي يمكن ان تصبح عاصمة الجنوب، مدمرة بسبب عمليات القصف التي قام بها الجيش.
ولم يبق سوى بعض الاكواخ المبنية من الطين بينما مدرج الهبوط ليس اكثر من درب يغطيه وحل رمادي كثيف وشوارع المدينة الرملية تغطيها حفر بينما يعمل عدد كبير من المدرسين كمتطوعين.
وقال الخبير الاقتصادي نفسه ان "سكان الجنوب لا يملكون شيئا: لا مبان ولا طريق ولا سيارة ولا كهرباء".
ويقوم قرنق نفسه حاليا بجولة في الجنوب بسيارات اعارته اياها منظمات غير حكومية وطيارة استأجرتها الحكومة الاميركية.
ولاعمار هذه المنطقة، سيكون لدى حكومة الجنوب ميزانية حجمها 5،1 مليار دولار سنويا نظرا لاتفاق تقاسم الثروات الذي ابرم في كانون الثاني/يناير مع الخرطوم، حسبما اوضح قرنق.
واوضح الخبير الاميركي "انها هبة من السماء".
من جهته، قال اسحق ديوان من البنك الدولي ان "كل اموال الحركة الشعبية لتحرير السودان موجودة حاليا في حقيبة ترافق قرنق". واضاف "سيصبح جنوب السودان فجأة واحدة من اغنى المناطق في شرق افريقيا".
واكد كوان سوان دينه ما ان هذا بفضل الثروة النفطية للسودان كبرى دول افريقيا ويعادل احتياطيه احتياطي السعودية، حسب قوله.
ولن تكون مشكلة الحركة الشعبية بذلك "نقص الاموال بل ادارة مصدر الثروة" هذا.
وحذر ديوان من ان "مخاطر الفساد ستكون كبيرة جدا". لكن قرنق يؤكد ان الشفافية ستكون واحدة من اولوياته.
وقال ديفيد دينغ المتمرد السابق المرشح لتولي حقيبة القطاع العام في وزارة الجنوب "نريد ان نبرهن لشعبنا ان حكومتنا ستكون افضل من الحكومة المركزية".
ويأمل اسحق ديوان ايضا في ان يشكل استحقاق الاستفتاء "ضغطا" على الحكومة المقبلة للحد من اي انحراف.
اما التحدي الكبير الآخر الذي تواجهه حركة التمرد فهو النقص في الاشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة.
وقال خبير الاقتصاد الاميركي ان "اقل من الف شخص" من اصل عشرة ملايين نسمة يحملون شهادة جامعية.
واخيرا سيؤثر الوضع الامني على الارجح، الى حد كبير على اعادة اعمار الجنوب.
وحذر ديفيد دينغ "لا مجال لنزع الاسلحة. نهاية الحرب ستكون بعد الاستفتاء".

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved