جريدة " الفجر الجديد " : صوت ثوار دارفور
جريدة إلكترونية شبه أسبوعية
[email protected]
الثلاثاء 13 ربيع الثانى 1425هـ الموافق 1 يونيو 2004م
العدد رقم ( 10 )
كلمة العدد :
الخرطوم مرتاحة لانتهاكات حقوق الإنسان فى دار فور!
أبدت الخرطوم عن ارتياحها من انتهاكات حقوق الانسان فى دارفور على لسان مطبل البشير بخارجية النظام مصطفى عثمان بعد ان ساندهم مجموعة من اعضاء لجنة حقوق الانسان بجنيف وتمرير جريمتهم بسلاسة على رأى المثل السودانى " قدم السبت تلحق الاحد " وذلك من خلال تغيير رأى بعضهم ومواقفهم فى اللحظات الاخيرة من اتخاذ القرار ، لتتضح من خلالها ان غالبية لجنة حقوق الانسان تتألف من مناديب الدول المنتهكة لحقوق الانسان والانظمة الدكتاتورية ، لذلك اصبحت مقرها ناديا من اندية الجبابرة وساحة من ساحات المصالح ومقبرة تدفن فيها الجرائم ومنتدى تصوت لصالح المجرمين وغابة تختفى فيها آمال الشعوب المقهورة بدلا من ان تكون مكانا لصون حقوق الانسان وانقاذ المحصورين بجيش الجبابرة ومليشياتها ويعتبر قرارها هذه انتهاك جديد لحق انسان دارفور وانتصار للباطل وتشجيع للمجرمين لارتكاب الجرائم البشعة فى حق الشعوب ومناصرة للدكتاتورية وهزيمة للحق .
فالجرائم التى ارتكبت فى حق اهل دارفور المستضعفين المسحوقين ، المقهورين والمحاصرين بالكلاب المسعورة من جيش النظام واجهزته والمليشيات المساندة "الجنجويد " التى تحلم بأرض الآخرين والتى ارتكبت على خلفيتها هذه الجرائم الوحشية من حرق للقرى الآمنة والابادة الجماعية وقتل النساء والأطفال وكبار السن ونهب ممتلكاتهم وثرواتهم ودفن الآبار ومصادر المياه وإزالة كل ما له علاقة بحياة الإنسان هناك من المقومات الأساسية والأوامر الشفهية بالاعدامات من قبل أجهزة النظام خارج دائرة القضاء ، وحصار المواطنين وقوانين الطوارئ والهجمات المنهجية على المدنيين وغارات الجيش المدعومة بالمليشيات والطائرات على البلدان الآمنة والتهجير القسري والتطهير العرقي وإجراءات منع منظمات الإغاثة واعاقة محاولات المجتمع الدولي والمنظمات لإنقاذ هؤلاء المنكوبين المحصورين وكثير غيرها ليس من الجرائم المخفية فى قاع البحر او صغائر الذرات التى لا ترى بالعين المجردة بل اقطاب النظام انفسهم يعترفون بوقوع هذه الجرائم والمجازر لانهم من الذين ارتكبوا تلك الجرائم باستخدام آلياتهم الإجرامية المختلفة من جيش وجنجويد وطائرات ومناديب محلية ......الخ . وتصريحات مصطفى عثمان الذي قال فى اكثر من محفل واعترافه بوقوع جرائم قائلا ان هذه الجرائم لا ترتقى الى مستوى التطهير العرقي فضلا عن الصور الحية من واقع الجريمة تبين الفظائع والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين من قتل جماعي وحرق للقرى وقصف وإرهاب والتي تم تصويرها من قبل المتضررين والمنظمات العاملة فى المجال الإنساني وصور ومشاهد اللاجئين عند حدود الدول المجاورة وشكاويهم عن الظروف التى يعيشون هناك وكيف غادروا قراهم وبلدانهم ومعلومات عن الجرائم التى ارتكبت ضدهم الجيش والجنجويد واسماء القرى التى احرقت وعدد القتلى مع ذكر تفاصيل الجرائم وتواريخها واسماء الجنجويد ومناطقهم وقبائلهم لدليل آخر لا يحتاج الى تحريف او التصويت ضده لصالح المجرمين لتزداد من خلالها معاناة هؤلاء البؤساء الذين يعيشون فى ظروف غير انسانية وغير عادية ولا اخلاقية على مرآى من المجتمع الدولى والمنظمات الانسانية ودعاة حقوق الانسان .
وإذا كان هذا هو دور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بنتائجها الضبابية ومجاملة الدكتاتوريين والجبابرة والقتلة المحترفين وحصر حق الإنسان في جيب ضيق ، لتكون مادة للتصريحات الجوفاء لتوهم الذين ارتكبت في حقهم الجرائم ليعيشوا في وهم من الأمل قبل ظهور النتيجة والحقيقة المرة لتذهب صورهم واحتجاجهم وحجم معاناتهم لتحفظ فى أدراج متاجرى معاناة الشعوب ومنظرى المجتمعات وخبراً منسياً ومثلا من أمثال المعاناة الإنساني توضع فى أرشيف المنظمات والهيئات الدولية المدعية بحماية حق الإنسان لتحتفل بمرور عامها الأول والثاني والربع القرني ، بدلا من حماية المجتمع الدولي للإنسان وصيانة حقه لتكون الاحتفال مطابقا لاسمها " حماية حقوق الإنسان " ولكن اليوم نرى هي الأخرى ترتكب جرائم فى حق الإنسان وتحتفل بالأعياد السنوية لوقوعها رغم أنها ليست ببعيدة عن موقع الجريمة عند وقوعها ، لذا تيقن لنا نحن كأهل دارفور بان لا مغيث إلا رب العباد ولا توجد من يحمينا إلا بنادقنا ووجب علينا فى هذه الحالة ان نكافح ونناضل من اجل حقوقنا وحماية أنفسنا وإيجاد محاكم محلية لمجرمي الحرب من أقطاب النظام وجيشه والمليشيات المساندة لها "الجنجويد " والقيام بعمليات قصاص ضد أقطاب النظام بالخرطوم حتى لا ينعموا بالهدوء والسعادة والرفاهية على حسابنا وحساب الآخرين المهمشين من أبناء السودان ، وان تقلل من فرياتهم الإعلامية وأكاذيبهم وتحريفهم للحقيقة وسخريتهم من أهل دارفور ، لدرجة أن ينكر مطبل النظام مصطفى عثمان وآخرين جرائمهم البشعة التى ارتكبوها ضد المدنيين من حرق وقتل وتهجير وتطهير عرقي وإبادة جماعية منظمة أغراهم قرار اللجنة المتدثرة بجلباب الإنسانية بجنيف لينكروا وجود الجنجويد وغاب على مصطفى عثمان أن أهل دارفور يعرفون الجنجويد حق المعرفة ، أسمائهم وقبائلهم وأماكن تواجدهم وتفاصيل الجرائم التي ارتكبها الجنجويد مع جيش النظام . فإنكار النظام لهؤلاء القتلة والسفلة المحترفين لا يجدي شيئا ونحن نعلم كيف نصدر الأحكام العادلة لهؤلاء وبقية المجرمين من أقطاب النظام .
أما الشيوعي السافل السفيه المرتزق عبد الباسط سبدرات الذي خلا جوفه من الحلال وضميره من الإنسانية هو الآخر ينكر بسودانية أهل دارفور قائلا ان هذه الصور التي عرضت فى الفضائيات هى ليست من دارفور وانما من رواندا وأماكن أخرى ، فى الوقت الذي أمهاتهم وآبائهم وإخوانهم أهلهم تعرّفوا من خلال هذه المشاهد على حقيقة الظلم الواقعة عليهم وقصور المجتمع الدولي تجاههم والظروف القاسية اللاإنسانية التي يعيشونها ولكن أمثال عبد الباسط ممن يعتقدون أن خريطة السودان هي الخرطوم وضواحيها من القرى وبقية السودان مستعمرات تابعة لهم وكفى ، لذا وجب العذر لهؤلاء المرتزقة حتى تأتى يوم حسابهم ونحن بذلك السخرية والاستخفاف والنكران قد تجاوزنا الطيبة السودانية " عفا الله عما سلف " وتجاوزنا معها الشكاوى للمجتمع الدولي والمحاكم إلى مرحلة الانتقام الفردي والجماعي بأدواتنا وقدراتنا المحلية في محاكم أعضائها الأرامل واليتامى والثكلات من النساء وبقية المظلومين والمقهورين والمهمشين لتجد من خلال هؤلاء السلاح الفعال التي توقف التتر والهمج واصحاب الضمائر الميتة والقلوب القاسية في حدودهم .
ومجزرة اخرى من نظام الانقاذ مع سبق الاصرار !
من ج . ج . ن
مراسل الجريدة بمدينة الفاشر
بعد يومين فقط من تجديد وقف اطلاق النار بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بدارفور ، ومع تباشير السلام التى بدات بتوقيع البروتوكولات الاخيرة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ، ومع اعلان على عثمان محمد طه عند عودته الى الخرطوم ، بان النظام سوف يبدأ فوراً فى السعى نحو حل مشكلة دارفور ، حتى بدأت الترتيبات فوراً فى الفاشر ولكن بطريقة مختلفة ، بطريقة اهل الانقاذ فى التعامل مع اهل دارفور وهو اعلان الشئ وعمل عكسه تماما . فى يوم الجمعة الموافق 28/5/2004م وعند تجهيز الناس انفسهم لصلاة الجمعة ، قامت طائرة انتينوف حربية بقذف سوق قرية تابت الاسبوعى (40 كيلو جنوب غرب مدينة الفاشر) وتسببت هذه الجريمة وكما هو مرسوم لها من قبل قادة الانقاذ الى قتل اكبر عدد من المواطنين الابرياء وجرح آخرين ، وكانت الحصيلة الاولية للقتلى والجرحى على النحو التالى :
القتلى :
1- حليمة حامد محمد
2- عواطف ابراهيم نصر
3- زينب آدم ابكر
4- هادية على آدم
5- فاطمة على آدم
6- حواء عبدالله عمر
7- آدم محمد آدم
8- حامد على
9- موسى حسين موسى
10- عبدالله أبكر نور
الجرحى :
1- محمد أحمد بشير
2- فيصل حامد
3- عبدالله محمد أحمد
4- جميلة محمدين
5- أحمد محمد موسى
6- يوسف أبكر احمد
حيث أفاد مراسلنا بأن محمد أحمد بشير الجريح رقم 1 في قائمة الجرحى المذكور أعلاه قد توفى لاحقاً نتيجة تأثره بنزيف حاد .
النهب المنظم وتسويق المال المسروق وتوزيع الادوار بين
قادة الجنجويد وسلطات الانقاذ
من و. م . ب
مراسل الجريدة من نيالا:
تكشفت للجريدة معلومات أكيدة بان حكومة العصابات الحاكمة وبالتنسيق مع زعماء الجنجويد يعملون على تجارة لحوم المواشي التي تتم نهبها من المواطنين فى دارفور من قبل الجنجويد ، حيث تأكد لنا بأن سلطات جنوب دارفور تقوم بتصدير هذه اللحوم بعد تجهيزها فى السلخانة الحديثة بمدينة نيالا ومن خلال مطارها إلى دول معروفة مجاورة للسودان وأخرى تحتفظ مع السودان بعلاقات تجارية فى مجال تصدير اللحوم المبردة ومن ثم استغلال عائداتها ( المجزية ) لشراء السلاح وسيارات ذات الدفع الرباعى للجنجويد وذلك كنوع من تنويع مصادر الصرف على الجنجويد حتى لا يعتمد الصرف كليا على خزينة الدولة وذلك ليس حرصا على المال العام ولكن كنوع من الترضية لوزارة المالية حيث تسربت بعض المعلومات عن استياء شديد فى بعض دوائر اتخاذ قرار الصرف العام بالوزارة من الصرف الغير (المعتمد) والمتنامى لصالح الجنجويد . وفي هذا الإطار لاحظ المهتمون بتجارة الماشية بأن النظام قد عمل على منع تجار الماشية المعروفين من العمل في مجال تجارة اللحوم المذبوحة والتى تصدر للخارج ، حيث عهد بهذا النشاط الى فئة طفيلية معروفة وداعمة لسياسة النظام والتى تقوم بتسهيل تغطية هذه الجرائم وإخفاء آثار المواشي التي تم نهبها بعد حرق قرى وقتل أصحابها من قبل الجنجويد .
سيادة قانون الغاب فى عاصمة آدم حامد !
تتميز مدينة نيالا (معقل الفريق آدم حامد) ، عكس بقية عواصم ولايات دارفور الكبرى ، بانها مرتع لممارسة كل جرائم الجنجويد المعروفة وتجاوزات رجالات الامن الصارخة بدون اى رقيب او خوف من سلطة الحكومة وذلك لان والى الولاية هو المشرف الفعلى على ابشع مليشيا قبلية عرفها أهل دارفور والسودان وبل العالم (الجنجويد ) وبذلك ينطبق على افراد الجنجويد والامن المثل القائل : اذا كان رب البيت بالدف ضارب ، فشيمة أهل البيت الرقص والطرب .
لقد اوردنا فى صفحات هذه الجريدة فى الاسابيع الماضية ان هنالك جرائم منظمة يقوم بها رجالات الامن فى الساعات الاخيرة من الليل وذلك بالقفز من على اسوار بيوت بعض التجار المعروفين فى المدينة والمنتمين لقبائل بعينها ويقوم هؤلاء بتهديد الضحايا بالقتل وابتزازهم فى النهاية بمبالغ كبيرة مقابل عدم التعرض لهم مستقبلا . حينها ، وبناء على تعليمات (عليا) من حركة تحرير السودان ، قمنا فى الجريدة بتوجيه (رسالة) مباشرة لسعادة الفريق بضرورة السيطرة على هذه الكلاب المسعورة والا ....... ، ويبدو ان تلك الرسالة قد وصلت وتم استيعابها . الا ان الجديد فى مدينة نيالا فى هذه الايام ان هنالك نهب يتم على وضح النهار لمواطنى مدينة نيالا (العاصمة) بواسطة الجنجويد حتى بات الامر ظاهرة واصبح المواطن غير آمن فى نفسه وعرضه وماله وهو على بعد امتار قليلة من مكتب سعادة الوالى وهذه بعض الامثلة :
1 – في عصر يوم الجمعة الموافق 21/5/2004م تم الاعتداء على المواطن / عبد الكريم آدم اسحق في منزله الكائن بنيالا وتم نهب مبلغ من المال ومسوغات ذهبية لزوجته بعد أن تعرضا للضرب والإهانة والتهديد من قبل الجنجويد وذلك امام اطفالهما .
2- المواطن / ابكر آدم سليمان وهو مشهور بتجارة الحمير بحى الزريبة ، تم نهب مجموعة من حميره تحت تهديد السلاح وفى وضح النهار .
3 – المواطن / سليمان مرجان ويسكن فى حى امتداد خرطوم بالليل ويحتفظ ببقرة حلوبة واحدة لاطفاله ساقها منه الجنجويد تحت تهديد السلاح .
معركة الغنائم بين الجنجويد والجيش النظامى ب " سانى دليبة "
بعد الهجوم الغادر على الآمنين والنساء والشيوخ بواسطة مجموعة من الجنجويد وافراد الجيش النظامى على قرى منطقة كوالا جنوب شرقى نيالا قبل ايام ، والتى عرفت بمجزرة قرى محلية جنوب نيالا ، والتى راح ضحيتها اكثر من خمسين شخص وثلاثين من الجرحى وحرق مجموعة من القرى ونهب ممتلكات المواطنين فى هذه القرى بالاضافة الى نهب اعداد ضخمة من مواشى المواطنين . تفاجأ مواطنو نيالا باحضار اعداد كبيرة من جرحى الجنجويد فاق الخمسين شخص تم توزيعهم على اكثر من مستشفى وعزلهم من المرضى العاديين . سبب مفاجأة الاهالى ان المواطنين الذين تم حرق قراهم وقتلهم فى الهجوم الغادر المذكور اعلاه ، قد تم الهجوم عليهم بعد صلاة الصبح الامر الذى لم يمكنهم من الدفاع عن انفسهم علاوة على عدم التكافؤ مع الجيش والمليشيات المسلحة ، وبالتالى لم يلحقوا اى خسائر يذكر فى صفوف الجيش والجنجويد . ولكن سرعان ما تكشفت الانباء والفضائح المخزية ، وهى انه بعد نهب القرى وحرقها وقتل الابرياء حملت المجموعة الغادرة ما تم جمعها من الغنائم من هذه القرى ، بالاضافة الى البهائم التى تم نهبها ، الى منطقة " سانى دليبة " لغرض تقسيمها هناك بين الجيش والجنجويد . الا ان افراد الجنجويد قد رفضوا رفضا باتا تضمين المواشى المنهوبة ضمن "الحسبة" ، فهم يرون ان الاموال "الحية" هى دائما من نصيبهم ولا يمكن مشاركة الجيش النظامى بهذه الامور التى "لا يفقهون فيها" . وقد جرت مفاوضات لحل هذا الاشكال لفترة يوم كامل الا ان الطرفين فشلا فى حل المشكلة . ومع اصرار افراد القوات النظامية على مشاركة الجنجويد كل "الحسبة" بما فيها المواشى المسروقة ، انفجرت الاوضاع وتطورت الى نزاع مسلح واستعمل الجيش الاسلحة شبه الثقيلة فى مواجهة الجنجويد مما ادى الى قتل العشرات فى الحال واوقع اكثر من خمسين جريحا بين الجنجويد الامر الذى استدعى نقلهم الى مستشفيات نيالا .
المتاجرة بمآسى النازحين
ج ج . ن ، مراسل الجريدة من الفاشر
وكلاء نظام الانقاذ فى دارفور مثل يوسف كبر والى شمال دارفور ، هم الآن فى سباق مع الزمن لملئ جيوبهم قبل ان ينتهى صلاحيتهم ويذهبوا الى مزبلة التاريخ مشبعين بلعنات الارامل والايتام والجياع الذين كانوا هم السبب فى معاناتهم . فى غضون الايام الماضية نشط بعض اعوان يوسف كبر تحت مسمى اللجان الشعبية وذلك لاجبار النازحين من مناطق طويلة الى الفاشر بفعل هجمات الجنجويد بالعودة الى قراهم بزعم ان الحكومة قد وفرت الامن وان الاغاثة ستصلهم فى مواقعهم . الا انه وللاسف عندما عاد بعض النازحين الى قراهم لم تأت الى هذه القرى الخربة من تغيثهم لانه لم تتم اى ترتيبات حقيقية من قبل السلطات لا لتوفير الامن ولا توصيل الاغاثة لهم . والمأساة الاخرى انهم وهم فى انتظار الاغاثة فى قراهم هجمت عليهم مجموعات الجنجويد مجددا وقتل من قتل أما من تمكن من الهرب فعاود النزوح من جديد الى صوب الفاشر . مع العلم ان مجموعات كبيرة من النازحين قد رتبوا امورهم مع اقرباءهم فى الفاشر واستقروا الى حين فى بيوت اقربائهم رغم الضيق . وحتى الذين استقروا فى الفاشر يتعرضون وبصورة يومية لمضايقات الجنجويد داخل المدينة ، وقد تعرض قبل ايام صبى للضرب والنهب عندما كان عائدا من البنك بعد ان صرف بعض المبالغ التى تم تحويلها لهم من ذويهم من خارج الاقليم .
اجرينا تحرياتنا الخاصة لمعرفة سر اصرار الوالى واعوانه لاجبار النازحين للعودة الى قراهم رغم معرفتهم المسبقة بعدم توفر المقومات الحياتية هناك ، ووصلنا الى حقائق مذهلة ومبكية وهى ان الوالى وبالتنسيق مع السماسرة يجبر النازحين الى العودة الى قراهم حتى يستفيد اصحاب الناقلات من اجور النقل والتى تدفعها فى الغالب منظمات الاغاثة ، أما الوالى فهو يستفيد من حمولة اساطيل الناقلات التى تخرج محملة بالمؤن من الفاشر متجهة صوب طويلة والقرى الاخرى التى رجع اليها النازحين ولكن سرعان ما تغير هذه الاساطيل المحملة وجهتها الى مواقع اخرى حيث ينتظرها "تجار الكوارث" من سدنة يوسف كبر ليتم بيعها فى السوق السوداء ، ويا للعار !
استمرار مسلسل اغتصاب وقتل الفتيات بواسطة الجنجويد
من س . ت . م
مراسل الجريدة فى مدينة كتم – شمال دارفور
أفاد مراسلنا بكتم بأن المواطنة حليمة عبدالله أدم نازحة من قرية منقوري التي تمت حرقها في أبريل 2004م بواسطة طائرات العصابة الحاكمة قد خرجت لجلب حطب الوقود من ضواحي كتم ومعها إثنتان من أخواتها وفي طريقهن إلى الحطب تم اغتصابها من قبل الجنجاويد ومن ثم تم قتلها . أما البنتان الأخريات فقد تم قتلهن بصورة بشعة بعد كسر في رجلين ونزع جلد الوجه مما أدى ذلك إلى عدم تمكننا من تحديد ملامحهن .
المواطن أ . أ. م من منطقة كتم بشمال دارفور سبق وعاش معاناة شخصية من ممارسات الجنجويد فى اهله وذلك اثناء تواجده فى اجازة سنوية . وعندما عاد الى موقع عمله فى الغربة سطر هذه المعاناة وسماها "يوميات عائد من كتم" واحتفظ بها ، وعندما قرأ جريدة "الفجر الجديد" ارسلها لنا للنشر رغم قدم المادة بعض الشى ، فها نحن نصدرها ليعرف الناس المزيد من وحشية هؤلاء التتر (الجنجويد) ضد اناس شاركوهم الحياة منذ قرون .
يوميات عائد من كتم
أ.أ. م
لقد عايشت من البعد كغيري من أبناء كتم العزيزة تلك الأحداث الدامية منذ قيام التمرد بالمنطقة ورغم ما نقل إلينا من الأخبار ما كنت احسب أنها بهذا الحجم المهول.
لقد امضي الناس الخريف في التنقل ليلا عبر الحشائش الكثيفة والأدغال اختباء من عيون طياري الأنتنوف الذين لا يفرقون بين شيخ وامرأة وطفل وحيوان بل الكل يعتبر هدفا مشروعا 0 ورغم أيمان الناس جميعهم بانه من لم يمت بالسيف مات بغيره إلا انهم كانوا يفضلون الموت بلدغة الثعبان أو العقرب أو الغرق في مجاري الوديان على الحرق بقنابل الانتينوف القاتلة أو تعذيب الجنجويد واغتصاب نسائهم وبناتهم أمامهم ومن ثم قتلهم 0 لقد سئم الناس والمسنين والأطفال الرضع الذين لا يستطيعون المشي أو الفرار بجلودهم من جحيم المطاردة الليلية والنهارية 0
لقد مات والدي البالغ عمره 83 عاما بسبب الأعياء الذي تعرض له نتيجة الفرار المتواصل لمدة ثلاثة اشهر في البراري وتحت المطر والبرد والمرض والجوع والخوف هربا من الجنجويد والجيش وطائرات الابابيل والانتنوف . لقد مات رحمه الله وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقه لمحزونون 0 بقيت الجريمة مسجلة في اللوح المحفوظ باسم من اقترفوها ليوم يقوم الناس لرب العالمين 0 لقد دفن في مقابر الشيخ حسن (قرية سنقر) والتي تقع على بعد حوالي إثنان (2) كيلو متر غرب مدينة كتم عاصمة محافظة شمال دارفور 0 عندما قررت أن أزوره في قبره مترحماً عليه ؛ رغم اعتراض الناس 0 وعندما بلغت مرقده ووقفت تلقاء رأسه اذرفت الدموع السخينة حزنا علي فراقه لنا 0 أسال الله تعالي أن يجعله من الشهداء والصالحين وان يسكنه فسيح جناته 0 وبينما أنا في تلكم اللحظة الحزينة وقد فقدت صوابي إذا بأخي وابن أختي يسحبانني بعيدا عن الموقع ويقولان لي : هيا أسرع ... الموقف جد خطير وقد نتعرض لخطر إذا لم نغادر المكان فورا 0 وفي الحين سمعت دوي بنادق الجنجويد تطلق من كل حدب وصوب ولا تبعد معسكرهم عن الموقع سوي كيلومتر فأسالتهما عن الحاصل فقالا لي : أما أنهم عادوا غانمتين من رحلة نهب أو خارجين في رحلة نهب . سبحان الله .
منذ ذلك اليوم وهو اليوم الثاني لوصولي إلي كتم ودوي المدافع والبنادق والقنابل وطائرات الانتنيوف والابابيل من كل حدب وصوب ومجموعات الجنجويد تجوب المدينة جيئة وذهابا 0
لقد أمضيت ثلاث أسابيع في قرية (دمبري) وهي ضمن أحياء المدينة وتفصلها خور عن باقي المدينة نازحاً مع أسرتي إلى حيث اختنا الكبرى وأولادها 0 الأمر غريب .. وجبة العشاء قبل الغروب ، ولابد من إطفاء النيران بعد الغروب مباشرة وعدم استخدام بطارية الجيب !! وممنوع التجول 0
لقد رأيت بأم عيني عدداً لا يحصي من الأحداث والهجمات والاعتداءات على المواطنين الأبرياء في خور أبو قدح الذي يفصل الحي عن باقي المدينة 0 كم من شخص تعرض للنهب والضرب في ذلك الخور مثل محمد احمد محمود إبراهيم وأنا شخصيا تعرضت لمطاردة في ذلك الخور ولكن نجاني الله عندما اعمي أبصارهم عني نهارا جهارا0 إن المسافة الزمنية بين حي دمبري والمدينة خمسة عشر (15) دقيقة فقط ولكن لا تستطيع أن تركب الحمار في هذه المسافة حتى لا ينهب منك ولا تحمل إي شي ذات قيمة في يدك وان تكون جاهزا للموت حيث تودع أسرتك عند خروجك إلي السوق فلا أحد يضمن إن يعود سالما إلي بيته وكم من حادث حدث في حي سنقر الذي يبعد خمسة دقائق عن حي دمبري حيث نهبت مئات الرؤوس من الأغنام من أهل القرية. كما لا ننسي الذين قتلوا أو جرحوا في خور جاقد الذي يقع على بعد كيلومترين عن قرية سنقر التي تقع ضمن دائرة مدينة كتم حيث قتلت امرأة اسماها حببني بابكر ودحقار ؛ وذبح ذبح الشياه شاب معتوه وقتلت عجوز ذهبت لتحتطب حيث جلدت حتى الموت وضرب محمد احمد نليه الذي ما زال طريح الفراش بمستشفي كتم . وفي مدرسة كتم الغربية الأساسية قتلت امرأة واخذ جملها و هذا قليل من كثير جدا إنما أردت أن تكون مثالا لما حدث في تلك الفترة الوجيزة وعما حدث للمزارعين في وادي كتم من سنقر حتى فتابرنو فحدث ولا حرج فقد قام الجنجويد خلال شهر يناير باجتياح كل هذه المنطقة وقاموا بنهب الوابورات الصغيرة وضرب وتخريب وجلد الرجال والنساء واغتصابهن ؛ واخذوا منهن حتى الصوميت المستخدم للزينة وأجبروهم على ترك مصدر رزقهم ونهبوا كل الحمير وممتلكات البيوت وقاموا بحرق البيوت بعد نهبها واجبروا أهلها على الفرار إلي المدينة .
لقد كنت في البداية مشدوداً لتواتر الأحداث ودوي المدافع وأزيز الطائرات ولكن سرعان ما اصبح كل شي عادي بالنسبة لي فلم يعد خبر الضرب أو موت عزيز أو نهب أموال أو حرق قرية أو جلد أحد في سوق كتم أو اخذ ماله لم يعد أمراً محزونا لان المشاعر قد تبلدت كثيراً 0 وخلال هذه الفترة تابعت كسائر المواطنين عبر جهاز الراديو ما يدور من تعليمات وأخبار بين الرائد/ قدال قائد حامية كتم طياري الطائرات وقائد الجنجويد وقد تابعت أول ما تابعت تعليمات قدال لقائد الأنتنوف يضرب هدف (قرية) في منطقة آمو والذي حدده له بمسافة 27 كلم وتم قذف القرية بالفعل ولكن الحصيلة كانت قتل أسرة يتكون من ستة أفراد هم الأب الأطرش وأطفاله وهم يتناولون وجبة الإفطار أثناء عودتهم من المدرسة ؛ ثم قذف إحدى قرى منطقة عبدالشكور ولكن في كل طلعة كانت الضحايا هم من الأبرياء والأنعام والممتلكات 0 وقد حفظ الجميع أسماء الطيارين والقادة بل حتى نوعية الانتينوفات وأي منها الأكثر فتكا بالناس حتى يتجنبوها عندما تحوم في سماء المنطقة .
وخلال هذه المدة لم تكن المدينة عامرة إلا الجزء الغربي منها وجل سكانها من أهل فتابرنو ولكن جاءت الطامة الكبرى عندما حضر إلى كتم جحافل الجيش تباعا منذ الأسبوع الأول من يناير 2004م وتوجت بوصول القائد العام لقوات الجنجويد موسى هلال وبمعييته حوالي ثلاثة آلاف جندي من قوات الجنجويد حيث نزلوا في باتي (دامرة الواحة) حوالي ثلاثة كلم غربي مدينة كتم منضمين إلى المجموعة المستقرة بالدامرة من أولاد راشد وغيرهم من المهرية الذين تجمعوا هناك والبعض منهم جاء من كبكابية وقد كان ذلك يوم 18/1/2004م حيث زار المدينة موسى هلال وتجول في السوق وذهب إلى المحافظة حيث اجتمع مع معتمد المحافظة وأمين المؤتمر الوطني والجهاز الحاكم بالمحلية وقد ذكر موسى هلال خلال الاجتماع انه قادم من الخرطوم بتعليمات لحرق كل قرية تخرج منها طلقة نارية عليهم أن ينزلوا للناس التعليمات بالاستسلام التام وإلا سيدفعون ارواحهم ثمنا لمقاومتهم كما قال انه يريد ان يقبض على يحي دبس حيا .
وفي اليوم الثاني 19/1/2004م تحرك موسى هلال مع قائده الميداني المدعو عبدالواحد على راس فيلق الجنجويد وتحركو غربا من دامرة باتي وكانو قد حددوا مسافة حول المدينة تبعد 2 كيلو متر فقط حيث اعتبر كل من يقع خارج دائرة هذه المسافة متمرداً يجب استئصاله وقد بدأ الجنجويد النهب والسلب والقتل وحرق القرى ابتداء من فتابرنو وحتى قرى آمو وازيرق وما حولها وحتى عين سيرو وحلة ديري حيث شاهدت بأم عيني سحب الدخان الكثيفة الحمراء والتي استمرت على مدي أسبوع 0 وخلال هذا الاجتياح بدا النزوح الأسطوري للمواطنين من قراهم حيث تعرضو للقتل والسلب والتجريد التام من كامل الممتلكات وبدأت جحافل النازحين تتدفق إلي المدينة الخاوية على عروشها من كل حدب وصوب وهم عبارة عن نساء وأطفال وعجائز وشيوخ بلغوا من الكبر عتيا عل ظهور ما تبقي لهم من الحمير أو محمولون على العناقريب بسبب كبر السن أو المرض المقعد . أطفال يبكون واخرون يجوبون البراري والفيافي والوهاد هربا من الجنجويد لا يهتدون سبيلا ولا يدرون أين أهليهم . أناس مذهول ليس لهم زاد ولا كفن بل ما تبقى على عاتقهم من ملابس في شتاء قارس يكاد يبلغ درجة التجمد وهم يبيتون على الرمال ويتلحفون السماء ولا شاغل لهم سوى الأحلام الجنجويدية الكابوسية المخيفة 0 أناس لا يقولون شيئا سوي قولهم ((الله يهون ناس ديلك ما مسلمين)).
لقد ظل سيل النازحين يغرق المدينة بآلاف الناس كل يوم وبعضهم يسوق غنمه الذي استطاع أن يخلصهم من النهب ليبعهم في السوق بل يدللهم بثمن بخس دراهم معدودة رغم انفه حيث تراوحت أسعار الضأن من 5 إلي 35 ألف جنيه والماعز من 2000 إلي 2500 والحمير من 6 إلي 75 ألف و البقر 10 إلي 150 ألف جنيه حتى لا تموت من الجوع لعدم وجود العلف بالمدينة وحتى لا يأتي الجنجويد ويأخذونه عنوة0
لقد وصل تعداد النازحين في خلال 18 حتى 29/1/2004م إلي 124 ألف نازح حسب احصائية منظمة الهلال الأحمر السوداني بداخل المدينة و 42000 نسمة في المطار القديم بحلة كساب .
لقد اجبر الجنجويد المواطنين بالنزوح قسرا الى المدينة بعد أن تركوا الكثير من الجثث دون دفن خاصة في منطقة آموا وملاقات وبركة الله 0 حيث تمركزت جحافل الجنجويد والجيش في عدة محاور وتم إخلاء كل محافظة كتم من سكانها عدا الجزء الجنوبي منها . وحتى نحن بحي دمبري (كرامة شرق) قد اضطررنا بالنزوح إلي المدينة بعد أن تتالت الهجوم على المزارعين الذين يخرجون عند الصباح إلى جنائنهم المجاورة للقرية .
لقد تمكنت بصعوبة من إيجاد منزليين استأجرتهما لأسرتي وانتقلنا إلى هناك وقد امتلأت بيوت المدينة وطرقاتها بل رمال الوادي الفسيح الذي يشق المدينة إلى نصفين0 لقد امتلأت الرمال بالأنس والحيوان على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات رغم البرد القارس وافتقادهم إلى الأغطية بل اضطر بعضهم لاقامة حاجز من سيقان السمسم علها تقي أطفاله من زمهرير البرد.
هنالك في ذلك البيت الذي استأجرته والذي يطل علي الوادي اجلس واتامل النازحين أفكر في ما الذي اقترفوه ولماذا لم تسمح لمنظمات الإغاثة بغوثهم !! وكان الوضع مزريا حيث يأتي إليك نساء يشحذون بصورة كثيفة والكل يشتكي أن لها أطفالا لم يأكلوا منذ يومين 0 لقد تلوثت المدينة بكاملها من جراء موت الحمير والأغنام بسبب الجوع وتبرز الإنسان في العراء لعدم وجود مراحيض مما أدى إلى ظهور حالتين من السحائي 0 لم تكن المدينة بالنسبة لنا افضل من قرية دمبري فالعساكر يجوبون ليلا في شوارع المدينة ويغيرون على النساء النازحات يرغبون في اغتصابهن 0 وقد حصل أن غارت مجموعة من العساكر على نساء أمام منزلنا وعندما قاوموهم فتح الجنود النار عليهن مما أدى إلى قتل جدتهم في الحال وكسر أيادي أحد الصبيان لاذ الجنود بالفرار وكان ذلك الساعة الثانية مساءاً 0 في كل ليلة تسمع طارق يطرق الباب يريد النساء 0 وفي السوق هنالك من يأخذ مقاضيه دون أن يدفع ثمنها 0 كما إن هنالك سرقة منظمة للدكاكين ليلا من قبل الجنجويد 0
لقد تكدس الناس في المدينة وانعدم حطب الوقود واعلاف البهائم ولاسبيل لجلبها من خارج المدينة حيث هنالك الجنجويد بالمرصاد كل من يحاول الخروج من المدينة حيث يضرب أو أن كان من النساء يتعرض للاغتصاب من قبل الجيش والجنجويد.
وفي بوابات المدينة فحدث ولا حرج عن التفتيش حيث لا فرق بين امرأة ورجل وطفل وإذا وجدوا عندك شئ من الكيروسين للإنارة أو الديزل أو زيت الطعام أو المشمعة فذاك جزاؤه عسير بل يأخذون كل شئ نفيس دون وجه حق . وقد وصل الأمر إلى درجة اخذ طلاب أثناء الدراسة من داخل الفصول لاستجوابهم حتى اشتكت إدارة مدرسة كتم الثانوية إلى معتمد المحلية 0
لقد قام الجنجويد بتجميع كل ما نهبوه من المواشي والممتلكات في دوامرهم حيث تبرع موسى هلال بعدد أربعة آلاف راس من الضأن للجيش بمناسبة عيد الفطر . ومن الدامرة قامت هيلوكبترات الابابيل بنقل كميات من الخراف إلى الفاشر كما إن البهائم تساق برا بواسطة الهجانة حتى كبكابية ونيالا ومن هنالك تصدر جوا بواسطة الانتنوف كما قيل إلي سوريا وإيران ومصر والله اعلم . وهنالك الكثير من المواشي المنهوبة من منطقة الحمرة شحنت باللوري إلي الفاشر حيث تعرف الناس على مواشيهم وهي مشحونة على اللوري عبر كتم إلى الفاشر 0 كما أن قائد الحامية الرائد قدال أصبح من كبار تجار المواشي بالبلدة حيث يقوم عن طريق مناديب بشراء البهائم حيث سعر الخروف لايتعدي سعر 2 كيلو لحم بالخرطوم محققا من ذلك ثروة طائلة .
في يوم الجمعة 29/1 /2004م تحرك موسى هلال مع عدد من الجنجويد حاملين معهم ما نهبوه من قطعان الماشية والممتلكات المنزلية في اضخم موكب في تاريخ المنطقة الحديث إلى مقره الرئيسي بكبكابية تاركين وراءهم عدد هائل من صغار المواشي التي لا تستطيع المشي لمسافات طويلة حيث هلكت من الجوع 0 أما البقية الباقية من قواته فظلت مرابطة في دامرة باتي ومنها تتحرك مجموعات منهم كل صباح إلي جهة من الجهات في رحلات للنهب حيث تجمعهم الانتنوف بل وتدلهم على أماكن البهائم ويعودون في المساء سائقين معهم مئات بل الآلاف من المواشي . وحيثما وجدوا مقاومة من أصحاب الحق سرعان ما يطلبون المدد من الجيش والدعم من (قدال) حيث يرسل لهم علي جناح السرعة الطائرات وقوات المشاة.
وفي يوم 9/1/2004م تم نهب قرية كساب التي تقع علي بعد كيلو ونصف من المدينة حيث نهب منزل العمدة /عبد العزيز آدم علي ومدير الثانوية بنات الأستاذ/ آدم عبدالكريم ابراهيم والعسكري /عثمان أبكر جرو ودكان التاجر/ ود احمد رشيد وقد كان ذلك حوالي الساعة الرابعة وقام العمدة / عبد العزيز آدم علي بالتبليغ فورا لدى المركز وقائد الحامية ولكن لم يفعلوا شي وفي 14/2/2004م تم نهب 7 قطعان من الماشية وتم حرق 7 قرى التابعة لمنطقة فولو حيث تم حرق القرية أيضا والتي تبعد 4 كيلومترات فقط من المدينة . وفي 11/2/2004م قتل عيسي قدود وحواء آدم داود و4 أطفال (8 سنوات) ثلاث أولاد وبنت في منطقة الزومة .
أقلام الثورة
هذا باب جديد فى الجريدة اتفقنا فى ادارة التحريرعلى ان نخصصها لمجموعة مختارة من الكتاب المنتميين لثورة دارفور للتعبير عن آراءهم سواء كانت مقالات او قصائد . ويسرنا ان نفتتح هذه الصفحة بقصيدة من الشاعر / ابو جليلة بعنوان
" اللاجئون بلا اوطان " ، وقد ارفق ابو جليلة القصيدة برسالة لنا فى رئاسة التحرير يشرح فيها مناسبة القصيدة ، ونحن اذ نرحب به فى هذه الصفحة نتوجه الى ثوار دارفور فى كل المواقع المساهمة فى مواد هذه الصفحة الجديدة .
بسم الرحمن الرحيم
إلى : رئيس تحرير جريدة الفجر الجديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم بقلم من أقلام القدر رغم أنني لست من كتاب العصر ولا من شعراء الألفية ولكن حينما ينكرنا أحد الجهلاء ممن الذين تحشروا بين أجنحة الإنقاذ ويقول على الهواء مباشرةً عبر فضائيات العالم أن هؤلاء اللاجئين ليسوا سودانيين في إشارة إلى صور لاجئي دارفور بتشاد الذين هجرهم القصف الجوي التي إستهدفت القرى الآمنة وعمليات القتل والنهب والحرق والتدمير التي صاحبت من الأرض بواسطة الجيش والتتر والهمج المساندة لها "الجنجويد" ليقول عبدالباسط سبدرات بعد هذه الجرائم "أن هذه الصور من رواندا أو بورندي" فجعلنا نبحث إسم عبدالباسط سبدرات من أرشيف مستشفيات المجانيين فزار بعضنا مستشفى التيجاني الماحي بأمدرمان وبقية مستشفيات الأمراض النفسية لنستمحه عذراً ثم إلتقينا مرة أخرى لنبحث في العقول التي تحكمنا وأصولهم ومدى صدق هويتهم السودانية فخرجنا بهذه القصيدة لنبحث موطناً من خلالكم:
اللاجئون بلا أوطان
بعد ما: أنكرتني الخرطوم فـوا أســفـا دعوني أبحث من خلالكم مــوطـنـاً
شاهـدنـا من خـلالــها خــالاً وأهلا صورٌ نٌسب للــرواندا عــمـــداً
فـهــؤلاء اللاجــئـون أفريقــيــا فقال قائــلــهم لا شــبـه بيـنـنا
ما وجد المغول لمثـل هــذا الجـرم مثلا وقفت على أطلال قــرانا تحـســراً
سقطت من غائــر الانتنوف وأبابيـــلا هاجرنا بالأمــس بسـبب قـنـابــل
فإذا بالتـتـر أشعلــوا نيــرانــــا نظــرت لوابــل من سمائـنا صيـفا
نهبــوا ثرواتــنـا وقطعـوا الشجـرا ضمائرُ لا تفرق الأطفال والنساء والعجـزا
وزرنا دولاً دون مــوعــد ســبـقـا دفـنا من غـيـر ما جــرمٍ وسبــبـا
وبقربهم تلال ووديــان حـال بيننا التترا مـا بين قبر أخي وجثث أخلائي أحــزان
وجلسنا بقربهم ضيوفـاً تــزداد عــددا إفترشنا بعد فقدانهم تـراب الآخــريــن
وعيون من ضمير الزائريـن تبـكـيـنـا رمال ورمضاء من الشــمـال تأتيــنـا
ثكلات النساء والأطــفــال قـد قتلـوا يــا دعــاة الحقوق أيـن واجبـكــم ؟
الحرث والنسل والأنـعام قــد هلكــوا يــا ضمير الإنسان أيـن صيحتـكــم ؟
إن المساجد بأرض القرآن قــد هدمـوا يا حماة الإسلام والمسلمين أيـن قولكــم ؟
والقادمون من الجند ممن عاثـوا وتجبروا القاتلون والناهبون ممن كـنا نعرفــهــم
وقتلوا شيــخ التسعــيـن تعســفـا إغتصبوا بنت الســــودان بقسوة قــلب
وأطلقــوا للمصلـيـن نـاراً وحقــدا دخلوا المساجد من غير مـــا وضـــوءٍ
ولكن شبه فــي الأسماء وقصدنا فاروقا الباكون من الظلم من رعــية عـمـــرٍ
وهدد من طلب الأمن بالمليشيات والهمجا قصف بمحظور القنابل من طـلب الـمـاء
وحرق قـرانا وهجــر الناس قســرا ووعد أرض الجدود للقادمـيـن من التتـر
ونثر فــي بواديـنا الجنـد والجثــثا وغيّر أسماءنا إلـى النازحين واللاجئــين
وكنزنا الطبيعة فهل للعـودة مـوعــدا ؟ فأصبحنا بلا موطـن فهل مـن منصـف ؟
أبو جليلة