محللون : السودان يمكنه السيطرة على الجنجويد لكن بتكلفة سياسية
سودانيز اون لاين 7/28 5:37am
من جوناثان رايت القاهرة - رويترز يقول محللون ودبلوماسيون ان السودان يمكنه تنفيذ مطالب باتخاذ اجراءات صارمة ضد ميليشيات الجنجويد التي تثير الاضطرابات في دارفور لكن فقط عن طريق اضعاف قوات أمنه وخسارة بعض من مصداقيته السياسية بين قاعدته الشعبية. ودعت الولايات المتحدة والامم المتحدة والعديد من الدول الاوروبية حكومة الخرطوم لقطع صلاتها مع الميليشيات العربية الاصل التي أسهمت أعمالها في تشريد أكثر من مليون من ديارهم في دارفور. وحتى الان يرد السودان بالتعهد بالانصياع ويقوم بما يصفه الدبلوماسيون بأنه مبادرات رمزية ضد عدد محدود من أفراد الجنجويد في هذه المنطقة المضطربة في غرب البلاد. وتشكل هذه المطالب معضلة بالنسبة للرئيس عمر حسن البشير الذي أعتمد على مدى العام الماضي على هذه الميليشيات باعتبارها قوات مساعدة في الحملة على جماعتين متمردتين حملتا السلاح في فبراير شباط عام 2003. وحتى قبل التمرد ابرمت شخصيات مؤثرة في الخرطوم تحالفات مع الميليشيات لخدمة أغراضهم المحلية في دارفور وفي بعض الحالات لمعادلة قوة الجيش الذي كانت دائما قوة مؤثرة في السياسة السودانية. وقال غازي سليمان وهو محام وناشط سوداني ان كلمة جنجويد ليست سوى اسم يجمع قبائل دارفور المتحالفة مع الجيش السوداني ضد قبائل أخرى على صلة بحركتي التمرد. وبما أن الحكومة طرف في الصراع فمن غير المنطقي توقع أن تضعف موقفها بنزع سلاح حلفائها خاصة دون نزع سلاح المتمردين في المقابل. واتخاذ اجراء صارم ضدالجنجويد قد يرتد أثره على الحكومة الضعيفة العنيدة. وأضاف سليمان الذي يفضل نشر قوات حفظ سلام دولية في دارفور أن الجنجويد يمكنهم تجاهل الحكومة فتنهار الحكومة ويستولي المتمردون على دارفور وربما يقتلون العرب. وقال دوجلاس جونسون المتخصص في شؤون السودان في أوكسفورد بانجلترا ان الخرطوم يمكنها اتخاذ خطوات للسيطرة على الجنجويد لكن بتكلفة سياسية. وأضاف //يمكن أن يتحقق ذلك لان الحكومة هي التي نظمتهم ودعمتهم في الاصل. وتابع //لكن من الناحية السياسية لا يكون ذلك ممكنا الا بتكلفة تتمثل في انقسام داخل الحزب الحاكم لان الذين وضعوا انفسهم وراء الجنجويد سيفقدون مصداقيتهم أو ستتم التضحية بهم ويخرجون من الحكومة. والصراع الدائر في دارفور عنصر مهم بالفعل في الانقسام الراهن في الحركة الاسلامية السودانية - بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس وبين حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حليفه السابق المسجون حاليا المفكر الاسلامي حسن الترابي. ونشرت الحكومة ميليشيات الجنجويد في مواجهة المتمردين بحماس خاص العام الماضي وكان ذلك يرجع جزئيا الى انها تشتبه في وجود صلة بين الترابي أحد أكثر السياسيين شعبية في السودان وبين حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور. لكن دبلوماسيا تتعاطف بلاده مع التدخل الاجنبي قال انه من السابق لاوانه الحديث عن اجراء صارم ضد الجنجويد في الوقت الذي لم تظهر فيه الخرطوم استعدادها حتى لوقف مساعداتها لهم. وأضاف //ليس لدينا حقيقة أي معلومات تشير الى أن الحكومة أوقفت دعمها لهم. وتابع أنه عندما أخذ موسى هلال أحد قادة الميليشيات الصحفيين الى دارفور هذا الشهر فانهم سافروا على متن طائرة هليكوبتر قدمتها الحكومة السودانية. ومضى الدبلوماسي يقول ان الجنجويد لعبوا دورا مفيدا للخرطوم كقوة مساعدة. وأضاف //بالنسبة لحكومة السودان المسألة الاكثر أهمية في دارفور هي السيطرة. الحكومة اعتمدت على هذه الميليشيات وربما لا تزال تحتاج للاعتماد عليها. وكان من الاثار الفورية للتهديد بالتدخل الدولي في السودان أنها أعطت الحكومة وحلفاءها السياسيين فرصة لارتداء عباءة القومية والاسلام في مواجهة التدخل الاجنبي. لكن المحللين يقولون انه قد يكون من الصعب على الحكومة تعبئة معارضة شعبية للتدخل لان عددا كبيرا من السودانيين أفاقوا من أوهامهم تجاه الحكومة ولان دارفور تبعد مئات الكيلومترات عن العاصمة. وقال جونسون //الوضع مختلف تماما عن العراق لان هناك احتمالا بأن تقيم القوات الاجنبية علاقة مع المعارضة. وقال الدبلوماسي ان الطنطنة المناهضة للتدخل الاجنبي //جعجعة// مضيفا أن الهدف منها تخويفنا لنبتعد.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com