سودانيون ينتقدون قرار الكونجرس عن وقوع ابادة جماعية في دارفور
سودانيز اون لاين 7/23 10:58am
من نعمة الباقر الخرطوم - رويترز انتقد مواطنون سودانيون اليوم الجمعة قرار للكونجرس الامريكي يعلن فيه ان ابادة جماعية تجري في منطقة دارفور بغرب السودان فيما تساءل سكان دارفور عما ستفعله واشنطن الان من اجل تأمين عودتهم الى ديارهم مرة اخرى. وقال اسماعيل جاسم السعيد الذي يبلغ من العمر 34 عاما وهو سائق من سكان الخرطوم الا يكفي العراق..هل يرغبون في تدميرنا نحن ايضا..امريكا تريد ان يدفع كل شخص عربي /في السودان/ الثمن. انهم لا يفهمون اي شيء. وفي تصعيد للضغوط على حكومة السودان اصدر مجلس النواب الامريكي أمس الخميس قرارا يتحدث عن ابادة جماعية تجري في السودان ويأمل انصار القرار في ان يساعد على دفع المجتمع الدولي الى حماية الافارقة في دارفور من ميليشيات جنجويد العربية الاصل. الا ان اتهام الابادة لايزال امرا محل خلاف بشكل كبير ولم تتبناه بشكل رسمي الادارة الامريكية ولا الامم المتحدة ولا حتى متمردي دارفور او معظم منظمات الاغاثة الانسانية العاملة في تلك المنطقة النائية. وتتهم الميليشيات العربية المعروفة باسم الجنجويد بشن حملة لطرد السكان غير العرب من قراهم واراضيهم امتدادا للصراع بين الطرفين على الاراضي الزراعية والمراعي. وتسبب القتال في تشريد ما يزيد على مليون شخص. وقال ابراهيم احمد وهو محلل سياسي سوداني انه من الواضح عدم وجود اي اساس قانوني للقول بان عملية ابادة ترتكب حاليا في دارفور والا لكان مستشارو الادارة الامريكية القانونيون قد تبنوا المصطلح. ولكنه اضاف انه يتضح بنفس القدر ايضا ان الجمهور الامريكي يعتقد انها عملية ابادة ولذلك فان قيام الكونجرس بالحكم بمثل هذا الشكل يمثل طريقة سياسية نفعية لاسترضاء الرأي العام مع الالتفاف على الالتزامات التي يفرضها القانون. وقال ياسر عبد الله وهو صحفي من شمال السودان ان الكونجرس والادارة الامريكية لا يتفهمان جذور النزاع في دارفور ويتعاملان معه بطريقة سطحية للغاية. وقال لرويترز انهم منحازون ولديهم اهدافهم الخاصة. واضاف ان العقوبات لن تؤذي الحكومة ولكن ستؤذي الشعب. وتساءل قائلا //الم يتعلموا ذلك بعد. ووزعت الولايات المتحدة أمس الخميس مشروع قرار في مجلس الامن يهدد بفرض عقوبات على الحكومة السودانية اذا لم تحاكم قادة ميليشيات الجنجويد. وتقول الحكومة السودانية انها تحاول الاستجابة ولكن الامر سيستغرق وقتا لتنفيذ تعهداتها في هذا الشأن. وقال وزير خارجية السودان مصطفى عثمان اسماعيل في مقابلة مع صحيفة لو موند الفرنسية نشرتها اليوم الجمعة //نحن لا ندعي ان الوضع قد عاد الى طبيعته. واضاف //توجد مشكلة حقيقية والتي يتعين حلها على المستويات الانساني والسياسي والامني ونحن نعتزم ان نفعل ذلك..ولكن المرء عليه ان يتفهم اننا نطبق خطة تعمل على مراحل. وشعر سكان دارفور الفارين من ديارهم ويعيشون في الخرطوم ببعض الارتياح بعد قرار مجلس النواب الامريكي ولكنهم قالوا ان لديهم بعض الشكوك تجاه التزام المجتمع الدولي للتدخل من اجل حل قضيتهم. وقالت وزارة والخارجية الفرنسية ان وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه سيقوم الاسبوع المقبل بزيارة تشاد ودارفور تعبيرا عن التأييد لبعثة مراقبي الاتحاد الافريقي. ويزور جاك سترو وزير الخارجية البريطاني المنطقة الشهر المقبل. وقالت خديجة وهى فتاة من دارفور عمرها 18 عاما وافادت ان رجال الميليشيات اختطفوها لكنها تمكنت من الفرار //قيل لنا ان الامم المتحدة ستوفر لنا الامان ولكننا انتظرنا طويلا جدا في دارفور ولم يأت اي احد ليجعلنا امنين. انا لست متأكدة اذا كنا سنصبح امنين. هل بوسع امريكا ان تنام معنا في منازلنا. وتضيف حواء وهي مختطفة اخرى من دارفور //اعتقد انهم اذا قالوا انهم سيجعلوننا امنين فانهم سيفعلون ولكن لماذا انتظروا كل هذه الفترة الطويلة. وقال اسماعيل ان السلطات السودانية ستنشر 6000 جندي في دارفور وان 3000 منهم مستعدون الان لبدء العمل. وذكرت حركة العدل والمساواة ان الحكومة السودانية ضمت أكثر من 6000 من رجال الميليشيا الى قوات الشرطة النظامية ووزعت عليهم ملابس شرطة وسلمتهم اسلحة جديدة. وقال أبو بكر حامد النور المنسق العام للحركة ان الميليشيات العربية قامت بهجومين في دارفور هذا الاسبوع رغم اصرار حكومة الخرطوم على انها تشن حملة ضدها. وقال النور خلال اتصال هاتفي مع رويترز ان الشرطة ومن بين افرادها عدد من رجال ميليشيا الجنجويد هاجمت معسكرا للمتمردين يوم الاربعاء الماضي في منطقة اورشي شمالي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. واضاف انه قبل ذلك بيومين قتلت ميليشيا جنجويد اكثر من 30 وخطفت الكثير من النساء والاطفال من كفور الواقعة بين الفاشر وكوتوم على بعد نحو 120 كيلومترا الى الشمال الغربي.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com