وإستباقاً لأى محاولة من الحكومة السودانية لتغيير الواقع الذى يعيش فيه اللاجئون وتغطية الآثار الكارثية التى إرتكبتها هى والمليشيات التابعة لها بحق الأهالى الأبرياء, فقد ظلَّت الرابطة على إتصال دائم بمكاتب هؤلاء المسئولين قبل بدء رحلاتهم إلى دارفور, وعبَّرت لهم عن بالغ قلقها من مغبة ما ستخطط له الحكومة السودانية من تزييف لحقائق المأساة على أرض الواقع, وحذَّرتهم من الإلتزام التام ببرامجها التى ستعرضها عليهم لزيارة الإقليم أو تصديق كل ما يتفوه بها مسئولوهم, بل ونصحتهم بالإصرار على زيارة مناطق بعينها تحاول الحكومة إخفائها عنهم, وعن العالم أجمع, مثل معسكرات اللاجئين المأساوية فى مناطق مورنى وطويلة والجنينة حيث يموت العشرات من الأطفال والأهالى كل يوم, كما طلبت منهم أيضاً الطواف بطائرات الهليكوبتر لمشاهدة القرى والأراضى المحروقة بمناطق وادى صالح وجبل مرة ودار الزغاوة ودار المساليت ومناطق جنوب وغرب نيالا. ورغبة منها فى التأكد من حدوث ذلك فقد عرضت الرابطة على هؤلاء المسئولين إستعدادها لتقديم عدد من أعضائها لإستصحابهم ضمن وفودهم وإرشادهم لتلك الأماكن والقيام بترجمة شكاوى الأهالى لهم وعكس همومهم وما يعانونه من واقع مرير. وبالرغم من عدم تمكن الرابطة من ذلك, نسبة لطبيعة جولات هؤلاء المسئولين والتى لا تشتمل على السودان فقط, إلاَّ أنَّها نجحت فى توجيه أثنين من أعضائها يعملون فى أوساط معسكرات اللاجئين بتشاد منذ عدة أشهر فى الإستعداد لزيارة هؤلاء المسئولين لتلك المعسكرات وتمليكهم وثائق كافية تعكس حجم المأساة والمساعدة فى ترجمة شكاوى الأهالى لهم.
من ناحية أخرى فقد نجحت الرابطة فى الحصول على موافقة المسئولين فى مكاتب هؤلاء السادة على ضرورة متابعة الرابطة لما سيتحقق من نتائج على ضؤ هذه الزيارات, وما إذا كانت الحكومة السودانية ستلتزم بما تعهدت به أمامهم من كبح تجاوزات مليشياتها والعمل على عودة الأهالى لقراهم والعيش بأمن وأمان, والحفاظ على أراضيهم وحقوقهم, وتعويضهم لما فقدوه من أرواح وممتلكات, وتنمية الإقليم إقتصادياً وتنموياً, ورتق النسيج الإجتماعى التى خربتها بسبب أجندتها السياسية.
إنَّ رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة الأمريكية تتوجه بالشكر لكل جهة قامت أو تقوم بمد يد العون والمساعدة لأهالينا المتضررين فى قرى دارفور وبواديها, وستستمر فى دعم مطالبهم العادلة والإنحياز لها, وستظل قضية دارفور ذات قيمة أخلاقية من الدرجة الأولى بالنسبة لفلسفة أنشطتها وبرامجها يجب النهوض بها والدفاع عنها, والله ولىُّ التوفيق والسداد.
اللجنة التنفيذية
الخميس 1 يوليو 2004م