الضغط.. الوسيلة الرئيسية لانهاء الحرب في غرب السودان
سودانيز اون لاين 1/28 6:10pm
تينة - رويترز يفر الاف اللاجئين عبر الحدود وتضرب القاذفات الحكومية المدنيين كما ان اللصوص يدفعون النساء والاطفال الى الاحراش. أصبحت المشاهد المألوفة منذ عشرين عاما في الحرب الدائرة بجنوب السودان جزءا من الحياة اليومية لغرب البلاد حيث تصاعد بشدة صراع بين الحكومة ومتمردين. وبالنسبة لاسر تفر من قراها وتتجمع عند الحدود مع تشاد المجاورة فان حل مأساتهم بسيط للغاية وهو ان تتوقف الحكومة عن مهاجمتهم في الحملة التي تهدف الى القضاء على التمرد في منطقة دارفور. وقال عبد الله خضر /54 عاما/ الذي يعيش الان مع زوجته وابنائه تحت شجرة في العراء بتشاد أطلب من الحكومة السودانية منع الطائرات من القصف. وأضاف دول مثل امريكا لابد ان تقول للحكومة السودانية أن توقف الحرب. ووضع خضر يده بذلك عما يعتبره بعض المراقبين اساس التعامل مع الحرب في الغرب وهو ممارسة الضغوط على الحكومة في الخرطوم لكبح جماح حملتها ومعالجة المتاعب السياسية التي تعاني منها المنطقة. ومثل هذا الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على وجه الخصوص قام بدور رئيسي في اجبار الحكومة والمتمردين في الجنوب على المشاركة في محادثات السلام بكينيا والتي حققت تقدما كبيرا نحو انهاء هذا الصراع. وتقول المجموعة الدولية للازمات وهي مؤسسة ابحاث ان الولايات المتحدة تجنبت حتى الان انتقاد هجمات الحكومة في الغرب علانية رغبة منها في عدم اغضاب الخرطوم في مرحلة حيوية من المفاوضات مع متمردي الجنوب. وقال جون برندرجاست المستشار الخاص للمجموعة الشعور الغالب هو اننا في لحظة حساسة ونحن لا نريد افساد الامر في الخرطوم...انها حسابات خاطئة جسيمة وهي حسابات من الممكن ان ينتهي بها الحال الى التسبب في مقتل الاف الارواح بالمعنى اللفظي. ويقول مسؤولون ان الرئيس الامريكي جورج بوش جعل السودان من كبرى اولويات السياسة الخارجية وهو يأمل ان يحدث السلام تحولا في العلاقة مع البلد الذي تعتبره واشنطن من الدول الراعية للارهاب. وقد تكون دارفور واحدة من أكثر اركان افريقيا بعدا ولكن محللين يقولون ان القتال هناك قد يصعب من اي اتفاق سلام يجري التوصل اليه لانهاء الحرب في الجنوب. وكثرت في غرب السودان التوترات بين البدو الرحل من العرب والمزارعين من اصول افريقية حول المياه وحقوق الرعي ولكن الصراع أخذ مؤخرا بعدا عسكريا بصورة اكبر. وظهرت جماعتان للمتمردين قبل عام وقالتا انهما ترغبان في النضال لتحقيق الديمقراطية في السودان لوقف ما يسمونه سياسة الحكومة في التمييز ضد ذوي الاصول الافريقية في المنطقة الفقيرة لصالح المنحدرين من اصول عربية. وفشلت محادثات الهدنة التي استضافتها تشاد في الشهر الماضي مما مهد الطريق لما يسميه المتمردون حملة حكومية كبرى للقضاء على كل المقاومة بالقاذفات وهجمات افراد ميليشيا الجنجويد العربية الذين يمتطون ظهور الجياد والجمال. ومن الصعب التأكد بصورة مستقلة من مزاعم الحكومة او المتمردين في دارفور ولكن منظمة العفو الدولية تقول ان هناك ادلة على ان الحكومة تدعم مثل تلك الميليشيات. وقالت اليزابيث هودجكين الباحثة في شؤون السودان بمنظمة العفو نعتبر الحكومة مسؤولة بصورة كبيرة عن الوضع الانساني المتردي في دارفور من خلال تسليح الميليشيات التي تهاجم السكان المدنيين فيما يبدو. وألقت الحكومة باللوم في تدفق اللاجئين الذين بلغ عددهم اكثر من 35 الفا منذ ديسمبر كانون الاول على هجمات قام بها المتمردون. ويأمل مسؤولون أمريكيون ان اجزاء من الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله مع متمردي الجنوب قد تساعد في التوصل الى حلول لمنطقة الغرب وطالبوا بوقف اطلاق النار ولكن لم يعلن اجراء محادثات جديدة بين الحكومة والمتمردين الرئيسيين في الغرب. وتقول وزارة الداخلية السودانية ان الحكومة مستعدة للتفاوض ولكن مشاعر الريبة تجاه الخرطوم تبدو شديدة. قال احمد عبد الشافي يعقوب المتحدث باسم حركة تحرير السودان انهم لا يبدون أبدا اي جدية بشأن المحادثات.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com