إلى جماهير الشعب السودانى:
لقد ساهمت دارفور منذ إنتهاء حكم السلطان علي دينار في عام 1916م وأنضمامها إلي السودان في جميع القضايا النضالية في كافة أنحاء البلاد إلي وبعد إستقلال الوطن. منحت دارفور فلذات أكبادها من أجل بناء السودان الموحد. فأبناء دارفور مشهوداً لهم بوطنيتهم الصادقة ودفاعهم عن السودان ودورهم الباسل في القوات المسلحة خير شاهد علي ذلك. رغم هذا لم تعط دارفور من جميع الحكومات السودانية المتعاقبة منذ الإستقلال بدون فرز ما تستحقه من مطالبها الأساسية من تنمية وتعليم ومرافق صحية وبنية تحتية.. ألخ.
لقد ولَّد هذا التهميش والظلم المقصود علي مدي خمس عقود من عمر إستقلال السودان إلي تفاقم إحساس من الغبن أدي إلي إنطلاق شرارة ما يدور حاليا في دارفور. تلك الشرارة كان يمكن التغلب عليها لولا تصرفات النظام الحالي من صب زيت علي النار. وكمثال على ذلك تبنيه لحركة قريش العنصرية التي تسعي لترفيع العنصر العربي علي العنصر الأفريقى في دارفور. من هذه الحركة إنحدر النبت الشيطاني المسمي بالجنجويد من أفراد بعض القبائل العربية في دارفور, وذلك أدي بدوره إلي تصفية عرقية بمباركة من الحكومة السودانية، وذلك لكي تشغل أهل دارفور في شقاق داخلي بهدف أن يلهيهم عن مطالبهم الأساسية بمنطق فرق تسد.
بغياب الرأي العام العالمي تسعي الحكومة اليوم سعيا جادا لحسم القضية عسكريا ولا تبالي إن راح ضحية ذلك أطفالا ونساءا وشيوخا. إن القصد من ذلك ليس فقط "سحق الثوار" كما طالب بذلك وزير التجارة الخارجية عبدالحميد موسي كاشا والذي ينحدر شخصيا من منطقة الضعين بجنوب دارفور. نحن لا ننكر أن لبعض أبناء دارفور دورا في نظام الانقاذ الحالي منهم من قضي ومنهم من ظل حتي الآن عبداً للنظام. ولهؤلاء الإخوة نقول نرجو أن تنتبهوا إلي مظالم أهلكم في دارفور وأن تتركوا اللهاث وراء السلطة لأنها لا تدوم ولأن التاريخ لا يرحم.
إن الطريق الذي تتبعه الحكومة السودانية حاليا تجاه الصراع في دارفور بما تكنه من تقتيل وتشريد في الإقليم بغرض كسر شوكة النضال سيقود الشعب السوداني حتماً إلي نفس ما دار في جنوب السودان الحبيب وربما إلي وضع أسوأ. لذلك نحذر الحكومة السودانية من التمادي في هذا الطريق والرجوع إلي مبدأ الحوار كوسيلة أساسية لحل القضية، لأنَّ من خلال ذلك ستتضح مطالب شعب دارفور العادلة, والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
الي جماهير الشعب السوداني من قوات مسلحة ومثقفين وسياسين بجميع إتجاهاتهم المختلفة وطلاب ونقابات وجميعات وروابط ونخص كذلك أبناء دارفور في الداخل والخارج نوجه هذا النداء وفي أذهاننا الأحداث الدامية المريرة التي تلتهم أحشاء إقليم دارفور المغلوب علي أمره.
إن ما يجري في دارفور ليس تمرداً ولا نهباً مسلحاً ولا حركة إنفصالية كما تدعي حكومة الانقاذ, ولا غزواً أجنبياً بل هو مطالبة بحقوق مشروعة سلبت من هذا الجزء من السودان من قبل كل الحكومات المتعاقبة منذ فجر الإستقلال. وما يجري في اقليم دارفور حالياً من قتل وتشريد لا ينصب ضرره علي دارفور وأهلها فقط إنما يتسبب أيضاً في التفكيك الاجتماعي للتعايش السلمي لعامة أهل السودان، فالشعب السوداني جسد واحد اذا أصيب منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي. ولذا نناشد بتقصي الحقائق وعدم الرضوخ للإشاعات الكاذبة التي تطلقها الحكومة السودانية بقصد تشويه سمعة أهل دارفور وإجهاض الكفاح المطلبي العادل.
وننتهز هذه الفرصة ونوجه نداءنا إلي جميع المنظمات العالمية والدولية العاملة في مجال حقوق الانسان بالتدخل الفوري لإنقاذ الموقف. وفي الختام يجدر بنا شكر كل من ساهم في إيضاح الحقائق كما هي من فضائيات وصحف ومجلات وإنترنت.
نهنئكم بحلول العام الجديد وبمناسبة إستقلال السودان وكل عام وأنتم بخير.
رابطة ابناء دارفور بالمانيا الاتحادية
[email protected]
1 يناير 2004م