طالعتنا فى الآونة الأخيرة أحاديث صحفية متواترة بشأن المشكلة المتفاقمة فى دارفور أدلى بها مسئولون حكوميون أبرزهم وزير التجارة الخارجية عبدالحميد موسى كاشا, إبن الضعين بجنوب دارفور, دعا فيها قوات الجيش السودانى المتمركزة فى منطقة أعالي النيل العسكرية للتوجه إلى دارفور وسحق التمرد, وأوردت وكالة سونا للأنباء أنَّ عبد الحميد موسى كاشا دعا القوات المسلحة يوم الجمعة الماضى الموافق 26/12/2003م إلى "سحق" حركة تحرير السودان في دارفور, وأشارت الوكالة إلى إنحدار كاشا من احدى قبائل دارفور وأبرزت قوله "يجب تاكيد سلطة الدولة في درافور كما يجب معاملة المتمردين بقسوة", ودعا الجنود إلى التوجه إلى دارفور "لسحق التمرد الخارج عن القانون", كما نفى أن يكون سبب الصراع فى دارفور قائما على التطهير العرقي والقبلي موضحا أنَّ هذه المشكلة ظهرت نتيجة لإحتكاك الرعاة والمزارعين!
فى هذا الوقت العصيب الذى يطالب فيه الشعب السودانى بكل قطاعاته بجانب القوى والمنظمات العالمية بإرساء دعائم السلام فى ربوع البلاد, وإنصاف أهل دارفور بإعتبار محورية قضيتهم العادلة, نفاجأ ببعض العناصر التى تسلقت سلالم نظام الإنقاذ الإنتهازية تنتهج منهج الطاغوت والجبروت سلوكاً للحكم حتى ضد أهليهم الغلابى الذين هم أول المكتوين بنيران نظام الإنقاذ الجائر.
ومن العجب أن يدلى وزير التجارة الخارجية بمثل هذه الدعوة الغريبة إلى الحرب بالرغم من أنَّ ذلك ليس من إختصاصه اللَّهم إلاَّ إذا غلبت عليه نزعة الجنجويد التى تمارس الإرهاب المنظم المسنود بآلية الدولة فى دارفور.
ونحن نواصل مسيرة الكفاح ضد زمرة الجبهة الإسلامية القومية الغاشمة يطالعنا وجه آخر من وجوه النظام المستبد متمثلاً فى وزير عدله المدعو علي محمد عثمان يسن بتصريحات قصد به إرهاب أبناء الإقليم لكى يتنازلوا عن حقوقهم الشرعية وقضيتهم العادلة, فقد أعلن عن إجراءات قانونية إتخذتها وزارته ضد قيادات المجموعات المسلحة في دارفور، تضمنت تدوين بلاغات في مواجهتهم تحت طائلة الإرهاب، ولا ندرى كيف يعرِّف هذا الوزير الأرهاب وماذا فعل تجاه إرهاب الدولة حملات الإبادة الجماعية التى تمارسها حكومته يومياً بحق أهل دارفورالعزل؟ وهل قام بإتخاذ نفس الإجراءات ضد السفاحين والقتلة أم أنَّهم من أهل البيت معفيين من المساءلة؟
رغم حملات الإرهاب التى مارستها عصابة الإنقاذ الحاكمة طوال أربعة عشر عاماً ضد كل قطاعات الشعب السودانى عامة, ودارفور خاصة, نؤكد أنَّ ثوارنا فى دارفور صامدين وسوف يمضوا قدماً لتحقيق أهداف أهاليهم النبيلة بكل الوسائل المتاحة وبعون الله سترفع دارفور راية الحرية والعدل رغم كيد الحاقدين.
ومن هذا المنطلق يؤكد مكتب التحالف الفدرالى الديمقراطى السودانى بولاية كلورادو الأمريكية تمسكه الثابت بالديمقراطية سلوكاً للممارسة السياسية والفدرالية منهجاً للحكم ونؤكد أيضاً على الثوابت الوطنية ووحدة التراب السودانى.
نهنئكم بالعام الجديد وأعياد إستقلال البلاد وكل عام وأنتم بخير.
أحمد آدم على محمد [email protected]
مسئول مكتب التحالف الفدرالى الديمقراطى السودانى بولاية كلورادو الأمريكية
1/يناير/2004م