حـــركة/ جـــيش تحـــرير الــــسودان
رسالة مفتوحة الى
وسطاء وسكرتارية ايغاد.
المراقبين وشركاء ايغاد.
الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان.
الموضوع – الحرب والاوضاع الانسانية المتردية فى دارفور.
نخاطبكم وانتم تقتربون من وضع اللمسات النهائية لاتفاق سلام لمعالجة الاوضاع فى جنوب السودان؛ ومناطق جنوب النيل الأزرق وابيى وجبال النوبة، ويعد هذا فى حد ذاته مجهوداً مقدراً لانهاء اطول الحروب فى القارة الافريقية، ونشيد باهتمام دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف فى شرق افريقيا، و دول محيطنا الاقليمى، كما نشيد بالاهتمام الدولى خاصةً من قبل الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والنرويج وايطاليا بضرورة تحقيق السلام والامن والاستقرار لاكبردول القارة الافريقية.
لكن فى ذات الوقت نرجو ان نلفت انتباهكم من ان السلام لابد ان يكون شاملاً وعادلاً، ويغطى كل بؤر التوتر ومناطق القتال واقاليم التهميش فى السودان قاطبة؛ ونحذر من خطورة الحلول الجزئية والمنقوصة على مستقبل البلاد.
ولاشك انكم تتابعون التطورات فى غرب السودان عامةً، وفى دارفور خاصةً، ودون معالجة تلك التطورات سيصبح الاتفاق المرتقب محفوفاً بالمخاطر ان لم نقل انه لن يحقق سلاماً للسودان بشهادة كل المراقبين والمهتمين بالشأن السودانى بما فى ذلك الامم المتحدة ومنظماتها، ومراكز البحوث والدراسات العلمية والاستراتيجية.
خلفية ديمغرافية مختصرة لدارفور:-
تتكون دارفور الكبرى حسب التقسيم الادارى الجديد للحكومة الحالية من ثلاث ولايات هى: –
1 – شمال دارفور
تبلغ مساحتها 000/260 كيلومتراً مربعاً وتحدها ليبيا من الشمال، وتشاد من الغرب، فيما تشترك فى الحدود الداخلية مع الولاية الشمالية وشمال وغرب كردفان ويبلغ سكان الولاية 2 مليون1 نسمةً ويتكون النسيج الاجتماعى من قبائل الفور والزغاوة والميدو والمساليت والقمر والبديات والبرقو.والرزيقات الشمالية والزيادية والمهادى والتنجر.
2 – غرب دارفور
تبلغ مساحتها 000/150 كيلومتراً ويتجاوز سكانها المليون وتسعمائة الف نسمةً معظمهم من الفور والمساليت، والقمر والتامة واولاد راشد واولاد زيد واولاد على والتعايشة وبنى حسين بالاضافة الى قبائل اخرى وتحدها دولة تشاد من الغرب.
3 - جنوب دارفور
مساحتها تبلغ 807/137 كيلومتراً وتحدها تشاد وافريقيا الوسطى وتشترك فى الحدود مع بحر الغزال وكردفان ويبلغ عدد السكان 000/964/3 نسمة ويضم النسيج الاجتماعى قبائل الرزيقات والهبانية والفلاتة والفور والتعايشة وبنى هلبة والسلامات والداجو والزغاوة اضافةً الى قبائل اخرى صغيرة.
ورغم المساحات الشاسعة، والكثافة السكانية العالية لدارفور الا ان هذه المنطقة من السودان ظلت تعانى من التهميش المتعمد؛ ومن الافتقار لادنى متطلبات الحياة مثل الغذاء والصحة والتعليم والبنيات التحتية، ولم يقف الامر عند ذلك الحد بل تحولت دارفور الى ساحة من القتال والابادة الجماعية والتطهير العرقى واصبحت مأساةً حقيقةً تشهد على فشل حكومات المركز.
ووصلت المأساة قمتها بوصول الجبهة الاسلامية الى السلطة فى الثلاثين من يونيو عام 1989 فاستمالت قبائل على حساب اخرى؛ ومضت فى تخريب النسيج الاجتماعى بمحاباة قبائل على اخرى وتسليح القبائل بعضها ضد البعض عن طريق ما يسمى بجهاز امن القبائل، ثم مضت اكثر بتكوين تجمع القبائل العربية لمحاربة القبائل الافريقية، فاطلقت الحكومة مليشيات الجنجاويد التى تحارب بدعم واضح من الخرطوم. كما لم تكتف الحكومة بمليشياتها التى تتكون من قبائل اجنبية فى اطار سياسة التهجير القسرى وتوطين تلك القبائل محل القبائل الاصلية فاستخدمت الحكومة الطيران والاسلحة المحظورة فحرقت القرى وقتلت المدنيين وشردت الكثيرين فى اطار سياسة الارض المحروقة واستخدام سلاح الطعام للتجويع.
وقدرت الامم المتحدة اللاجئين والنازحين من اهل دارفور باكثر من ستمائة الف مواطن، فيما بلغ القتلى اكثر من ثلاثة الف خلال الستة اشهر الماضية. هذا غير الذين اعتقلوا وعذبوا.
ونحن فى حركة تحرير السودان نضع امامكم الصورة القاتمة للمأساة لا لاحباط جهودكم لكن لنقل الحقيقة كما هى حتى تجد الاذن الصاغية والاهتمام لحل الازمة المستفحلة وانجاز سلام شامل وعادل. ونشكر اهتمام بريطانيا التى بدأت مجهودات تجد منا كل الترحيب للتوصل الى حل سلمى بيننا وبين الحكومة فى الخرطوم، كما نشكر الولايات المتحدة ممثلةً فى مبعوثها الرئاسى السيناتور جون دانفورث لاهتمامه وقلقه ودعوته الى حل شامل لمشكلة السودان بما فى ذلك قضية دارفور.
واستجابةً منا فى حركة/ جسش تحرير السودان للنداءات المتكررة من المجتمع الدولى ونزولاً الى المبادرات الصادقة من جهات نحترمها نعلن استعدادنا للتفاوض مع نظام الخرطوم وقف مقترحاتنا التالية : -
1 – وجود رقابة دولية على التفاوض.
2 – السماح بمرور الاغاثة الى كل المناطق المتضرة فى دارفور وفى كل السودان عبر ممرات آمنة.
3 – حماية المدنيين وتجريد مليشيات الجنجاويد العنصرية من السلاح برقابة دولية.
4 – تكوين فريق دولى للتحقيق فى المجازر بدارفور ومناطق السودان الاخرى
وتثمن حركة/ جيش تحرير السودان الرؤية الاميركية بتطبيق نموذج الحل فى جنوب السودان بين النظام والحركة الشعبية على كل مناطق المهمشة، وعلى وجه الخصوص فى دارفور وشرق السودان. وتدعو الحركة فى ذات الوقت الى توزيع عائدات الموارد النفطية والموارد الاخرى باسس عادلة تقوم على الكثافة السكانية لكل اقليم.
وتشدد حركة/ جيش تحرير السودان على ان الديمقراطية هى الخيار الامثل لحكم السودان دون تراجع عنها، او تسويف، وتدعو الى الشروع فوراً فى تطبيق اجراءت التحول الديمقراطى واطلاق الحريات العامة والافراج عن المعتقلين السياسين؛ الامر الذى يتوافق مع التوجه نحو السلام الشامل والعادل. آدم على شوقار.
/ حركة/ جيش تحرير السودان