بعد اربعين سنة من الحرب: السودان يتردد على عتبة السلام

سودانيز اون لاين
2/23 6:37pm

الخرطوم - ا ف ب
بعد اربعين سنة من حرب اهلية بات السودان على عتبة السلام لكن التمرد في دارفور، غرب البلاد، يكشف مخاطر السلم والحرب على حد سواء بالنسبة للخرطوم.
ولم يشهد اكبر بلد افريقي تساوي مساحته ربع مساحة الولايات المتحدة، سوى عشر سنوات من السلم (1972-1982) منذ استقلاله في 1956.
وتقاوم اقاليم الجنوب الاهلة بالاحيائيين والاقلية المسيحية سلطات الخرطوم العربية الاسلامية في اطول نزاع تشهده القارة الافريقية اسفر عن سقوط مليوني قتيل ونزوح اربعة ملايين شخص. وتعقدت الامور بعد اكتشاف النفط في الجنوب والذي بدا تصديره منذ 1999.
وتحت ضغط الولايات المتحدة التي تفرض حظرا اقتصاديا على بلد تعتبره منذ وقت طويل داعما للارهاب، توشك حكومة الفريق عمر البشير والجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق على وضع اللمسات الاخيرة لاتفاق سلام بعد سنتين من المفاوضات.
لكن في شباط/فبراير 2003 زاد اندلاع حركة التمرد في غرب البلاد في تعقيد المفاوضات وفي مخاوف الخرطوم من ان تؤدي التنازلات التي قدمتها للجنوب الى مطالبة بعض الفصائل الاخرى مثل البيجا في الشمال الشرقي الى اشهار السلاح مطالبة بنصيبها من الغنيمة.
ولا يعكس التمرد تعقيدات السودان الذي يعد 572 مجموعة اتنية فحسب بل ايضا مدى تعقيد اللعبة السياسية في الخرطوم.
وفي دارفور تمردت قبائل تدين كلها بالاسلام ما بين فور وماساليين وزغاوة وهي عشائر من المزارعين ومربي المواشي يشتكون من تهميشهم من طرف الخرطوم ومن الغزوات التي يتعرضون لها على يد فرسان عرب من القبائل المجاورة.
وفشلت المفاوضات التي توسطت فيها تشاد بين حركة تحرير السودان، ابرز حركات التمرد في دارفور والخرطوم في ديسمبر.
واتهم الدبلوماسيون الافارقة والحكومة فصيلا متمردا من الاسلاميين يتالف من قلة لكنها منظمة سياسيا في الحركة من اجل العدالة والمساواة بنسف المفاوضات. وطالب الوفد المفاوض من متمردي درافور بحكم ذاتي مدني وعسكري و13% من الثروات النفطية
الامر الذي اعتبرته الخرطوم مطالب غير مقبولة. وتقول الحكومة ان الحركة من اجل العدالة والمساواة يقودها مناصرو حسن الترابي الزعيم الاسلامي الذي طالما كان العقل المدبر للرئيس البشير قبل ان يضعه قيد الاقامة الجبرية في 2001 ويفرج عنه في اكتوبر الماضي، بينما ينفي الترابي اي تدخل في دارفور.
وقال الترابي الجمعة بابتسامة ساخرة لعدد من المراسلين انه يؤمن "تماما بالسلام" مضيفا لا بد من "سلام القلوب وليس سلام ديكتاتور الشمال وديكتاتور الجنوب" في اشارة الى البشير وقرنق.
لكن على الرغم من تهميشه ما زال الترابي الذي منح اللجوء الى اسامة بن لادن في مطلع التسعينات، يحتفظ بنفوذ سياسي ومالي كبير حيث اكدت اجهزة الاستخبارت الغربية انه استفاد من نحو ملايين الدولارات التي حولت الى ماليزيا.
وفي هذه المرحلة الاخيرة من المفاوضات بين الشمال والجنوب تغازل الولايات المتحدة والدول المجاورة التي تقودها كينيا والاتحاد الاوروبي، الخرطوم بمحاسن السلام.
وتوجه وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الجمعة الى الخرطوم لتعزيز هذه الرسالة وتشجيع السلطة على تسوية النزاع في دارفور عن طريق التفاوض مشددا على ان السلام يمثل نهاية عزلة البلاد السياسية والاقتصادية وعودة المستثمرين والشركات النفطية الغربية مثل شفرون الاميركية وتوتال الفرنسية.
وسيمكن رفع الحظر الاميركي من التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي واعادة هيكلة الديون الخارجية التي تقدر بنحو 24 مليار دولار في نادي باريس. وقال دبلوماسي فرنسي ان السلام سيتيح للسودان ايضا "استعادة مكانته" في افريقيا والعالم العربي.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved