و قد تكبد المؤتمرون المشاق لأجل الوصول إلينا و كل هذا يهون في سبيل الحرية، من أجل الحرية ينبغي ان نتوحد، لو لم نتحد سنفشل، نحن عسكر لسنا سياسيين، نطالب بحقوق المساكين في أي مكان، كنا رعاة حتى الامس القريب و لكنهم اعتدوا على المواشي و الوطن و لذلك أعلنا الحرب و قدناها بجدارة، لكـن، الحرب السياسية اقوى من حرب الميدان، لهذا يجب ان نتوحد نحن و انتم.
هذه الثورة ليست من اجل دارفور و لكن من اجل السودان عامة، و ليست حكرا لقبيلة أو جهة أو حزب ولكن من أجل المظلومين و المهمشين في كل مكان، هنالـك عشرة حركات في السودان باستثناء حركة تحرير السودان، يجب أن تتوحد كل هذه الحركات في بوتقة واحدة لأن الوحدة هي سبيل الحرية.
لا يمكن أن ننال الحرية إلا إذا انتزعنا السلطة و من يريد السلطة لا بد ان يخوض النار، اما من يريد المصلجة الشخصية، فعليه الإستسلام، و كل من يريد توحيد الشعب السوداني يجب أن يتفضل معنا، و لو كان يهوديا، قضيتنا قضية حيوية و ليست قضية أديان. برامج الثورة هو ما أنجزتموه في هذا المؤتمر، وما أنجزناه نحن في الميدان.
حتى الآن، الهدنة مستمرة و الناحية العسكرية معروفة، أما الجناح السياسي، فكل الكوادر السياسية أنتم، مهما عملنا لا يوجد أحد خلافكم، مهما تغيرت الظروف فإن الوالد هو الوالد، المرحلة القادمة مسؤوليتكم انتم السياسيون سواء كان سلما أو حربا، نحن اتفقنا على وقف إطلاق النار و ليست صلحا، كما يشاع و لكن الكلام المكتوب لا يفيد، أثناء المعارك في الميدان، كانت التضحيات كبيرة الخلافات البسيطة فنيا تطرأ على أي عمل عسكري و سياسي، ولكن توقيع الهدنة جلب علينا الغضب و اتهمنا بالخيانة و الهزيمة.
و ذلك لأن شعبنا لم يمل القتال، و لولا صلابتي و قوتي لما دخلت الفاشر، يومها
قالت الحكومة لإدريس دبي: "قريبك ده أفضل ليهو يسلم نفسه" أنا قلت لإدريس: أتركني أنا و حكومتي، لا بد أن يأتيك أحدنا شاكيا، أنا تحديت الحكومة و دخلت الفاشر، و عمر البشير إشتكى لإدريس و لم يصبر رغم أن الحرب لم تستمر إلا ثلاثة أشهر.
إدريس أخي في القبيلة و عمر البشير أقرب لي من إدريس لأن جنسيتنا واحدة، أنا قلت لإدريس إذا كانت لك مساعي قبلية و اهلية وجهها للزغاوة لكن أنا قضيتي قضية وطن، قضية دولة و ليس لي دخل بالقبائل. كلكم تعرفون ما يجري في السودان، سياسات الحكومة تعتمد على المخادعة و المراوغة مثل مفتاح "الجمجم" ليس لها ثوابت، أنا إذا سلمت و وضعت السلاح فإن الحكومة لن تتركني و المليشيات لن يتركوا أهلي.
ما زالت المليشيات تقتل الأهالي و الحكومة تقول إنها لن تتحمل المسؤولية و لو التزمت ببنود اتفاقية أبشي لما هاجم الجنجويد على المواطنين، أنا الآن عائد من معركة رغم أننا في هدنة، بعد الهدنة حدث إثني عشر خرقا للإتفاق، في هشابة قتل مائة و إحدى عشر شخصا، في هراسة 38 مواطنا، في دونكي الحارة 23مواطنا، أثناء المعارك لم يمت شعب بهذا العدد، هذه خطة حكومية لقتل أهلنا بعصا باردة، و لهذا الهدف تسعى الحكومة للإتفاق للتوصل إلى سلام مع الجنوب لسحب قوتها إلى دارفور و لكن دون جدوى لأن جنودهم يعرفوننا جيدا.
لأننا نقاتل من أجل قضية، قمنا بتسليم "79" أسيرا دون مقابل لأنهم أبناء أسر سودانية لهم نساء و أطفال و نحن نحارب من أجل رفع معاناة نسائنا و أطفالنا، لهذا سلمنا الأسرى، إبراهيم البشرى اللواء طيار سلمناه لأسرته بدون منظمات احتراما لقبائل السودان، و لكن الحكومة لها خطة مختلفة، لم تقبض الحكومة من جيش التحرير سوى أسيرا واحدا، جاء النائب الأول لرئيس الجمهورية من الخرطوم و استجوبه و قتله بنفسه.
أنا لو قبضت على عثمان لسلمته للبشير من أجل أبنائه و أسرته، إن جميع الأسرى و نائب الرئيس لم يملأوا فراغ الشهيد محمد آدم موسى لأنه صاحب قضية وصاحب القضية لا يعوض.
إذا أخبرك الكذاب عن قرب مصادر المياه، عليك أن تأخذ الماء و تتبعه حتى لا تموت من العطش، و ستدرك كذبه بعد قليل و لهذا وقعنا الهدنة مع الحكومة و توقعنا خرقها منذ الأيام الأولى.
موضوع ملاحق إتفاقية أبشي الآن بين أيديكم، أبناؤكم العسكريون أدوا واجبهم في الميدان و جاء دوركم أنتم السياسيون.
الحكومة تطن أنها فرغت من جيش التحرير و فركت يدها، و لكن كل يوم يأتي بجديد و نحن ناتي بجديد و حتما سوف نلتقي، الحكومة تظن أنها ستلقي بنا في
الهاوية و لكنها نسيت، نحن بدأنا الثورة بكلاش واحد و حققنا كل هذه الإنتصارات، فما بالكم الآن و نحن أقوياء و الحمد لله.
الحرب القادمة ستكون أصعب مما مضى و نحن جاهزون، خبث سياسات حكومة السودان كثيرة و في ناس منكم كانوا جزءا من الحكومة و انضموا إلينا يمكن أن يخبروكم و لكننا جاهزون، المواطنون الذين تقتلهم الحكومة سودانيون و أهلهم هنا. و نحن سودانيون و لسنا نهب و لا لاجئين كما وصفونا، هنا مولدنا و ملاعب طفولتنا في هذا الوادي الذي تجلسون فيه.
لم أحلم يوما أن أكون القائد العام لجيش السودان، و لا عبد الواحد أن يكون رئيسا للسودان و لا مناوى أن يكون رئيسا للوزراء و لكن الظلم دفعنا لقيادة الثورة، و قطعا هناك من هو أفهم منا و أكثر دراية منا، فعليهم مساعدتنا و مساندتنا.
دعاية الحكومة تقول أننا حركة بلا سياسيين و سنقاتلهم أو نشتريهم، و دفعت مبلغ خمسة عشر مليون دولار لإغتيالي أنا و مناوي و عبد الواحد، و هذه المبالغ
كانت ستبني دارفور.
كل ما دفعته الحكومة للإغتيالات أو الحروب او الميليشيات لو تم رصدها لتنمية دارفور لاستسلمنا أنا و عبد الواحد و مناوي لأننا خرجنا للقضاء على الظلم و التخلف و التهميش.
و أنا لست فارسا و لا سياسيا و لكن أرفض الظلم و لهذا فجرنا الثورة. بخصوص العرب الجنجويد هم إخواننا، و أرسلنا لهم الوفود، بيني و بين كل القبائل المجاورة قسم ، أولاد تاكو، جلول، مهرية، شيخ عبد الباقي إلا قبيلة واحدة فرت منا، سألتهم إن كانوا يقاتلوننا، الحكومة وعدتهم بالمناصب، و قالت ليس لديهم أبناء متعلمون يكفون لفتح مدرسة، غدا سيفهمون قضيتهم كما فهمنا، نحن دائما نفهم متأخرين و لكن الفهم المبكر أفضل، لا تيأسوا منهم، واصولوهم، أرسلوا لهم الوفود فهم إخوانكم و سودانيون مثلكم، و مظلومون مثلكم، مساكين خدعتهم الحكومة بالسلاح و المال لأنهم لا يملكون شيئا.
فإن كان على الرعي، فهم رعاة أكثر منا، و إن كان على الفقر فهم فقراء أكثر منا، أخبروهم بأن القتال ليس في مصلحتهم. عندما سلحتهم الحكومة ضد الزغاوة لم يحققوا نصرا، فما بالهم يقاتلون ثورة لديها أهداف و علاقات و جيوش و عتاد. إن موت العرب ليس في مصلحتنا، بيننا و بينهم روابط، مهما اختلفنا سوف نتصالح يوما ما، حدث هذا في الماضي.
بالأمس حاولوا نهب أموال من الجارة تشاد، و لكن الحكومة التشادية قتلتهم، و جردت أموالهم، هذه الخسائر لا ترضينا لأن الموتى سودانيون و المال سوداني، أما الجلابة الذين يحرشونهم فسيفرون إلى الخرطوم تاركين العرب يواجهون المصير السيء و حدهم.
إن الوعي نصيب من العلم، اليوم جاءنا الرزيقات بلا دعوة، و كذلك الفلاته و هذا أكبر دليل على أنهم مهمشون مثلكم، وتم خداعهم مثلكم، و الحمد لله الوعي متزايد و الثورة تتمدد.
أنا قضيتي قضية حرية و حقوق و لا أرضى بظلم المساكين، و حتى لو استولت حركة تحرير السودان على الحكم و ظلمت الناس، لخرجت ضدها مرة ثانية ما لم أرضى بظلم إنسان أيا كان وطنه أو موقعه أو جنسه، و سنشارك العرب في حكم دارفور، و كل الفرص الأخرى، نحن نعرف من ظلمنا، الخرطوم حاولت إختراقنا و تقسيمنا إلى قبائل في أبشى و قسمونا إلى مجموعات، عبد الله أبكر، عبد الواحد، جبريل، و لكن نحن كتلة واحدة في جيش تحرير السودان. إنهم لا يعرفوننا، الآن عندي قوات في شرق السودان في الميدان، إنهم يظنون أننا نقاتل من أجل الزغاوة، و لكننا نقاتل من أجل حرية السودان، صحيح الشرارة انطلقت من جبل مرة و دار ميدوب ودار زغاوة و لكنها شملت كل السودان.
الحكومة زرعت وسطنا جواسيس، هذه حقيقة، ولكن حتى لو كانوا موجودين،
فعليهم أن لا يزعلوا لأن هذا أمر طبيعي، أنا أدعوهم أن يتركوا مهمتهم و ينضموا للحركة، لأنهم عرفونا و عرفوا أهدافنا، الجواسيس لن يجدوا منا شيئا، لأنهم لا يخافون الله و بالتالي يخافون منا. نحن إخوان في القضية بلا قبلية او عنصرية و لا نعرف المؤامرات و الدسائس لأنها ممارسات للبرجوازية، و نحن جوعى و تعبانون لهذا لا يمكن بيعنا لأن المبيوع يخاف الناس و لا يخاف الله.
أنتم المتفاوضون مكلفون بقضية الأرامل و العجزة و الأطفال، لو خنتوهم، فإن دعاءهم سيكون نقمة عليكم، فاوضوا بحنكة و صدق، أنتم السياسيون قاتلوا في حرب الكلام و الورق، أما نحن فمكاننا في الخطوط الأمامية، و حيثما وصلتم سنسمع خيرا كان أم شرا، و حينها فإن الحكومة تعرف مقدرتنا القتالية، الحكومة إذا كانت تظن أنها قضت علينا و الله لو متنا لقاتلت النساء و هزمت الحكومة.
العملاء أخبروا البشير بأنهم قضوا على جيش تحرير السودان و لكن الثورة مثل اللحية لا يمكن القضاء عليها بالحلاقة المتكررة، أما الإستبداد فهو مثل رموش العين، لا يمكن أن تنمو إذا أنت انتزعتها. إذا كنت تطالب بالحق فإنك سوف تنتصر مهما طال الزمن، و نحن حملنا السلاح لأنه يجلب الحقوق بسرعة، صحيح إننا تعرضنا لنهب المال و الدمار و الموت في سبيل الحرية و إذا لم تتخل الحكومة عن الظلم فسنموت جميعا من أجل قضيتنا.
سنلتـقي بهذه الوجـوه مرة اخرى و ربما في ميدان آخر، أختموا لنا بآيـة قرآنية.
المكتـب الإعلامـي لحركــة تحريــر الســودان
الولايات المتحدة الأمريكية